23 ديسمبر، 2024 1:18 م

مفارقات الواقع العربي ” قرارات الجامعة العربية مثالا “

مفارقات الواقع العربي ” قرارات الجامعة العربية مثالا “

من الدابي وتقريره المصادر الى حمد وسعود الفيصل وفرض الوصاية على الشعب السوري ؟
كان تقرير لجنة المراقبين العرب في سورية يقترب من التهدئة نتيجة الموضوعية التي تحلت بها بعض توصيات فريق المراقبة العربية التي لم يجد بدا من ألاعتراف بمايلي :-
1-  وجود جماعات مسلحة بانت أثارها على المواطنين السوريين الذين توجهوا بالشكوى لفريق المراقبين العرب
2-  مشاهدة فريق المراقبين العرب للدمار الذي أحدثته جماعات مسلحة تنتهج العنف فأحرقت مؤسسات حكومية عامة وفجرت أنابيب غاز وخربت منشأت كهربائية وقتلت مواطنين أبرياء .
3-  مشاهدة المراقبين العرب ميدانيا للتفجير ألانتحاري في منطقة الميدان في دمشق وتعرفت على عدد الضحايا وسمعت صيحات أحتجاج المواطنين وأهالي الضحايا .
4-  لمست عن قرب تعاون ألاجهزة السورية لتسهيل مهمتهم .
5-  لاحظت أنسحاب الجيش وألاسلحة الثقيلة من الشوارع والساحات
6-  تعرفت ميدانيا على عملية أطلاق سراح المعتقلين بسبب ألاحداث ألاخيرة من قبل السلطات السورية مما يدل ذلك على حسن النوايا في تطبيق البروتوكول بين الجامعة العربية والحكومة السورية .
7-  زارت عوائل الشهداء والمتضررين من جراء أعمال العنف التي تمارسها الجماعات المسلحة .
8-  التقت مع المسؤولين من المحافظين ومدراء السجون ومدراء المستشفيات التي يرقد فيها ضحايا العنف لتستطيع تقييم ألاحداث بموضوعية بعيدا عن التحيز ودون ألاكتفاء بالروايات وألاخبار غير الموثقة .
9-  راقبت التظاهرات من قبل الجانبين ولاحظت حجم التظاهرات المؤيدة للنظام السوري والتي تتفوق بكثير على تلك التي تقوم بها المعارضة .
10-  أنتشر فريق المراقبين بمعدل “15” مجموعة تضم كل واحدة منها “10” أفراد زارت مختلف المحافظات والمدن التي تجري فيها ألاحداث وألاشتباكات مثل :-
أ‌- ريف دمشق
ب‌- مركز محافظة دمشق
ت‌- ديرالزور ومحيطها
ث‌-  محافظة أدلب ومحيطها
ج‌- مدينة القامشلي
ح‌- محافظة الحسكة
خ‌- محافظة الرقة
د‌-    محافظة الاذقية
ذ‌-    مدينة حماة والرمل الجنوبي الذي شهد أحداثا أرهابية وتعرفت على ألاضرار التي أصابت المنشأت ومقرات الحكومة والقصر العدلي
ر‌-  محافظة حمص وريفها وزارت مستشفياتها والمراكز الحكومية .
ز‌-  محافظة درعا وريفها ومؤسساتها ومركز ألاتصالات الذي تعرض الى تخريب المجاميع المسلحة
س‌-  محافظة السويداء ومراكزها
ش‌- التقى فريق المراقبين العرب بعلماء الدين ألاسلامي ورجال الدين المسيحيين وثمن روح ألالفة والتعاون بين الطوائف والمذاهب .
ص‌-  التقى برجال السلك الدبلوماسي ألاوربي وألاجنبي في العاصمة السورية دمشق .
وبناء على كل ذلك كان تقريره مبنيا على مشاهدات ميدانية موثقة لايمكن له التغاضي عنها بحيث جاء تقريره على الشكل ألاتي :-
1-  أعترف بوجود تعاون حكومي سوري مع فريق المراقبين العرب .
2-  أعترف بأنسحاب الجيش من المدن .
3-  أعترف بوجود جماعات مسلحة تمارس العنف .
4-  أعترف بضخامة حجم العنف الممارس من قبل الجماعات المسلحة التابعة للمعارضة أكثر بكثير من حجم العنف الممارس من قبل النظام السوري .
5-  أعترف بوجود تقدم جزئي من قبل النظام السوري بأتجاه أنجاح مهمة المراقبين العرب .
