ربما تحدث غرائب وعجائب ومفارقات في مجمل مباريات أي دوري لكرة القدم في العالم ، ولكن أن يحدث كل ذلك في مباراة واحدة هذا مالا يمكن أن يحدث في أي مباراة سوى مباراة الريال والبرشا ، فقد إنقسم الجمهور العالمي في محبة هذين الفريقين وتشجيعهما ، ووصل أمر حبهما والتعلق بهما إلى أبعد قرية في كوكبنا ، وهذا الأمر لم يحدث مع أي فريق آخر . وكم من العلاقات البشرية الفردية والدولية تسبب التعلق بهذين الفريقين في تباعدهم أو تقاربهم .
والمفارقة الأخرى هو أنك يمكن أن تسجل في مباراة واحدة ثلاث أهداف ، وتصنع هدفاً رابعاً مع فرق أقل مستوى من فريقك عندما تكون بمستوى لاعب خرافي كميسي ، ولكن أن تفعل كل هذا مع خصم بمستوى الريال وعلى أرضه وبين جمهوره فهذا من المفارقات التي لم تنته في هذه المباراة الرائعة ، علماً أن ضربة الجزاء الأولى لفريق البرشا أتت من خلال تمريرة رائعة من ميسي إلى نيمار .
ومن المحطات المتعددة والتي تسببت بحزن وفرح ،وتسببت بإرتفاع ضغط الدم وهبوطه لجمهور الفريقين أثناء وقت المباراة: أن البرشا تقدم بهدف في الدقيقة السادسة من المباراة عن طريق اللاعب الكبير أنيستا الذي فقد قبل فترة إبنه! لكنه نسى كل شيء حينما أتته كرة من الكبير ميسي ، فأودعها بكل قوة في مرمى الريال ، ولكن بعد أقل من ثلث ساعة جاء الرد سريعاً من الريال بهدفين عن طريق الخالي من الرقابة ديماريا من منطقة يسار ملعب البرشا إلى كريم بن زيمه ، الذي إرتقى في الأولى عاليا ً بسبب إرتكازه على كتف اللاعب ميسكرانو في الدقيقة 19 من المباراة! مسجلاً هدف التعادل، وعاد نفس اللاعب بعد أربع دقائق ليسجل الهدف الثاني عند الدقيقة 23 من المباراة ، وعاد البرشا ليسجل هدف التعادل في الدقيقة 42 عن طريق المتألق ميسي حيث تمكن من التسديد بسرعة البرق ومن بين أربعة لاعبين داخل الست ياردات بإتجاه يسار حارس المرمى ، وعاد الريال في الدقيقة 54 ليتقدم بهدف ثالث عن طريق ضربة جزاء غير صحيحة لأن الإعثار حدث خارج منطقة الجزاء بقليل، نفذها رونالدو بنجاح ، ولكن البرشا المتحفز والمصمم على الفوز عاد وعن طريق المتألق ميسي الذي مرر كرة رائعة من بين خمسة لاعبين إلى نيمار الذي تعرض لإعثار من قبل مدافع الريال راموس عند الدقيقة 63 ، ويعلن الحكم ضربة جزاء ، ويشهر البطاقة الحمراء ضد راموس ، ويضع الريال في موقف حرج جداً، ونفذ ضربة الجزاء ميسي مسجلاً هدف التعادل ، وعند الدقيقة 82 من المباراة جاء الهدف الرابع عن طريق ضربة جزاء حينما تعرض أنيستا إلى حجز وإعثار من قبل مدافعي الريال نفذها ميسي بنجاح هي الثالثة في هذه المباراة الكبيرة ،مسجلاً هدفه الثالث في هذه المباراة ، والتي قال عنها المعلق 🙁 تعبت من التعليق ولم يتعب الفريقان ) إلى هنا هل إنتهت المفارقات ؟
فحكم المباراة منح ثلاث ضربات جزاء للفريقين ، أحدهما للريال غير صحيحة ، لأنها حدثت خارج منطقة الجزاء ، ولكن الحكم عوض البرشا بضربتي جزاء صحيحتين ولاغبار عليهما .
واستمر ميسي في تحطيم الارقام القياسية فانفرد بعدد الاهداف المسجلة في الكلاسيكو بين الفريقين بعد ان سجل في هذا اللقاء ثلاثة أهداف ، حيث كان يتقاسمه مع الفريدو دي ستيفانو (18 هدفا). ووقف رصيد ريال مدريد عند 70 نقطة مقابل 69 لغريمه الازلي الريال .، وإنتهى اللقاء لكنه لن ينتهي من ذاكرة محبي الفريقين لحين حلول اللقاء التالي بينهما ، والأكيد أن النكبة كبيرة ولايمكن نسيانها بسهولة بالنسبة لجمهور الريال في داخل الملعب وخارجه ، فقد خسروا اللقاء بالأربعة وفي عقر دارهم .