إن الإنسان اليوم يحتاج إلى (معرفة) علي لا إلى (حبه) فالحب بلا معرفة لا قيمة له و لا وزن بل هو ملهاة مخدرة و مثبط يعطل الإنسان .
و الذين يشغلون الناس بإسم محبة علي و العشق للمولى دون معرفة و فهم دقيق و صحيح لأهدافه و أقواله و تعاليمه فهم لا يدمرون الإنسانية و الحرية و العدالة فحسب , و إنّـما يبيدون هذه الشخصيات العظيمة العزيزة أيضاً فيبقون شخصية علي مجهولة في الظل تحت مظلة التعظيم و التقديس العقيم , و بالتالي يبقى محبو الإمام الأوفياء إلى آخرعمرهم بعيدين تمام البعد عن الإمام , لا ينتفعون أبداً بتعاليمه و إرشاداته و أقواله فيتوقف نموهم و ينحدرون نحو الانحطاط و الجمود .
حب علي بعد المعرفة يمكن أن يؤدي دوره في إنقاذ البشرية و إسعاد الإنسان.
يقول الدكتور جورج جرداق في كتابه (الإمام علي صوت العدالة الإنسانية) :
(( أيها الدهر , ليتك كنت تجمع كل ما أوتيت من قوة .. و أنت أيتها الطبيعة ليتك تجمعين كل قواك و مواهبك لخلق إنسان عظيم .. نبوغ عظيم .. بطل عظيم .. و من ثم ليمنح الوجود مرة ثانية رجلاً كعلي )) .
مؤلف هذا الكتاب طبيب مسيحي و في هذا دليل على أن علياً لا يثمن و لا يقيم في إطار فرقة من الفرق و طائفة من الطوائف فقط , بل إن كل إنسان يؤمن بالقيم و المفاهيم الإنسانية فهو يؤمن بعلي و من البديهي أن من يعرفه يهيم في حبه و هذا الحب بنفسه سيكون أكبر محرك و أضخم طاقة و أقوى قوة تنتشل الإنسان إلى ساحل النجاة .
[email protected]