حـــين يُفتــش الباحــث في الشأن العراقي في قاع المجتمع .. سوف يجد المگاريد والبؤساء والمحرومين في أدنى مراتب العيش الإنساني , ويجد الاشد بؤساً من هؤلاء , من نوع الذين يعتاشون على ما تجود به الفقراء عليهم مما يقتطعونه من أقواتهم / إنها لوحة تراجيديا مبكية حقا !
الملايين ممن هم تحت مستوى الفقر او أدنى من ذلك .. فالعائلة / س مكونة من بنتين اكبرهم بنت في العاشرة ، وطفل في الخامسة ليس لها ام وأب وتتكفل معيشتهم جدتهم المسكينة – عطف عليهم الجيران الفقراء ايضا فاسكنوهم في هيكل غرفة من طين سقفها قطعة قماش ممزقة .. تعيش هذه الاسرة على مايجود به عليهم الجيران في حي – يوصف اهله بأنهم متجاوزون على ارض وطنهم الذي اختطفه عصابة من لصوص .
العائلــــــــــــــــــة /ص تسكن في مقابر النجف مكونة من ام وطفلين
تعيلها بنت السابعة .. تخرج الى الشارع حاملة علبة علكة ونساتل.. يعطف عليها بالشراء كل من يرى حالها.. هذه لقطات الاقل بوسا من مئات او آلاف العوائل التي استوطنت مكبات النفايات كمصدر للعيش ومأوىً للسكن في حال لا يستطع ان يتخيله الجعفري في هلوساته الكونفوشيوسية .. ولم يمر على خيال الرئيس معصوب البصيرة ايضا ولا حتى العلاوي في فلسفته اللاادرية ولا الهزاز في ويلاته ولا المسعور في عنترياته .. ولا تتسع بواسير ابو العمايم في روزخونياته ولا ابو السبع صنائع الفلتة في صولاغاته .. زمر فاشلة من وجوه تسلقت الاكتاف في زمن اغبر فقادت البلاد والعباد الى حيث المزابل والدمار والبؤس !
في مقابل هذا البوس الإنساني جماعة اللصوص من الجنسين المنعمون والسكارى .. الذين هطلت عليهم النعمة بالمحاصصة فاسكرتهم وأنستهم انهم بشر لهم ضمير ومشاعر غير متوفرة في البهائم .. محاصصة في اللصوصية لموارد العراق وشعبه ومن دون التفكير بالملايين من المرضى والجرحى والمعاقين والأرامل والأيتام والعاجزين وكبار السن من الذين لهم الحق في ثروات ارضهم !
لقد شاهدنا فهد عملاق يعتني بتربية غزال رضيع بعد ان افترس امه .. لم يجرؤ هذا الحيوان المفترس ان يقتل رضيع ضعيف واشفق عليه , وعلى العكس منه الساقطون من القاعدة وداعش والبعض من قادة العراق لم تهتز لهم شعرة من احساس وهم يفعلون الافاعيل في العراق .. قتلا وتهجيرا وسرقة للثروات وكل حسب اختصاصه .. والسؤال للساسة الجدد والذي يدور في مخ كل عراقي : هل اكتفيتم نهبا ولصوصية ؟ ومتى تشبعون ؟ وهل بقي لديكم ضمير يتالم ؟ أشك !
هل تعلمون بوجود ازمة مالية في موارد الدولة وغالبية المشاريع قد توقفت فلماذا لاتخفضون رواتبكم الغير معقولة ولماذا تتجاهلون ذاك ؟
لماذا لا توقفوا الرواتب التقاعدية الغير شرعية التي يلغفها الياور والنواب الذي جاوا بعده؟ هل لديكم احساس بأنكم أدنى من مرتبة البهائم لكي تقبلوا فارق بالرواتب بين سبعين مليون لموظفي النخبة الى ثلثمائة الف دينار لموظف مكرود ؟ بين مواطنين في وطن واحد ؟
قال جدي : خربـــــــــــــــــــــــــــــــا نة !
لك الله ياعراق الخير