22 نوفمبر، 2024 9:49 م
Search
Close this search box.

مفاهيم قبل المصالحة المجتمعية والسلم الاهلي

مفاهيم قبل المصالحة المجتمعية والسلم الاهلي

لا يكاد يخلو اي لقاء او تجمع  لأكاديميين أو نخب مثقفة ومراكز بحثية أو مجموعة عشائرية ولا حتى لمجمع من عوام المواطنين الّاونجدها تتحدث وتنادي بالتغيير واصلاح حال البلاد والعباد والمصالحة المجتمعية وحتى الجهات السياسية الحاكمة تنتقد وتريد الإصلاح حسب ادعائها وكرست أموال ومؤتمرات للمصالحة دون جدوى تذكر، الا ان معظم دعاة التغيير والاصلاح والمصالحة يختلفون في سلوك طرق الوصول لتحقيق الأهداف وهذا الاختلاف امر طبيعي لكن ان يتصور البعض انه هو المصلح فقط ورأيه الاصوب ولا يمكن الإصلاح والمصالحة الا وفق رؤيته والضوابط التي يحددها هذه هي المعضلة الكبرى فلا بد من مصارحة وقراءة هادئة لكيفية بدأ الحوار لنبدأ بالمصالحة المجتمعية والسلم الاهلي.

