23 ديسمبر، 2024 6:02 ص

مفارقتان جويّة – ارضية !

مفارقتان جويّة – ارضية !

الإولى تافهة , والمبلغ تافه والذين يستولون على المبلغ فأكثر تفاهةً .! ’ ففي مدخل ساحة المغفور له عباس بن فرناس , فالعاملون على جباية رسم الدخول الى الساحة ال 3000 دينار , صاروا يقبضون على المبلغ من دون اعطاء وصولاتٍ ! , ومباشرةً تتمّ عملية إنزال الدنانير الى الجيوب ” ولا حظتُ عليهم مسحة من الإرباك ” وهم يطلبون من طابور العجلات والمركبات المتوجهة الى الساحة بالأسراع في اجتازِ نقطتهم ! , ورغم تفاهة ما اذكره ” ويؤسفني ذلك ” , فلّم يدهشني هذا السلوك المشين , لكنّ ما مثيرٌ للإستغراب أنّ منطقة ” فرناس ” والمطار ملآى وتكتظّ بكاميرات المراقبة والتصوير , فما معنى ذلك .! والتفكّر قابل للتوسيع .!

المفارقة الجوية الأخرى , فيوم امسٍ الأوّل < وكنتُ قد حجزتُ مسبقاً تذكرة طيران على الخطوط الجوية الأردنية ” عالية ” , وإذ تقدّمتُ الى ” الكاونتر ” الخاص بالملكية الأردنية في مطار بغداد لتثبيت اجراءات الوزن والحجز ’ فاجأني موظّفٌ عراقي شاب ” يعمل لديهم ” قائلاً : – طالما أنّي احمل حقيبتينِ سفر , فإمّا أنْ اتخلّى عن احداهما او ادفع غرامة 130 دولار , ومهما كان الوزن ولو بضعة كيلوغرامات قليلة ! وأكّد أنّ هذا نظام جديد في الخطوط الأردنية , قأضطررتُ اضطراراِ لدفع المبلغ وبعدم سرور ! , فاجأني ذلك حيث لم اصادفه في أيٍّ من شركات الخطوط الجوية العربية والأجنبية , لكنّ ذلك الشاب غير المهندم نصحني ايضاً أن اطلب من الأردنيين ذوي العلاقة لتثبيت إسمي ” كمسافر دائم ” كي يجري اعفائي من من دفع ال 130 دولار اذا كنتُ احمل اكثر من حقيبة سفر واحدة , وبدا الأمر لي مستغرباً نوعا ما .!

اليوم تذكّرتُ اقتراب موعد العودة والحقيبتين والغرامة , ولمْ اعرف معَ مَن كيفية تسوية الإشكال , فآثرتُ طرح الموضوع على موظفةٍ اردنية تعمل في ادارة برج روتانا عمّان واحتفظ بعلاقة طيبة معها كلما ازور الأردن , فوجئت الموظفة الأردنية بما ذكرتْ وقالت انها كثيرة السفر ولم يصادفها ذلك , واوضحت لها الأمر اكثر بأنّي احمل هوية الأتحاد الدولي للصحفيين وهوية اتحاد الصحفيين العرب وأني كثير الأسفار ايضا , فعسى بوسعها شرح الأمر لذوي العرقة وتثبيتي ” كمسافر دائم ” حسبما جرى ابلاغي , وبعد ثوانٍ قلائلٍ من الصمتِ والتفكّر قالت الآنسة الأردنية الجميلة < امنحني ساعة من الوقت واترك معي هويتك الصحفية الدولية > وسأبلغك بالأمر حتى ولو بالهاتف اذا كنتّ خارج الروتانا حيث دوامي سينتهي قريباً .

ومع الفضول الصحفي واهتمامي بغرابة الأمر ’ عدتُ اليها لاحقاً , وقد إستقرأتُ سلبيّة النتيجة من قسماتها ومن قبل تحريك شفتيها .! اعتذرت الفتاة بشدة وبتأسّف وذكرت انّ الجهة المعنية في الخطوط الملكية ابلغوها أنّ ” المسافر الدائم ” على خطوطهم ينبغي أن يقطع مسافةً تتجاوز الألف ميل على طيران ” عالية ” حسبما اتذكّر الآن وربما اكثر , وبذلك يسمحون له بحمل اكثر من حقيبة , وقالت انها استفادت ايضا من هذه المعلومة الجديدة .

قرّرتُ أن لا اخضع لهذا الأبتزاز المالي – الجويّ ودفع الغرامة مرّة اخرى , فقررّتُ ايضاً ترك حقيبتي الثانية مع احد الأصدقاء في عمان فيما اذا التقيتهم او اُتيح الوقت بلقائهم , لكنّه بعكس ذلك فأرتأيتُ تفجير حقيبتي داخل الجناح الذي اقيم فيه , لكنما كيف لي العثور على عبوة ناسفة او لاصقة وانا لستُ في العراق , كما لا اعرف طريقة استخدامها , ولم اراها منْ قبل !

كُلّ اللوم ينبغي أن ينصبّ على عباس بن فرناس الذي اشكّ كثيراً بأنه مكتشف علم الطيران .!