بينَ كلّ عقدٍ و عهدٍ من الزمن ” والعهد اطول زمنياً من العقد ” الذي تُحدد فترته بِ 10 سنوات , ففي سنوات كلا العقدِ والعهد تظهر فجأةً في المجتمع مفرداتٌ جديدة لمْ يجرِ تداولها من قبل < ولا نتحدثّ هنا عن اللهجة العامية او الشعبية التي تزخر بمثل تلكم المفردات والإصطلاحات غير النظامية > , لكنه في الفصحى ايضاً تنبثقُ كلماتُ ومفرداتُ غريبةٌ في بدئها , وسريعةٌ في تداولها , لكنها ما تلبث أن تتلاشى وكأنها غدت EXPIRED بالمصادفة , ونتحدّثُ ونحصر كلامنا في الفترة الممتدة منذ بدايات القرن العشرين والى الأسابيع الأوائل للأحتلال الأمريكي في سنة 2003 .
المهمّ في كلّ هذا أنّ امثال تلك التعابير والكلمات والمفردات تبتدئُ في انطلاقتها في الزمن الذي يعيشه الجمهور وقد تنتهي وتتلاشى بعد زمنٍ ليس قصيراً ولا طويلاً منذ اطلالتها .! , انّما ولكنّما لم يحدث في التأريخ العراقي ولادة مفرداتٍ تعود جذورها الى فترة الخلفاء الراشدين او الى العصر الأموي او العبّاسي ” الذي له او لهما انعكاساتٌ ووقائعٌ سخيفة يجري دفع بعض اثمانها لغاية اليوم , ودونما استرسالٍ او إطالةٍ حصلتا بالفعل هنا ! ” ونأسف لذلك ” , فبعد سقوط بغداد , فوجئنا بمفردة < مبايعة > تنشرها وتكررها وسائل الإعلام والسوشيال ميديا لاحقا وبتصريفاتها النحوية , < كالمسؤول الفلاني يبايع القائد الحزبي الكذائي , او حزبٌ ما يبايع قائداً ما في دولةٍ اخرى , او ايضاً اعضاءٌ قياديون وعريقون في المجلس الأسلامي الأعلى يبايعون عمّار الحكيم في تيّار الحكمة الوطني , وهلّم جرى وما جرى ويجري .!
النقطة الجوهرية المتعلقة بأمثال هؤلاء , فهي لماذا يريدوننا ويجرّوننا للغوص والسباحة في قعر اتأريخ , بينما بمقدورهم محادثتنا ” اعلامياً ” بلغة العصر , ويعلنون عن < تأييدهم بدلاٍ عن مبايعتهم > لفلان الكذائي , سواءً كان خارج الحدود الدولية للعراق , او داخل الحدود الحزبية للقطر .!