في البدءِ ” بدايات المعركة ” لم تكن من المفارقات أنْ جرى تسمية احدى المطاعم الصغيرة في احدى بلدات جنوب الأردن بأسم < 7 اكتوبر > تيمّناً بيوم الشروع ب ” بطوفان الأقصى ” الذي اجتازوا وخرقوا فيه مقاتلو حماس وكتائب القسّام الجدار الإسمنتي – الفولاذي المزوّد بالتقنيات الألكترونية المعقّدة ” الأصعب كثيراً من حاجز بارليف الذي تفتّت في حرب تشرين لعام 1973 ” , بل كان أمراً طبيعياً ومتوقّعاً حدوثه في الأردن او سواه , وإذ المصلحة العليا للملكة الأردنية فرضت على ذلك المطعم لإزالة هذه التسمية , كتحسّباتٍ استباقية لمديات الإنتشار والتأويل وولوج حلبة الأستفزاز مع الحكومة الأسرائيلية ” في معركةٍ شرسة كانت للتوّ” , استجابت حينها ادارة المطعم الصغير , وغيّرت التسمية الى : < ما قبل 7 أكتوبر بيوم واحد > ” ولعلّه أشدّ تعبيراً من التسمية الأولى ومن اكثر من زاوية ” كما انّه تعبيرٌ ذكي يتحدى نتنياهو ومشتقاته .! وتساهلت المملكة مع ذلك وتجاوزته وأبقت عليه كما هو وكما أبعاده .
لسنا هنا بصدد اعادة أرشفة للأحداث الماضية القريبة والتذكير واعادة التذكير بها ( وهي ليست بذكرى طالما اجساد واشلاء جموع العوائل الفلسطينية في عموم مدن وبلدات قطاع غزة تتناثر وتتطاير ليس في هذه الدقيقة فحسب , انّما الى قادم الأيام وربما أسابيعٍ وشهور) .
المفارقات ذات العلامة الفارقة – الحادّة والجّادة , أنّ لا أحدَ ولا أيّ إمرءٍ < صاحب كوفي شوب ولا نادٍ ليلي , ولا حتى بائع خضراوات , وحتى من اصحاب اكشاك بيع الفلافل > ومرادفات ذلك , على امتداد اقطار الوطن العربي ” في كلا الجزئين الآسيوي والأفريقي , قد تملّكتهُ الجرأة والإقدام أن يُسمّي محلّه بِ < 7 اكتوبر > , وبِجُبنٍ مشهودٍ للأسف لأن يتجرّأ بتسميته بِ ( السينوار ) ولو ليومٍ واحدٍ فقط , قبل او انتظاراً أن تقوم حكومة بلده بغلقه وختمه بالشمع الأحمر.!
إفتونا وَفقّهونا عن ماذا تبقّى من الشعور القومي والعروبة المعتقلة حتى داخل الصدور .!