23 ديسمبر، 2024 5:05 م

مقارنة بين صخرة سيزيف وصخرة عبعوب – دروس وعبر

مقارنة بين صخرة سيزيف وصخرة عبعوب – دروس وعبر

ليس من الصعب المقارنه بين الصخرتين فواحدة عقاب ابدي والثانيه من صنع اولئك الذين وصلوا الى السلطه بشهادات مزوره واجنده ليس فيها ذرة من الولاء للبلد والمواطن العراقي
تقول الأسطورة او الميثولوجيا الأغريقيه بان سيزيف او سيسفوس وهو ابن الملك ايولوس ملك ثيساليا وايناريت انه استطاع ان يخدع آلهة الموت ثاناثوس مما اغضب كبير الآلهه زيوس فعاقبه بان يحمل صخرة من اسفل الجبل الى اعلاه فاذا وصل الى القمه تدحرجت الى الوادي فيعاود رفعها الى القمه ويظل هكذا حتى الابد , انه رمز العذاب الابدي
تعكس لنا الآسطوره الأغريقيه قصة للكفاح والتجدي وتخفي في طياتها رغبة البشريه في الانعتاق والتحرر من الظلم والدكتاتوريه فها هو سيزيف برغم ما عرف عنه من خداع يتحدى كبير الآلهه زيوس ويفضح جرائمه الجنسيه ويخدع الموت ولذلك استحق العقاب بان يدحرج صخرته صعودا نزولا ومن ثم تفلت الصخره ويضطر الى دحرجتها من جديد , ويظل هكذا حتى الابد , انه رمز العذاب الابدي( كم انت مسكين يا شعب العراق)
ان التحدي السيزيفي والمهمه السيزيفيه هي عقوبه ذات سمه جنونيه مثيرة للحزن والشفقة لا بل للجنون ايضا (مسكين يا شعب العراق)
ان دحرجة الصخره هي نقطة نظام في وجه الذين يحاولون فضح فساد الالهه او احفاد الالهه ! اما صخرة السيد عبعوب التي اذهلتنا نحن الذين لم نقترب قط من محفل الآلهه ولم تكتب اسماءنا في السطور الأولى لدواوين الحكومه واعتقد انها جاءت بقرار اعتباطي من السيد عبعوب فنحن لم نكن مذنبين مثل السيد سيزيف ولم ننبس ببنت شفه عندما اختفت الملايين والمليارات وكنا ولازلنا نحسن الظن املا ببعض بصيص في الافق قد يلوح في غيرة واخلاص هذا السياسي او ذاك لانتشال البلد من الوضع المزري
اننا امه لا تجروء على تكذيب السلطان او اعلام السلطان بل ندين بالطاعة حتى لخدم السلطان لذا لم نناقش كيف سرق المصرف الفلاني او نهبت الوزاره الفلانيه او كيف هربت الاموال وسارقها الذي يعيش بعضهم في الغرب وبعلم اصحاب القرار, لم نجروء ان نسئل كيف يعيش الارهابيون بسجون خمس نجوم وكيف ينعم اعضاء بالبرلمان بكل الامتيازات برغم اوامر القبض الصادره ضدهم فيما يرزح الشرفاء تحت خط الفقر
اسطورة السيد عبعوب التي يزعم انها اغلقت او سدت مجاري بغداد هي اسطورة لا تحفز العقل البشري على الابداع ولا تنمي فيه القدره على التفكير بل هي دليل على افلاس مفبركيها الذين يقومون باستهبال المواطن المسكين الذي يجثم على صدره ارهاب وتسلط واعلام بمستوى من العهر الاخلاقي
لم يكتف السيد عبعوب حتى صنع هذه الصخره لتقلع منا نسغ الحياة الذي مازال يصلرع الحتوف وعوادي الايام منذ نبوخذنصر
ان صخرة عبعوب واقولها مليون مره للأسف لأنها جاءت في وقت غير مناسب هي مسمار في نعش العمليه السياسيه استغفالا لشعب ماكاد يصدق كذبة اجهزة السونار حتى يعبعبه عبعوب بصخره سدت المجاري وكأن مجاري بغداد تغلق بصخرة واحده
ان تلك الصخره برغم صغر حجمها قد ادمت قلوب اكثر من 30 مليون عراقي وقد اسقطت ورقة التوت التي تغطي عورة حكومة الوحده الوطنيه , فأين هي قطرة الحياء؟
واخيرا يستحضرني قول لعلي اتذكره للكاتب البير كامو وهو كاتب وجودي ومن رواياته الغريب وصخرة سيزيف يقول” ان الثوره التي تتخلى عن الشرف تتخلى عن اهم بل كل مبادئهالأن الثوره قبل كل شئ هي الشرف”