ثم كانت تصريحات رئيس فريق المراقبين العرب كمايلي :-
1-  نفى صحة التصريحات التي أدلى بها ” أنور مالك ” من قناة الجزيرة ضد الحكومة السورية بأعتباره أحد أعضاء فريق المراقبين العرب والتي نقلتها الجزيرة وبعض القنوات كما نقلت قنوات فضائية أخرى تصريحات النفي التي أدلى بها الفريق محمد الدابي رئيس فريق المراقبين العرب والتي بين فيها مايلي :-
أ‌-     أن أنور مالك كان مريضا وظل في الفندق طيلة ستة أيام
ب‌-  أنه غادر الى الدوحة دون علم رئيس الفريق العربي للمراقبة
ت‌-  أنه أدعى أشياء لم تقع ولم يشاهدها الفريق .
ثم بينت مصادر أعلامية أخرى أنه يرتبط بعلاقة مصاهرة مع برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري المعارض وبعلاقة مع أحد قادة الثوار في ليبيا ؟
2-  صرح الفريق محمد الدابي بأنهم لم يشاهدوا الطيران الحربي السوري طيلة عملهم
3-  كانت تصريحات الدابي للفريق ألاعلامي بالجامعة العربية تختلف كثيرا عن تصريحات جاسم بن حمد رئيس وزراء قطر وكذلك تختلف عن تصريحات وزير خارجية المملكة العربية السعودية التي ظهرت فيها نبرة عدائية واضحة للنظام السوري ومطالبته بسحب المراقبين السعوديين من فريق العمل لم تكن مفاجئة للمتتبع للعلاقات السعودية السورية على ضوء أحداث سورية ألاخيرة ؟
ويلاحظ المراقبين والمحللين السياسيين لقرارات مجلس وزراء الجامعة العربية الذي أنقسم الى فريقين هما :-
1- فريق وزراء مجلس التعاون الخليجي والمتحالفين معه
2-  والفريق الثاني يضم كل من :-
أ‌-     العراق
ب‌-   الجزائر
ت‌-  السودان
ث‌-  لبنان
وهذا ألانقسام وأن لم يكن متساويا في العدد لكنه يحمل أبعادا مستقبلية لولادة محاور يمتلك بعضها ولاء جماهيريا عربيا يتفوق على من لايمتلك ذلك الغطاء الجماهيري الذي تشكله القواعد الشعبية المنفتحة على الحرية والديمقراطية والعدالة
ثم أن دعوة مجلس وزراء الجامعة العربية التي طالب فيها النظام السوري بأقامة حكومة وحدة وطنية , لم تكن موفقة سياسيا ولا دبلوماسيا , حيث كان النظام السوري قد دعا لهذه الحكومة وحدد بداية شهر شباط من عام 2012 هو موعدا لتلك الحكومة التي دعا اليها الرئيس السوري بخطابه ألاخير والذي سبق قرارات مجلس وزراء الجامعة العربية بأيام مما يجعل تلك الدعوة مفرغة من محتواها وعلى تعبير المناطقة ” سالبة بأنتفاء الموضوع ” ؟
أما دعوة مجلس وزراء الجامعة العربية لتنحي الرئيس السوري وتولي نائب الرئيس السوري سدة الرئاسة لحين أنتخاب رئيس جمهورية هو تدخل سافر في الشؤون السورية لاتقره ألاعراف الدبلوماسية ولا النظام الداخلي للجامعة العربية ولا قواعد العمل في هيئة ألامم المتحدة , ثم أنه تجاوز لآرادة الشعب السوري الذي يقف بأعداد ملحوظة وتجمعات كبيرة لاتنكرها عين المراقب وهي تؤيد الرئيس بشار ألاسد وتطالب بعدم التدخل الخارجي بالشأن السوري ؟
وفور أعلان تلك التوصيات من قبل وزير خارجية قطر والتي كانت مستفزة لآغلبية الشعب السوري مثلما كانت مفاجئة للمتتبع والمراقب للآحداث السورية التي أستعصت على كل الخطط وأساليب العمل المتصلة بالجهات الخارجية من تركية وأمريكية وأوربية وأسرائيلية وخليجية ؟
وسبب ذلك ألاستفزاز أنها لم تكتفي بعدم ألاخذ بتقرير فريق المراقبين العرب كما تقتضي قواعد العمل في ميثاق الجامعة العربية التي كانت متحمسة لآرسال فريق المراقبة العربية الى سورية , ولكن تصريحات وزير خارجية قطر الذي نقل بتفرد واضح قرارات هي ألاخرى غير متفق عليها بألاجماع في مجلس وزراء الجامعة العربية مما يؤكد مرة ثانية فشل الجامعة العربية في قدرتها التمثيلية للدول والشعوب العربية , فتلك القرارات التي كان المواطنون السوريون يأملون منها أن تكون ترجمة أمينة لما شاهده ولمسه المراقبون العرب عن قرب لوقائع ألاحداث المؤلمة التي هزت الضمير الشعبي السوري ومعه الضمير الشعبي العربي الذي عبر عنه رؤساء ألاحزاب وبعض ألاعلاميين والصحفيين في كل من :-
