23 ديسمبر، 2024 10:01 ص

مقاربة في قارب واحِد؛ شَمالي العِراق شَمالي إسبانيا

مقاربة في قارب واحِد؛ شَمالي العِراق شَمالي إسبانيا

كما أدّى «مام جلال طالَباني» دورَه بالتصدّي لخصمِه المُدان «برزاني» ليموت قبل ربيع انتخابات العِراق 2018م، أدّى النائِب العام الاسباني «خوسيه مانويل مازا» (66 عاماً)، مات أمس الأوَّل في مُستشفى بالعاصِمة الأرجنتينيّة بوينوس ايرس، حسبما أفاد مكتب النائب العام، وكان «مازا» دفع باتجاه إجراء ملاحقات قضائية بحقّ الزُّعماء الكاتالونيين الدّاعين إلى انفصال إقليمهم عن اسبانيا. وأعرب رئيس الوزراء الاسباني «ماريانو راخوي»، عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «twitter» عن الامتنان والشُّكر إلى «مازا»، لأداء دَوره الوَطني الواجب «في خدمة الدَّولة» (في إسبانيا، يُعيَّن مُدَّعي عام الدَّولَة مِن جانب الملك بناءً على اقتراح الحكومة). أمس الأوَّل أيضاً قال «الونسو كويفيلاس»، مُحامي رئيس إقليم كاتالونيا المُقال، لإذاعة راكل الكاتالونية: إن «كارليس بوتشيمون» ووزرائه المطلوبين مِنَ القضاء، سيبقون في بليجكا بعد الانتخابات المُقرَّرَة في كاتالونيا في 21 كانون الأوَّل الجّاري، بسبب طعون ستقدم ضدّ تسليمهم «مهما حصل سيبقون في بروكسل حتى 21 كانون الأوَّل الجّاري، على الأقل، وأعتقد أن ذلك سيستمر مبدئياً حتى منتصف كانون الثاني 2018م».

وكان رئيس كاتالونيا السّابق لجأ إلى بلجيكا مع 4 من وزرائه، بعد أن وضعت حكومة مدريد كاتالونيا تحت وصايتها، غُبَّ إعلانها الاستقلال مِن جانب واحد في 28 تشرين الأوَّل الماضي تزامُناً واستمناء استفتاء بر زاني.

أمس الأوَّل أيضاً أكد الرَّئيس الكاتالوني المعزول، كارليس بوتشيمون
، في مُقابلَةٍ له نشرتها صحيفة «لو سوار» البلجيكية، أنَّ بديلاً غير استقلال إقليمه يظَلّ مُمكِناً، على شاكِلَة برزاني «يؤيد التوصل إلى حِوار» مع إسبانيا. وقال بوتشيمون للصحيفة: «أنا على استعداد، دائماً كنت على استعداد للقبول بحقيقة قيام علاقة أُخرى مع إسبانيا»، مُشيراً إلى استعداده للنظر في حَلٍّ آخر غير الاستقلال. ورداً على سؤال صحافي، أجاب: «إنه مُمكن دائماً! كنتُ مُطالِباً بالاستقلال كُلّ حياتي وسعيت خلال 30 عاماً للحصول على مكانة أُخرى لكاتالونيا في إسبانيا». وشدَّد بوتشيمون على القول: «أنا دائماً ما أؤيد التوصُّل إلى اتفاق»، متهما الحزب الشَّعبي (المُحافظ، في العِراق الطّائِفيَّة المُدافِعَة عن مُلّا مُصطفى برزاني!) الذي يتزعمه رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي بأنه المسؤول عن تنامي الميول الاستقلالية.

وقد حفز الميول الاستقلالية في كاتالونيا، إبطال وضع للحكم الذاتي عام 2010م يمنح كاتالونيا صلاحيات واسعة جداً، وهو إلغاء جزئي أمرت به المحكمة الدّستورية التي تسلمت شكوى من الحزب الشَّعبي (في العِراق أيضاً حكم ذاتى على أيّام صدّام المُدان، تركته ماثِلَة أمام أيضاً المحكمة العُليا الاتحاديَّة). راهَنَ برزاني في مُقامَرَتِه على (الأمر الواقِع) وأظهر استطلاع للرَّأي نشر في صحيفة «الباييس» الإسبانية الإثنين الماضي، أن ربع الكاتالونيين فقط يريدون مواصلة خطط الاستقلال عن مدريد بعد الانتخابات التي ستجري في الإقليم يوم 21 كانون الأوَّل الجّاري، وفقاً للاستطلاع الذي أجرته مُؤسَّسة ميتروسكوبيا، كما جاء في تقرير وكالَة «Reuters» الخبريَّة العالَميَّة العريقة ذات المُصداقيَّة، بأنَّ فقط 24 % لا غير يريدون مُواصلة عملية الاستقلال بعد الانتخابات، بينما ذكر 71 % أنهم يفضلون أن يتوصل السّياسيون إلى حِوار (على نهج كُرد العِراق) يُبقي كاتالونيا جزءً مِن إسبانيا الاُم. أخيراً أمس الأوَّل أيضاً توجّه رئيس حكومة “القطر الاُورُبي إسبانيا ماريانو راخوي”، محفوفاً بدعم “ديمُقراطيَّة الاتحاد الاُورُبي”، إلى «الأغلبية الصّامِتة» في كاتالونيا، داعياً إلى الحفاظ على وحدة إسبانيا، خلال أوَّل زيارةٍ لَه لهذا الإقليم مُنذ “وضعه تحت وصاية العاصِمة المركزيَّة مدريد”.

روح المُقارَبة البرزانيَّة هروب مِن اللّاشرعيَّة إلى أمام وقفز في الظَّلام إلى الهاوية والمجهول اللّاشرعي، في فشَل وغباءٍ مُرَكّبٍ جهول بعِناد بغل جَبَل.

https://kitabat.com/2017/12/03/%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8f%d8%a4%d8%b3%d9%91%d9%8e%d8%b3%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%8e%d8%b7%d9%86%d9%8a%d9%91%d9%8e%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8f%d8%b3%d8%aa%d9%82%d9%90%d9%84%d9%91%d9%8e%d8%a9/