أعزائي القراء.. تعالوا نقرأ هذا الخبر: ((أقيل جوستافو بيترو وعمدة العاصمة الكولومبية (بوجوتا) من منصبه بسبب سوء إدارته لمنظومة جمع القمامة والتي تسبب بتلوث البيئة ومضار صحيه. وقال المفتش العام في كولومبيا ان بيترو ارتكب أخطاءً فادحة للغاية عندما نقل مسؤولية جمع القمامة من شركات خاصة الى شركة عامة. وتتضمن العقوبة تلك منع العمدة المقال من شغل اي منصب حكومي لمدة 15 سنة)).
هذا القرار القاسي الذي اتخذه المفتش العام للدولة الكولومبية بحق (امين العاصمة) لقى ترحيباً من قطاع واسع من المواطنين وقد اعترض عليه الحزب الذي ينتمي اليه العمدة المقال. مدعياً بأن الامر لا يقتضي عقوبة قاسية كهذه. لكن لا احد استمع الى اعتراض حزب العمدة بالطبع.
لا بد وان تكون عزيزي القارئ قد تساءلت مع نفسك ومع المقربين منك بأن لا أحد في الدول الديمقراطية فوق القانون، اما عندنا فكل من هو مقرب من الاحزاب الحاكمة يظل بمنأى عن الحساب والعقاب، بل يكرم احياناً ويتستر عليه في احيان اخرى. ولنأخذ امين بغداد بالوكالة مثلاً.
فالسيد نعيم عبعوب كان يشغل منصب وكيل امين بغداد البلدي، ولم يعرف عنه ان قدم عملاً او ادار المديريات البلدية التابعة له بصورة معقولة ولا نقول جيدة. وظلت العاصمة العراقية طوال السنوات الماضية غارقة بالأوحال والقمامة فيها نمت سنة بعد اخرى حتى صارت تلالاً . ومع ذلك، ومع الفشل الواضح والبيّن والفاضح ايضاً، كوفيء الذي كان يفترض اقالته بالتكريم والترفيع فأوكلت اليه امانة بغداد بعد ان تم استبعاد امينها السابق!
ولعل المقارنة بين بيترو (عمدة بوجونا) وامين بغداد تعد ظالمة، فبيترو سجل عليه خطأ واحد لعدم معالجته للقمامة المكدسة في شوارع العاصمة. اما عبعوب (حماه المالكي ورعاه) فليس القمامة (الازبال) وحدها ما يشكو منه الناس. فالمجاري التي تفيض مع اول زخة مطر، ولم يتم معالجتها طوال السنوات الست الماضية تستحق الاقالة الثانية، وكذلك حال اسالة الماء، فأهل بغداد ينقطع عنهم الماء الصالح للشرب كل صيف.. وعلى هذا فعبعوب يستحق الاقالة الثالثة. والشوارع والازقة متربة في عهد وكيل الامين سابقاً والامين حالياً ومعظمها ، بأستثناء الشوارع التي يمر بها المسؤولون، محروثه وكثيرة المطبات وقد انفقت عليها المليارات من الدولارات خلال السنوات الماضية. وعلى هذا ايضاً يستحق عبعوب الاقالة الرابعة و.. و.. وكل ما لا يسر الناظر في بغداد ويضايق أهلها ويهبط بسمعة عاصمتنا الى أخر مرتبة للمدن مسؤول عنه عبعوب. ولا عذر له لانه قد انفق المليارات، كما قلنا، من دون ان نرى ثمرة لهذه الاموال.
مع ذلك، بدلاً من اقالة الامين بالوكالة سبع مرات او اكثر فقد جرى ترفيعه الى درجة صار فيها المسؤول الاول في العاصمة العراقية !!