1-  جمهورية مصر العربية
2-  المملكة ألاردنية الهاشمية
3-  جمهورية العراق
4-  مملكة البحرين
5-  جمهورية السودان
6-  الجمهورية الجزائرية
7-  الجمهورية التونسية
كما عبر عنها من ألاعلاميين والصحفيين وبعض رؤساء ألاحزاب من غير العرب في كل من :-
1-  تركيا
2-  أيران
3-  روسيا
4-  الصين
5-  الهند
6-  ماليزيا
7-  كوريا الشمالية
8-  بولندا
9-  أرمينيا
10-  البرازيل
11-  ألارجنتين
كما عبرت عن ذلك صحف وشخصيات من أمريكا وأوربا مثل :-
1-  بعض الصحف الفرنسية
2-  بعض الصحف البريطانية
3-  بعض الصحف ألامريكية
4-  مركز ألاعلام الكاثوليكي الذي عقد ندوة حضرتها وسائل ألاعلام وفضائيات من المنطقة ومن خارج المنطقة وبألاضافة الى ألام أنيس حضرت شخصيات أمريكية وفرنسية كشفت زيف تقارير منظمة حقوق ألانسان التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها وكانت تنقل أخبارا عن ألاحداث السورية لم تثبت مصداقيتها , بينما نقل مركز ألاعلام الكاثوليكي ” 552 ” حالة مسجلة ميدانيا لعوائل شهداء سوريين بسبب أعمال الجماعات المسلحة ألارهابية ؟
وقرارات مجلس وزراء الجامعة العربية التي لم تأخذ بتقرير فريق المراقبة التابع للجامعة العربية وأنما سمحت لنفسها أن تكون وصيا على الشعب السوري وهو مما يخالف ميثاق الجامعة العربية , ثم أنها بنيت قراراتها على موقف سياسي مسبق بعيدا عن حقائق الميدان وبعيدا عن نتائج تقرير فريق المراقبة العربية الذي أمضى عشرين يوما في التجوال بين المدن السورية حيث زار ” 14″ مدينة سورية ووقف على طبيعة ألاحداث ومن يقف ورائها , وكان المشاهد المتتبع لجولات الفريق العربي يرى بوضوح صرخات وأستغاثة المواطنين السوريين طالبين من فريق الجامعة العربية أن يكون عادلا في نقل الصورة كما رأها بدون تحيز , وكان البعض من فريق الجامعة العربية يضطرون للاجابات المختصرة التي مفادها : بأنهم سيكونوا أمناء في نقل حقيقة ماشاهدوه حتى أنه شوهد بعض المراقبين وهم يعتصرون ألما ويجهشون بالبكاء من بشاعة ومأساة ماشاهدوا من جرائم وحشية تعرض لها بعض المواطنين السوريين من أعتداءات الجماعات المسلحة التي عاثت فسادا بألارواح والممتلكات السورية ؟
فأين كان سعود الفيصل الذي ظهر مرتعشا مرتجفا أمام الصحفيين في أجتماع مجلس وزراء الجامعة العربية وهو يلحي بالائمة على النظام السوري ناسيا بكاء بعض المراقبين العرب عندما شاهدوا مناظرا تقشعر لها ألابدان وتعتصر القلوب ولاتترك لصاحبها سوى الدمعة المنفلتة من محاجر العيون الصادقة التي رفضت بشاعة ألارهاب وجرائمه في صفوف الشعب السوري المظلوم ؟
وأين كان حمد وزير خارجية قطر ورئيس دورة مجلس وزراء الخارجية العرب عن بكاء بعض المراقبين العرب وعن تقريرهم الذي أثبت بما لايقبل الشك عن وجود جماعات مسلحة تمارس العنف في الشارع السوري وهو ما أدخل الفرح والسرور في نفوس القادة ألاسرائيليين وألامريكيين وبعض القادة ألاوربيين من ذوي العقلية التوراتية ؟
أن القفز على حقائق ووقائع الشارع السوري الذي عبر عنه تجمع ” اللحمة الوطنية السورية ” في مدينة ” عرنة ” في جبل الشيخ يوم 23|1|2012 ردا على قرارات مايسمى بمجلس وزراء الجامعة العربية المختطفة من الحاضنة العربية الى حواضن اللوبي الصهيوني وأصدقائه ألامريكيين وألاوربيين الذين حضر ممثلهم نائب وزير الخارجية ألامريكية ” فيلتمان ” الى بيروت والتقى بكل من :-