وادون ما اراه مناسبا من مفاهيم قبل المصالحة المجتمعية وتحقيق السلم الاهلي: –

نقر بخلافاتنا في الحلول. وهذه الخطوة الاولى لبدأ الحوار.
يقبل أحدنا الاخر رغم اختلاف الاراء.
لا تجزم بان الحق معك دائما.
الاختلاف امر طبيعي فهناك اختلاف في العقول وفي التربية وفي مستويات التفكير       وطريقة الفهم وغير الطبيعي هو ان نجعل الخلاف بوابة لمفاتيح الفرقة والعداوة والبغضاء.
انا جزء من كل ولا يمكن ان افرض رأي تحت اي مبرر او منحى.
نقبل بالحوار الهادئ البناء الذي لا يستثني أحد.
نُجمع بان الحل ليس بيد شخص او حزب او طائفة او قومية او دين او أي توجه.
ليعلن كل منا رأيه ويقر بانها تحتمل الخطأ والصواب.
عهود الانقلابات انتهت ولن تعود.
التفكير في إعادة تجربة الاحتلال مرة أخرى طامّة على العباد والبلاد.
يجب احتواء الحكومة للمعارضة داخل الوطن ومحاولة ارجاع من هم في الخارج. فهناك دول تستغل وجودهم وتبدأ بالدعم لا لشيء الا من اجل تخريب وتدمير البلاد مهما ادعوا والامثلة على ذلك كثيرة.
الاهتمام بالانتخابات لا يعني البتة انني اعتني واهتم بالسياسة والسياسيين او انني سياسي لكنها ممكن ان تكون الوسيلة الاسلم والاسهل للتغيير والإصلاح إذا أتْقَنّا فنونها واجراءاتها واجتمعنا على نزاهتها ونبذ أي خرق او تزوير لأي طرف.
تشكيل كتلة تاريخية ضاغطة غير سياسية وتتسم بنزاهتها وخبراتها وحنكتها وثقة الأغلبية بها وهذه ممكن ان تكون مفتاح للخير مغلاق للشر.
المهم ان نصل الى بر الأمان بي او بغيري وقد يكون بغير مركبي طالما وصلنا الى اتفاق ممكن العمل بموجبه.
ان اختلفت معك فانا لست ضدك ولا انت ضدي.
الآراء للحوار والنقاش وليست لفرضها على الاخرين.
الوطن يتسع الجميع وليس لك او لي فقط.
من يؤمن بأفكار او معتقد او أيدلوجية معينة سواء حزب او دين او قومية او طائفة .. الخ لا يمكن ان يفرضها على الاخرين ولا الاخرين يفرضون عليه آراؤهم.
لا يمكن ان أفكر بانه إذا لم تكن معي فانت ضد الدين او المذهب او اللهاو الوطن.
يبقى الحب بيننا وان بقينا مختلفين طول الوقت فالاختلاف في الرأي لا يفقد للود قضية.
عندما نحسن كيف نختلف سنحسن كيف نتطور وسنجد اختلافنا رحمة وليس نقمة.
ان لم تكن معي فلا يعني أنت مع عدوي.
حاول اقناع الاخر بوجهة نظرك لا ان تفرض رأيك على الاخرين.
لتتسع قلوبنا اراء الجميع.
التسامح عما سلف وحسم أي قضية عن طريق القضاء حصرا.
الدستور والقوانين تطبق على الجميع بعدالة متناهية رغم ما فيها من خلل ولا يوجد أحد فوق القانون والدستور مهما كانت تبعيته ومنصبه وتمثيله في الدولة الى أن يتم التعديل للخل.
لا يحق لأي طرف ان يضع الخطوط الحمراء على دعاة الإصلاح من الأطراف الأخرى.
خيارات رفض الحوار وقبول الاخر مُرّة وقد تتطور الى إراقة دماء ولا يعرف ما تؤول اليه الاّ الله.
عندما تُمجد دولة فلا تعيب على غيرك اِن مَجَّدَ دولة أخرى.
عندما يسمح طرف بتدخل دولة معينة فسيسهل دخول دول أخرى وأخرى لأننا مختلفون في توجهاتنا وآراؤنا.
لا نسمح بتدخل الدول الا بما نتفق عليه ووفق المصلحة الوطنية فقد عشنا سنين طوال نرى طرف يسمح لدولة وطرف اخر يلعن تلك الدولة وبالعكس هناك طرف يريد دولة واخرون يلعنوها!!
تعدد الآراء والأفكار نعتبرها تكامل وليس تضاد او تخاصم.
لا نسمح بالقطيعة للمخالف لرأيك ولا احتقار لراي المخالف ولا حتى ازدراء، ولا نُكِنْ في القلوب الا الحب للجميع بما فيها المخالف.
نفكر جميعا ببناء دولة يتساوى فيها الجميع ولا نفكر بتشكيل سلطة نتقاسم فيها النفوذ والغنائم والمصالح.
لا يمكن قيام دولة وفيها من المظالم ما لا تعد. فلا بد من إقرار وجودها والبدء بحلول جذرية لا فردية او جزئية انتقائية.
لا تجعل من نفسك بسبب خلافك مع الاخرين موقدا لشرارة الفتنة فأن لم تكن مفتاحا للخير فلا تكن ممن يؤجج الخلاف ويستغله واترك هذا الميدان لغيرك فالوطن ملئ بالجروح ويحتاج من يضمدها.
من يتنازل عن رأيه ويتسامى عن الخلافات لأجل الوطن والمواطن هذا هو من يستحق كل التقدير والاحترام. فقد سأمنا الخلافات وما نتج عنها من تهجير وقتل وفقر وبلاء.
لتكن حواراتنا حوارات العقلاء الذين لا يهمهم الا الوصول الى بر الأمان وشاطئ المحبة والازدهار فبها تنمو وتستقر الأوطان.
هذه الحوارات تحتاجها كل أطياف الشعب ومكوناته على اختلاف قومياتهم وتوجهاتهم السياسية والعشائرية للجلوس والتحاور فقد تعددت الإشكالات وتعذرت الحلول فاستفحل الخلاف بين الأطراف بل وفي داخلها وتغاضِينا او تكابرنا عن وجود الخلاف أدى الى تعمق فجوةالاختلاف والكراهية ونبذ الاخر فوصلنا الى ما نحن عليه اليوم وخوفنا من ازدياد الامر سوءا لا سامح الله ان لم نبدأ بإيجاد الحلول.
أخيرا فالسعيد من اتعظ بغيره والشقي من اتعظ به غيره فلنبدأ بالحوار ولنكون قدوة لبلدان أخرى يستمر فيها الخلاف والتهجير والقتل والتدخل الخارجي ….الخ.

   

     هذا ما وددت طرحه وحتما هناك من اراء وأفكار لأشخاص أجدر مني للخوض في مثل هذا الميدان ففي بلادنا من الكفاءات والعقول الراجحة ما لا تعد داخل وخارج الوطن.

    عسى ان يبدأ كل المهتمين بالوطن واستقراره بوضع الأسس الصحيحة للحوار البناء الفاعل والتعايش السلمي والمصالحة الحقيقية. فلا يمكن بناء الوطن في ظل استمرار الخلاف واستفحاله وعدم قبول الاخر.

          والله ولي التوفيق وهو المعين بعد اخلاص النوايا.

 *  نائب رئيس مجلس مفوضية الانتخابات في العراق/سابقا

أحدث المقالات