23 ديسمبر، 2024 12:11 ص

مقارنة بين الزهراء(ع) وبنات الأنبياء

مقارنة بين الزهراء(ع) وبنات الأنبياء

كلما حاولت معرفة أسباب تفضيل الزهراء(ع) على نساء العالمين , بما في ذلك زوجات وبنات الأنبياء لم اهتدي إلى معرفة ذلك السر ..”من أعظم الأسرار التي جعلتني ابحث في شخصيتها ,حديث يرويه جميع المسلمين متفق عليه ان رسول الله(ص) قال بحقها :” ان الله يرضى برضاك ويسخط بسخطك ” رواه الحاكم في (المستدرك ج3 ص154). وهناك دعاء يثار عليه لغط كونه فيه منزلة كبيرة لمولاتنا الزهراء (ع) . هو الدعاء الذي أوصى به آية الله المرعشي النجفي أبناءه بالمداومة على قراءته”اللهم أني أسألك بحق فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ” الخ

المصدر (فاطمة بهجة قلب المصطفى ) 252.وذكر مؤلّف الكتاب السيد العلوي : إنّ هذا الدعاء تلقّاه السيد المرعشي ضمن الوصايا التي أعطاها الإمام المهدي ( عج ) للسيّد المرعشي في إحدى تشرفاته بلقاء الإمام ( عج ).

هذان الحديثان ذكرهما المعصومون وهو سند لا يختلف عليه المحبون كونهما الثقلان الموصي بهما .. فهل هناك امراة لها هذه المواصفات ..؟ قال تعالى في حق السيدة مريم (ع){إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ}قال في حق أهل البيت(ع)منهم الزهراء(ع) {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}.التامل بين المقامين من خلال الآيتين تجد أفضلية الزهراء(ع) ظاهرة.

الآية الأولى المتحدثة عن مقام السيدة مريم ؛ في المجمع عن الباقر(ع)يقول: معنى الآية “اصطفاك من ذرية الأنبياء وطهّرك من السفاح واصطفاك لولادة عيسى(ع) من غير فحل” وأمّا طهارة الزهراء ,فقد اُذهب عنها الرجس وطهّرت تطهيرا،

لعدم الإطالة في الموضوع .. فان فاطمة الزهراء (ع) تختلف عن جميع بنات ونساء الانبياء انها ما اعتمدت على النصوص التي حباها الله بها . كونها بنت سيد الأنبياء . وزوجة سيد الاتقياء .. وام الحسنين سيدي شباب لهل الجنة .. وعشرات الامتيازات .. أي واحدة منها كافية ان تميزها على نساء العالمين ..

غير ان الزهراء كانت تمارس حقيقة الإنسانة المسلمة في كل تصرف وموقف من حياتها .. وهي في كل حركة وسكنه من سكناتها كانت تتوجه بها لرضا الله ,

ولو قلت لي ان جميع الأنبياء والاوصياء كانوا يدورون في دائرة رضا الله فما هو الامتياز الذي يميز الزهراء فاطمة على جميع خلق الله حتى تصبح حبيبة الله ويرضى لرضاها ويغضب لغضبها .. .؟

نعود الى تاريخ القران والكتب المقدسة للاديان السماوية , ونقرأ عن الأنبياء ونساءهم وبناتهم اللاتي وقفن مع أزواجهن بحدود معينة وإمكانيات ذاتية بحدود معروفة . كل البنات والنساء ضحين وجاهدن .. الا ان الزهراء (ع) وبلا مغالاة كانت شعلة وهاجة في الجهاد.. جاهدت وضحت بنفسها وببيتها وابناءها واحفادها ومحبيها وما تمتلك , وترسخ ذلك العطاء والحب لدين الله من خلال موقفها . فهي سنة جهادية , وشجرة مثمرة لكل خير في العفة والموقف والجهاد ..

ولن تجد خصلة تبني مجدا للاسلام الا وفاطمة (ع) تقف على قمته . وفي موتها ارادت ان تبقى حية مع المجاهدين ان أوصت بإخفاء قبرها الى يوم القيامة لتقول للمجاهدين اني أراقب مواقفكم , وها انا أعلن سخطي على كل ظالم , واقف ضد كل من يُحرف دين الله , وحين تتذكروني وتتلهف قلوبكم لزيارتي .. فاعرفوني من مواقفكم .

فبقور الأولياء حين نتلهف لها , نشد الرحال نحوها , فتهدأ اللهفة كمن يأكل بعد جوع , الا فاطمة . فهي لكل العصور ثورة ودمعة . فهل هناك امرأة تشابهها ..؟