1-  مشيل سليمان رئيس الجمهورية اللبنانية
2-  نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني
3-  نجيب ميقاتي رئيس الحكومة اللبنانية
4-  جان قهوجي قائد الجيش اللبناني
5-  بعض قيادات “14” أذار وبعض قيادات تيار المستقبل
6-  وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي ألاشتراكي اللبناني
ليقول لكل هؤلاء على لبنان أن ينأى بنفسه عن الحدث السوري وهو مايشبه الوصاية التي كانت سائدة على أنظمة المنطقة منذ مطلع القرن الماضي ” القرن العشرين ” والتي كانت شعوبها تحلم وتناضل من أجل الخلاص من تلك الحقبة البغيضة السوداء في تاريخ المنطقة وأذا بالقيادة ألامريكية التوراتية تحاول أرجاع عجلة الزمن الى الوراء في لعبة مكشوفة لحساب ألامن ألاسرائيلي الذي أكتشف خلاصه المؤقت بأسناد ألامور الى فصيل القاعدة الوهابي لما يحمله من حقد وكراهية وتكفير للآخر مما يجعل المنطقة وشعوبها تصبح فريسة لآعمال وجرائم ألارهاب كما مورست في العراق واليوم في سورية ؟
ومما يساعد على نجاح المخطط الصهيوني المدعوم بغطاء أمريكي وأوربي : هو أن المناخ العربي المحبط بتركات التجارب الفاشلة على مستوى ألانظمة وأحزاب المنطقة التي أكتوى المواطن العربي بأخطائها التي تحولت الى جرائم وعبث أشاع الخراب ودمر التنمية وحطم القيم وزرع الفتنة مما جعل الرأي مستوردا والكتابة أجترارا للنفس الطائفي والعنصري والفئوي فلم تعد هناك فواصل لآلتقاط الحقائق المغيبة , ولم تعد هناك قدرة على تشخيص العدو ألاستراتيجي من الخصم السياسي أو المتباين والمختلف الثقافي ,وتلك هي معضلة الواقع العربي الراهن التي لايمكن العبور منها الى ضفة ألاصلاح والبناء دون أن تنجلي غيوم وسحب ألامراض الفكرية ؟
أن الذي جرى وأذيع من قرارات مجلس الجامعة العربية يشكل كشفا لعورة ألانظمة العربية مثلما يشكل كشفا لعورة أحزاب السلطة العربية القديم منها والقادم توا لتولي السلطة برضا أمريكي وأسرائيلي صاحب الولاية المتجددة بأطلاق العنان لتنظيم القاعدة الوهابي المتغلغل في صفوف تنظيمات ألاحزاب الدينية التي تؤمن بأن كل من حكم أو توصل الى سدة الحكم فهو من ” أولي ألامر ” وهذا خطأ فكري عقائدي تاريخي كان وراء الخواء الروحي والشلل الحضاري الذي منيت به ألامة ؟
أن مفارقات الواقع العربي أصبحت تشكل شراكا لكل نهضة ولكل عمل يراد من خلاله تجاوز تلك المفارقات بوعي وثبات يوفر على ألامة خسارتها المستمرة , وضياعها الذي أصبح سمة تعرف بها بين ألامم والشعوب ؟
وهذه الحالة وتلك الظاهرة لم يكن تجاوزها مستحيلا , وأنما يحتاج مقاربات تتولاها العقول النيرة المنفتحة التي لاتسمح لنفسها أن تظل حبيسة الماضي لتظل عاجزة عن قدرتها في معرفة من هو العدو ألاستراتيجي الذي يجب أن تكرس الجهود لمواجهته , ومن هو الخصم الذي لايكتسب صفة ” ألاستراتيجي” ؟
ومفارقات الواقع العربي الذي حملته لنا قرارات مجلس وزراء الخارجية للجامعة العربية هو الذي لايفرق بين العدو ألاستراتيجي , والخصم السياسي المحلي , فيجعل من الخصم السياسي المحلي عدوا أستراتيجيا , ويتغاضى بل ويسكت ويصالح من هو يحمل كل صفات وملاكات العدو ألاستراتيجي للآمة وهذا هو الخطأ القاتل ؟
ومفارقات الواقع العربي تحظى بفضائيات تطبل لها وبأحزاب ترى فيها ولاية مترشحة بقدسيات باطلة توهم الرأي العام وتسرق منه وهج الحقيقة لتعطل حركة الضمير ومن تتعطل عنده حركة الضمير يصبح سلعة للنخاسة في سوق العمالة الدولية ؟
[email protected]