23 ديسمبر، 2024 10:25 ص

مقارنة بين مباديء حقوق الإنسان ومباديء الدين الإسلامي-3-حقوق المرأة:

مقارنة بين مباديء حقوق الإنسان ومباديء الدين الإسلامي-3-حقوق المرأة:

مقدمة:
إنّ الانبياء والرسل هم  بشر توهموا بأنهم يتلقون وحيا من السماء وتشريعاتهم سببت وتسبب وستسبب في نشوب الصراعات والحروب بين منتسبي الاديان المختلفة وبين الطوائف المختلفة للدين الواحد.
إن فكرة الثواب والعقاب في يوم القيامة ساهمت وتساهم وستساهم في بعض الحالات في ردع شريحة من النّاس وخاصة الجهلاء منهم من ارتكاب الجرائم والتجاوز على حقوق الآخرين، لكنّ بعض تعاليم الاديان السماوية لا تواكب تطوّر العقل الانساني وتطوّر المجتمعات الانسانية وحضارته، لذا يثار سؤال ملح وهو:
– إذا كان العقل الانساني وحاجاته في تطوّر مستمر عبر العصور وانّ هناك حاجة لتشريعات مستجدّة تواكب هذا التطوّر، هل اخطأ الأنبياء بحق الإنسانية بإدعائهم النبوة؟
– اليس من الافضل اعتماد دستور يشارك في وضعه عقلاء القوم المنتخبين من قبل الاكثرية لتنظيم العلاقات في المجتمع بدلا من اعتماد تشريعات تمّ وضعها من قبل شخص واحد أو مجموعة من الأشخاص وفي مكان وزمان لا هي مكاننا ولا هي زماننا؟
– أليس الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أفضل من التشريعات ألتي وردت في القرءان؟
للإجابة على الإستفسار الأخير سنتناول في هذه المقالة تشريعات أخرى من القرءان وهي حول ألتمييز بين الرجل والمرأة وهضم حقوق المرأة وتفضيل الرجل عليها  وسنقارن هذه التشريعات بما ورد  في عدة مواد من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وهي :
 
 
·        المادة 2.
لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا الإعلان، دون أي تمييز، كالتمييز بسبب العنصر أو اللون أو (( الجنس )) أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي أو الثروة أو الميلاد أو أي وضع آخر،(( دون أية تفرقة بين الرجال والنساء )). وفضلا عما تقدم فلن يكون هناك أي تمييز أساسه الوضع السياسي أو القانوني أو الدولي لبلد أو البقعة التي ينتمي إليها الفرد سواء كان هذا البلد أو تلك البقعة مستقلا أو تحت الوصاية أو غير متمتع بالحكم الذاتي أو كانت سيادته خاضعة لأي قيد من القيود.
 
المادة 16.
 
( 1 ) للرجل والمرأة متى بلغا سن الزواج حق التزوج وتأسيس أسرة دون أي قيد بسبب الجنس أو الدين، ولهما حقوق متساوية عند الزواج وأثناء قيامه وعند انحلاله.
 
