يوم امس لم انم طوال ليلتي .. لم انم لأن القلق انتابني على سلامة وصحة السيد فرج ميرزا الحيدري رئيس مفوضية الانتخابات المستقلة ( لا تنسوا المستقلة ) ، وعضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني ( يعني كاكه مسعود ) ومسؤول الفرع الخامس للحزب المذكور، بعد ان شاهدته على قناة الحرة عراق وهو يشكو همه لمشاهدي المحطة الامريكية ، وليست سويدية كجنسيته، لأن الجيش العراقي ومكتب رئيس الوزراء سحبوا الكرافان الموضوع اما البيت المخصص له في المنطقة الخضراء ( المحصنة ) وتركوا ( 30 ) مرافقا ( نعم فقط 30 ) ممن يسهرون الليل ولايغمض لهم جفن لينام الحيدري قرير العينين بدون كرافان يغلون فيه الشاي ويعدون فيه الطعام .
اليست هذه مشكلة كبيرة تضاف الى مشاكل العراق والمنطقة ؟؟؟
نتساءل كيف تجروء الدولة على فعل ذلك ؟؟ وبمن ؟..بالسيد فرج ميرزا الحيدري الذي يقود الانتخابات في هذا البلد الى شاطيء الامان والموضوعية والشفافية والحيادية ايضا ؟؟ وبدليل ان ماكشفته النائبة القديرة حنان الفتلاوي في استجوابها لاعضاء هذه المفوضية المسخ والذي لم توافق عليه بعض الكيانات في مجلس النواب العتيد ..
كيف يتم اقتراف هذا الخطأ الفادح بحق هذه الشخصية التي لو بحثت عن مثيلها في اكوام القش بالابرة لما وجدتها ؟؟ وكيف يحصل هذا تجاه شخصية تتقاتل على خبراتها الدول وان كنتم لاتصدقون اسالوا السفير السويدي في بغداد الذي يتفاخر لان الحيدري يحمل جنسية بلده ويمضي في استوكهولم فقط 242 يوما هناك والبقية من اصل 365 يقضيها في بلده الثاني العراق كما جاء في استجواب النائبة حنان الفتلاوي ، لذلك ترى بلده الاول السويد يعتبر من اكثر البلدان تطورا في العالم .. نعم لأنه بلد فرج الحيدري لاغير .
من المؤكد لو كان السيد المالكي قد سمع بالخبر الصاعقة مساء امس واثناء ما كان الحيدري يشكون همومه فيالحرة لقام بالغاء سفرته الى الولايات المتحدة ومقابلته باراك اوباما لحل اشكال الحيدري الذي هو درة من درر هذا العهد العاهر .
نعم انه عهد عاهر بكل معنى الكلمة عهد يتربع على عرشه الطبالين والمنافقين والافاقين يقضمون الدولة ومواردها دون حسيب اورقيب ، عهد اتي بالمملؤين عقدا نفسية ومتخلفين لايمتلكون سوى الغرائز الحيوانية لقيادة هذا البلد الذين كان يفتخر بعلمائه وكتابه ومدرسيه ورساميه ونحاتيه ومثقفيه الذين يعيشون حاليا خارج بلدهم الان ، لأن هذه الحكومة وهذا القطيع من الناس لم يسمحوا لهم بخدمة بلدهم كما كانوا يفعلون في ايام الخير .
نتساءل من هو فرج الحيدري الذي يقبض 19 الف دولار شهريا حتى يكون له ( 30 ) مرافقا ؟؟ رواتبهم لاتقل عن 18 الف دولار شهريا اي حوالي ربع مليون دولار سنويا تؤخذ من موازنة الدولة ؟؟؟، من سيقتله ؟؟ ومن اي ريح جاء ؟؟ لقد كان قبل ان يأتي الى مفوضية الانتخابات يسكن خارج المنطقة الخضراء ولم يمسسه احد فماذا تغير الحال بعد ان اصبح رئيسا للمفوضية اثر تقاسمها بين الاحزاب ؟؟ لماذا لم يبق في بيته ؟؟ ولماذا كل هذا الحرس له ولغيره ايضا ؟؟ الم يأن الاوان على الدولة واخاطب هنا دولة رئيس مجلس الوزراء ان ينظر الى هذه المسألة بعين من الجدية ؟؟ هناك الاف مؤلفة من المرافقين لاعمل لهم سوى تمسيح اكتاف مسؤولييهم وغسل سياراتهم ؟؟ انها بطالة مقنعة يجب على الدولة التي تحترم نفسها ان تجد لها حلا.
على الدولة ان كانت جادة فيما تفعل ان تنهي مسألة سكن الوزراء والمسولين والنواب وغيرهم في المنطقة الخضراء وعلى حساب الدولة ، ان الراتب التي يتقاضاه الموظف وزيرا كان ام نائبا يشمل ايجار بيته وسيارته ايضا ، اما ما يحصل في العراق فنوع من الغش غير الظاهر والسرقة المبطنة فالموظف ” المحظوظ ” طبعا يسكن المنطقة الخضراء بدون ايجار وهناك الكهرباء المستمرة والماء ببلاش وعلى حساب الدولة وتخصص له سيارات مصفحة وغير مصفحة وعدد من المرافقين كل هذه وعلى حساب الدولة ايضا ومع ذلك فأنه يسكن في منطقة لايستطيع اي مواطن ان يصله .
كلنا يعلم ان النائب ينتخب لخدمة ابناء منطقته والمفروض فتح مكتب على حسابه في المنطقة التي رشح فيها لخدمة ابناء تلك المنطقة وحل مشاكلهم ، اما في العراق فالعكس هو الحاصل فما ان ينتخب النائب حتى يبدأ بالسعي للحصول على سكن في المنطقة الخضراء التي لايصلها من انتخبه بل لا يلتفت الى من انتخبه لسبب بسيط وهو انه جاء الى هذا الموقع ليس على اساس برنامج انتخابي قدمه للناخبين واقنعهم بانتخابه بل انه لأنه من المذهب الذي هو مذهبهم او انه من العشيرة التي ينتمون اليها وطالما سيبقى هو على ذات المذهب ومن ذات العشيرة فأن اعادة انتخابه مرة او مرتين او اكثر تبقى واردة .. بئس هذه الانتخابات وبئس هذه الديمقراطية الكاذبة .
اعود اليك يا فرج الحيدري لأقول لقد اتيت عن طريق المحاصصة لتشغل منصبا لايناسبك ، فالمفوضية يفترض ان تكون مستقلة وانك عضو في حزب يرشح للانتخابات وهذا ما يتناقض مع قواعد المنطق والعقل ، لذا عليك الانصراف عاجلا ام اجلا والا فكل انتخابات انت فيها سيكون مشكوك بأمرها . اما المرافقين الذين باتوا بدون كرافان يوم امس فاعتقد ان ابنائك وبناتك الذين هم جزء من هذه المجموعة ناموا بدفء داخل بيتهم والبقية لم يكن لديهم معين سوى الله .