22 ديسمبر، 2024 2:21 م

مفهوم التوحيد ..بين اللغة والاصطلاح

مفهوم التوحيد ..بين اللغة والاصطلاح

لأن أصل العبادة التوحيد، لذلك فإن الأمر يتطلب الوقوف على مفهوم التوحيد لغة، واصطلاحا.
فالتوحيد لغة : من الوحد : يقال”المنفرد رجل وحد”/العين280/3. قال النابغة:
كأن رحلي وقد زال النهار بنا يوم الجليل على مستانس وجد.
والاصل في الاحد واحد. فهمزته بدل الواو .والواحد: هو الذي ليس له نظير ومثل .والأحد:اسم الله تعالى، فلايوصف شئ بالاحدية غيره. فهو صفة من صفاته التي استأثر بها/ينظر:تهذيب اللغة127-126/5. والفرق بين الواحد والأحد أن الواحد هوالفرد الذي لم يزل وحده ،فهو منفرد بالذات في عدم المثل. وهو وصف مطلق. أما الأحد: فهو لا يقبل الانقسام. وهو متفرد بالمعنى. ويختص بوصفه سبحانه وتعالى/الفروق اللغوية ابو هلال العسكري/147-146. والتوحيد: هو الايمان بالله من دون اشراك به، فهو الواحد الاحد/تهذيب اللغة:127-126/5 .

والتوحيد اصطلاحا : هوتجريد الذات الاهية عن كل ما يتصور في الافهام ويتخيل في الاوهام والاذهان ،عن طريق معرفة الله تعالى بالربوبية، والاقرار له بالوحدانية، ونفي الانداد له/التعريفات للجرجاني 62. وسمي دين الاسلام توحيدا ؛لأنه مبني على ان الله واحد في في ملكه وأفعاله لاشريك له ،وواحد في ذاته وصفاته لانظير له،وواحد في ألهيته وعبادته لاند له،والى هذه الانواع الثلاثة ينقسم توحيد الانبياء والمرسلين الذين جاؤا به من عند الله تعالى ،وهي متلازمة كل نوع منها لاينفك عن الاخر /تيسير العزيز الحميد:سليمان بن عبدالله:33-32. والتوحيد نوعان هما:
أولا: توحيد الربوبية: يطلق الرب في اللغة على المالك والسيد والمدير والمربي والقيم والمنعم ،ولايطلق غير مضاف الا على لفظ الجلالة الله عز وجل، وهو افراد الله تعالى بالخلق والملك والرزق والتدبير والاحياء والاماتة وسائر افعال الربوبية/النهاية في غريب الحديث والاثر، لابن الاثير79/2((ولئن سألتهم من خلق السموات والارض ليقولن الله …))اجابة المؤمن والكافر على حد سواء . ولاشك ان هذا التوحيد هو التوحيد الواجب، لكن لايحصل به كل الواجب، فلابد ان يخلص الدين والعبادة لله، فلا يعبد إلا اياه.

ثانيا: (توحيدالالوهية): فتوحيد الالوهية : هو افراد الله تعالى بالعبادة وهذا هو معنى (لا اله الا الله)أي:لا معبود يستحق العبادة الا الله جل وعلا.. ف(لا اله الا الله)تضمنت نفي الالهية عما سوه ،واثباتها له وحده لاشريك له، وذلك يستلزم الأمر باتخاذه الها وحده لاشريك له ؛والنهي عن اتخاذ غيره الها او معه اله ،وهذا مايفهمه المخاطب من هذا النفي والاثبات. ولهذا يعد توحيد الالوهية هو الغاية التي من اجلها خلقت الخليقة وارسلت الرسل وانزلت الكتب .قال تعالى:((وما ارسلنا من قبلك من رسول الانوحي اليه أنه لا اله الا انا فاعبدون))الانبياء/25. فهذا التوحيد أي (توحيد الالوهية) هو الذي وقعت فيه الخصومة، وامتنع المشركون عن الاقرار به ،قال تعالى:((وما يؤمن اكثرهم بالله الاوهم مشركون))يوسف:36. وقال ابن عباس في هذه الاية الكريمة :من ايمانهم اذا قيل لهم من خلق السماء ومن خلق الأرض ومن خلقهم،قالوا الله،وهم مشركون.