أ‌)       ألآيات وألأحاديث النبوية التي وردت في القرءان حول حقوق ألمرأة:
–         ” يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ  لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ  فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ  وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ  وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ  فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ  فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ  مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ  آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا  فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ  إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا “… سورة ألنساء، الآية-11.
–         ” وَإِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَاء فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ” سورة النساء، الآية -176.
–         ” وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى ” سورة البقرة، الآية-282.
–         ” الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا ” سورة النساء، ألآية-34.
–         ” وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفوا غفورا ” سورة ألنساء، ألآية- 43.
–         ” وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ” سورة البقرة، ألآية-221.
–         ” فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ” سورة الممتحنة، ألآية-10.
–         ” وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ” سورةالمائدة، من الآية-5.
–         ” وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنّ ” سورة النور، من الآية-31.
        ألخلاصة :
المؤمنون بالاديان السماوية ( اليهودية والمسيحية والاسلام) يعتقدون بأنّ عقل المرأة اقلّ كفاءة من عقل الرجل. السبب الرئيسي لهذا الاعتقاد هو التشريعات الّتي جاءت بها هذه الاديان. فالدين اليهودي والمسيحي استندا على ما ورد في ألكتاب المقدس حول خرافة خلق اوّل أمرأة (حوّاء) من ضلع اول رجل (آدم)، لذا فالجزء يكون اقلّ شأنا من الكل، والمسلمون تبنّوا هذه الخرافة في عقيدتهم.
انّ التشريعات الّتي جاءت في القرءان حول حقوق المرأة وواجباتها ثبّتت في لاوعي المسلمين الاعتقاد بانّ عقل المرأة اقلّ كفاءة من عقل الرجل، وأرسخت الاحاديث المنقولة عن محمّد هذا الاعتقاد.
– ( ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى ‏الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى، فمرَّ على النساء فقال: ” يا معشر النساء ‏تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار. فقلن : وبم يا رسول الله؟‏
قال: تكثرن اللعن وتكفرن العشير . ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل ‏الحازم من إحداكن. قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: أليس شهادة المرأة ‏مثل نصف شهادة الرجل.‏
قلن: بلى. قال: فذلك من نقصان عقلها.‏
أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟‏
قلن: بلى. قال:فذلك من نقصان دينها ).‏
يقول المدافعون عن تشريع  الشهادة في المحكمة ” بأنّ الشهادة هي احتكاك بمجتمع لتشهد فيه وتعرف ما يحدث ، والمرأة بعيدة عن كل ذلك في الغالب، إن الأصل في المرأة ألا علاقة لها بمثل هذه الأعمال ، وليس لها شأن بهذه العمليات ، فإذا ما اضطرت الأمور إلى شهادة المرأة فلتكن الشهادة لرجل وامرأتين
لأن الأصل في فكرة المرأة أنها غير مشغولة بالمجتمع الاقتصادي الذي يحيط بها فهي أسمى من هذا ، فقد تُضل أو تنسى فتذكر إحداهما الأخرى ، وتتدارس كلتاهما هذا الموقف ، لأنه ليس من واجب المرأة الاحتكاك بجمهرة الناس وبخاصة ما يتصل بالأعمال إلا في الضرورة القصوى “، ولكن هذا الإدعاء ينطبق على المجتمع الصحراوي الذكوري ألذي ظهر الإسلام فيه ولا ينطبق على مجتمعاتنا ألحديثة.
أمّا المدافعون عن قوّامة الرجال وكون حقّه في الميراث ضعف حق المرأة فأنهم يقولون بأنّ الرجل هو الّذي كان يعمل من اجل توفير القوت للعائلة في المجتمع الجاهلي والمرأة لا تعمل ولكن ما بال المجتمعات الحديثة في القرن الواحد والعشرين؟ الا تعمل المرأة اليوم جنبا الى جنب مع الرجل في جميع المجالات؟ ايتوجب علينا حجر النساء في البيوت حتّى نبرر صحّة هذا التشريع ونثبت بأنّه منزّل من الله؟ الا يدلّ هذا التشريع انّ القرآن تشريع خرج من رحم مجتمع  صحراوي ذكوري وملائم لذلك المجتمع فقط، ولا يمكن تطبيق معظم تشريعاته في عصرنا هذا وفي العصور المقبلة.
انّ المرأة المثقفة الواعية هي اساس ولبنة تغيير المجتمع نحو الافضل ومن اسباب تخلّف مجتمعاتنا الشرقية والاسلامية جعل المرأة اقل اعتبارا من الرجل وانّ التشريعات الاسلامية هي من اهم اسباب تخلّف مجتمعاتنا بسب نظرته الدونية للمرأة.
اعتقد انّ سبب اعتبار المرأة في الاسلام اقل شأنا من الرجل هو انّ المشرّع كان يعيش في مجتمع يسيطر عليه الرجال، فلو افترضنا انّ محمّدا صار نبيّا في القرن الواحد والعشرين لجعل حق المرأة في الميراث مساويا للرجل ولجعل شهادتها مساوية للرجل في المحكمة ولم يدعّي بانّ اكثر اهل النار من النساء.
أنّ وعود القرءان للنساء في الجنّة ليست متكافئة مع وعوده للرجال، فالرجال يوعدون بحوريات كواعب اترابا يستطيعون ممارسة الجنس معهنّ انّى يشاؤون، اما النساء فلا يوعدن بشروى نقير.
بعد هجرة المسلمين من مكّة الى المدينة امتدح القرءان تضحيات المؤمنين الّذين هاجروا وتركوا اموالهم وديارهم ولم يذكر المؤمنات اللواتي هاجرن فأعترضت احدى النساء المؤمنات على هذا الغبن الّذي اصاب النساء عند محمّد وتمّ تصحيح الوضع بآية اخرى نزلت بعد ذلك. يذكر الشيخ جلال الدين السيوطي في كتابه (لباب النقول في اسباب النزول) مايلي:
أخرج عبدألرزاق وسعيد بن منصور والترمذي والحاكم وأبن أبي حاتم عن أم سلمة أنّها قالت: يارسول ألله لا أسمع ألله ذكر ألنساء في ألهجرة بشيء فأنزل الله ” فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ  بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ  فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ  وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ” سورة آل عمران ألآية 195.
حسب هذه الرواية فإنّ أم سلمة تُعتبر أول أمرأة تدافع عن حقوق بني جنسها في تاريخ ألإسلام، وأنّ تشريعات ألقرءان يتم تأليفها بموجب إعتراضات وفي حالات أخرى بموجب أقتراحات من الصحابة، كما حدث في تشريع الحجاب بإقتراح من عمر بن الخطاب.
ألقرءان حقّر ألمرأة في سورة ألنساء، ألآية- 43  عندما ساواها بالغائط ألذي ينقض ألوضوء ” وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفوا غفورا “.
وأخيرا إنّ  نظام تعدد الزوجات ونظام الجواري والسبايا وماملكت ايمانكم وحجاب ألمرأة فيه اجحاف شنيع بحقوق المرأة ودعوة مفضوحة الى العبودية.
 
نلتقيكم في مدارات تنويرية أخرى.
 
    مصادر البحث:
– القرءان.
– ألأحاديث النبوية.
– موقع الامم المتحدة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.