22 ديسمبر، 2024 2:35 م

مفارقاتٌ روسيّةٌ – اوكرانيّة .!

مفارقاتٌ روسيّةٌ – اوكرانيّة .!

على الرغم من أنّ الحرب بحدّ ذاتها هي مفارقة , لكنّ تفاصيلها وتطوراتها ومضاعفاتها تجرُّ نحو مفارقاتٍ اشدّ صعوبة , وليس من السهولة الإفتراق عنها , إنْ لم يكن التمادي فيها .! , فتصعيد التصعيد ” في احايينٍ ما ” في الحرب يقود بشكلٍ او بآخر نحوَ محاولة وقفها او انهائها .!

بقدر تعلّق الأمر بتطورات احداث هذه الأيام الأخيرة , وعلى إثر اعلان وخطاب الرئيس بوتين عن ضمّ الأقاليم الأربعة الأوكرانية < لوغانسك , دونيتسك , خيرسون , وزابورجيا > الى روسياً رسميّاً ومحاولة تشكيل اوكرانيا الجديدة وفق البيان الروسي , فإنّ ما لم يتطرّق له الرئيس الروسي فإنّ اجزاءً ومناطقاً من كلا اقليمي ” خيرسون و زابورجيا ” لا زالت تحت سيطرة الجيش الأوكراني في هجومه الأخير , فهل هي مستثناة من الضّم , أمْ انها هدفٌ مؤجّل لإحتلالها او تحريرها من قِبل القوات الروسية .! , وهذا ما سيجعل القيادة الأوكرانية لتعزيز وتكثيف التحصينات العسكرية فيها , وإرغام موسكو من استثنائها من الضمّ .!

ومن تطوّراتِ هذه التطورات المفاجئة , فبكلّ صراحةٍ جريئةٍ اعترفت القيادة العسكرية الروسية ” ليلة امس ” عن انسحاب قواتها من منطقة ” ليمان ” شرق اوكرانيا , على إثر محاصرة الجيش الأوكراني لِ 5000 – 5000 , 500 جندي روسي .! , وهذه مفارقةٌ اخرى تقع بين ضلعَي زاوية الفعل وردّ الفعل الآنيّين .!

ثُمَّ , ودونما افتراقٍ عن هذهنّ المفارقات , فخطاب بوتين بضمّ الأقاليم ال 4 المشار اليها في اعلاه , فسرعان ما جعل الرئيس زيلينسكي ليعلن رسمياً طلب انضمامه الى حلف الناتو < ولم يعلن ذلك طوال فترة الحرب خشيةً من غضب الكرملين ! > , وضمن هذه المسرحية الممسرحة , قالت واشنطن بأنها اندهشت من الطلب الأوكراني ! , بينما اعلن الناطق بأسم البيت الأبيض الأستاذ جون كيربي بأنّ الولايات المتحدة مستعدة للدفاع عن اعضاء او دول حلف الناتو , ودونما اشارةٍ لذكر اوكرانيا , حيث الإعلان القريب ” ربما ” عن الموافقة لإنضمام اوكرانيا فيه , لايزال في مرحلة التفحّص والتمحيص وربما ” التخمّر ” السريع للبتّ فيه وحول ابعاده , وما يحرج واشنطن وقيادات الناتو عدم القدرة للإعلان عن رفض الطلب الأوكراني للإنضمام لهذه العضوية , علماً أنّ الرئيس فلوديمير زيلينسكي يكاد لا يملك من أمرهِ شيئاً , وهو مرغم على تنفيذ تعليماتٍ امريكيةٍ صارمة , وحيث ” على الأقل ” أنّ قيادة الأركان الأوكرانية يقودها فريقٌ من جنرالات البنتاغون وضباط من ال CIA .

في محاولةٍ لإستقراء التأملات المفترضة لبعض الصحف الأوربية حول ضرورة وضع نهايةٍ ما لوقف هذه الحرب في المديات الأقرب المتعلقة بمضاعفات تأثيرات الطاقة والغاز الروسي الى اوربا , ومروراً انعطافياً بما حصل لخطّ ” نوردستريم ” المفتعل , فعلى ” الأقل من الأقلّ ” , فإنّ التعبئة ” الجزئية ” التي اعلنها بوتين لإستدعاء 300 000 من الأحتياط للإنضمام للجيش الروسي , وكم ستستغرق التدريبات القتالية الفعالة لهؤلاء , وكم سيتطلّب تجهيز المتطلبات اللوجستية وتفاصيلها لزجّ هؤلاء في ميدان المعركةِ من شهورٍ وربما اكثر , بما سيسفر عن ذلك ميدانياً من آليّات القصف والتدمير , وما سيسفر ايضاً عن نتائجٍ سياسيةٍ غير محسوبةٍ بدقّةٍ , كيما ترتسم صورة ذلك في رؤى تلكم الصحف الأوربية اللواتي تترآى لها هذه النهايات الإفتراضية ! وبحُسنِ نيّةٍ لا وجود لها في ارضية الواقع , بالرغم من من المتطلبات الإقتصادية القصوى – المجرّدة , البعيدة عن وقائع السياسة والعلاقات الدولية المتوترة في هذا الشأن الغربي – الروسي , وما ستؤول اليه ! وما ستحاط به من تأويلاتٍ ما لوسائل إعلامٍ مؤثّرةٍ في هذا الصدد .!