23 ديسمبر، 2024 7:25 ص

مفوضية الإنتخابات….. نواقص أجهزة البصمة

مفوضية الإنتخابات….. نواقص أجهزة البصمة

أنتهت وبسلام مرحلة التصويت لأنتخابات مجلس النوّاب العراقي ، وبدأت مرحلة حرجة جدّاً وحساسة، وهي إعلان النتائج!؟
لقد رفع الكثيرون من سياسين، وزعماء، ورجال دين، شعار التغيير في الإنتخابات ، ونحن أناس من عامة الشعب تحمسّنا كثيراً لهذه الطروح والشعارات، حيث أنّ التغيير مطلب حقّ للشعب له مداليل ومصاديق كثيرة ، منها التحوّل نحو الأفضل ، والسير إلى العبور من نفق التخلّف، والنهوض بواقع المجتمع، لكنّ التغيير الذي نفهمه نحن ليس هو التغيير الذي يريدونه هم؟!.
إذ أنّ التغيير بنظرهم هو قلع الآخر ، وتفليش المنافس ، وإقصاء الخاسر في الإنتخابات ، وهم أي (الكتل الخرسانية) السياسية لم ترفع شعارتغيير أنفسهم أولاً ومن ثمّ تغيير الآخرين ، تصديقاً للآية المباركة ( اِنَّ اللّهَ لا یُغَیِّرُ ما بِقَومٍ حَتّیَ یُغَیِّروا ما بِاَنفُسِهِم)                                 فمن منكم رفع شعار تغيير أنفسنا أولاً ؟! لا أحد.
أغلب الكتل السياسية العراقية أرادت شيئاً  واحداً فقط وهو تغيير شخص بعينه وأن لم يعلن أغلبهم ذلك؟! لذا فإنّ مطلب التغيير في الحملات الإنتخابية كان عداءً شخصيّاَ لهذا الشخص وليس أطروحة ومنهجية الغاية منها خدمة الشعب والإرتقاء به نحو الأفضل .
كثير من السياسين ، بل جلّهم راهنوا وتمنوا على الشعب العراقي وحتى وصل بهم الحال أن يتوسّلوا به في سبيل أن يغيروا هذا الشخص لكي يبقوا هم ومنهجيتهم، ولكي يزيحوا من أمامهم العقبة الكؤود من أجل تحقيق طموحاتهم، وطموحات آل فلان، وآل علَان، و أصحاب المشاريع المشبوهة، والأجندات الخارجية.
من يهتمّ للشعب ؟! من يهتمّ للوطن؟! من يهتمّ لرأي الناخب ؟! لا أحد.والدليل ، أنّه ومن خلال مراصد المتابعة للمؤسسات غير الحكومية ونتائج الفرز الأولية والتي أظهرت تقدّم إئتلاف دولة القانون في الإنتخابات ! ولن نقول الفوز ، تداعى السياسيون وزعماء الكتل الآخرون ، وفضائيات الفتنة كالجزيرة والعربية بالتشكيك في الإنتخابات وحصول التزوير والتلاعب بالنتائج ، بل وصل خيالهم إلى وجود الجنّ(أعوذ بالله) في مساعدة دولة القانون في التصويت… ؟؟!! هل لك قلب لتضحك …. أضحك.
ولم يكفهم ذلك ،بل راحوا إلى أبعد من ذلك، وأخذوا يصفون الشعب العراقي الشجاع ( كيف تكون الشجاعة وهو يضع روحه على كفه ويخرج لينتخب في مثل هذه الظروف)، بشتّى النعوت والأوصاف القبيحة، والتي أبرزت إفلاسهم، وفشلهم، وكشفت عن نفوسهم المريضة، وكرههم للشعب، والوطن … فقد وصفه بعض شذّاذ الآفاق من سياسي الصدفة، ومتسلقي الأكتاف بإنّه شعب غبيّ ، وآخر وصفه بالمنافق والجاهل ، وآخروصفه على صفحته في الفيس بوك كأهل الكوفة في زمن الامام الحسين( عليه السلام)، وآخر وصفه بالطائفي ، وآخر أسرف في السبّ والشّتم فوصفه بالشعب التافه والجبان؟؟!!.
كلّ هذه الشتائم، والسباب، و الإتهامات ولم تعلن النتائج بعد .
هناك مثل عراقي جميل، قلّ من لم يعرفه وهو ( اللّي بعبّه صخل يمعمع) .
كيف إذاً لو أعلنت النتائج، وخسر هؤلاء ومن يدعمهم في الإنتخابات ! هل سيتحولون إلى الخطّة (B).
نعود إلى المفوضية ونواقص أجهزتها … كنّا نتمنى على المفوضية العليا للإنتخابات أن لا تضيع جهودها، وعملها الجبّار، الذّي هو محلّ أحترامنا، وتقديرنا، وأعتزازنا. ومن واجبنا أن نقدّم لها ولكلّ العاملين فيها الشكر، والعرفان.
لكنّ كنّا نتمنى أن لاتضيع هذه الجهود الكبيرة هباءً منثورا، وذلك لو أنّها أستقدمت أجهزة داعمة ومكملّة لجهاز البصمة ، من قبيل جهاز قياس مستوى الذّكاء للناخب ، وجهاز لقياس مستوى الإدراك والوعي والحسّ بالشعور الوطني ، وجهاز لتمييز الناخب المنافق من المؤمن ، وأخيراً جهاز للكشف عن مقدار شجاعة الناخب العراقي !؟ وأن تقرر المفوضية بعدها صلاحية الناخب ، هل له الحقّ بالتصويت أم لا…لا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم…
ألم تدركوا أنّ الشعب رفضكم، ورفض منهجكم ، ألم تعوا أنّ الشعب عرفكم فتخلّى عنكم غير مأسوف عليكم . نحن نعلم بأنّه لو كانت النتائج في صالحكم لما تجرّأتم على شتم هذا الطود الشامخ ، والمارد المرعب، الذي هو العراق وشعبه، فلطالما تملقتم له فصدّق بكم مرّة، ولن ينخدع بكم مرّة أخرى والآن بعدما كشفكم ورمى أمامكم قشر الموز .. نضح الكأس بما فيه … فأرحلوا غير مأسوف عليكم وإلى غير رجعة.
 
*[email protected]