4 نوفمبر، 2024 9:35 م
Search
Close this search box.

مغالطات موفق الربيعي وتشويهه لسمعة ضباط الجيش العراقي في برنامج تلفزيوني

مغالطات موفق الربيعي وتشويهه لسمعة ضباط الجيش العراقي في برنامج تلفزيوني

لم يتعرض جيش في العالم الى تشويه سمعته والنيل منه ومن قياداته مثلما تعرض له الجيش العراقي من بطولات ومآثر وطنية خالدة ، يعرف القاصي والداني كم قدمت من ملاحم بطولية في ساحات الوغى ومواقف على مر تاريخ العراق الحديث كان فيها الجيش العراقي الباسل محل فخر واعتزاز الكثيرين من ابناء العراق الشرفاء ، اللهم الا القلة القليلة التي جاء بها الامريكان ، ونصبوها على كراسي حكم بائسة ومنهم السياسي العراقي المعروف بتعدد الجهات التي يعمل لحسابها، في تشويه سمعة الجيش العراقي والحط من قدر خيرة ضباطه أمام الرأي العام العراقي، في محاولة يائسة ويائسة لإلصاق تهم ما انزل الله بها من سلطان ومزاعم مفبركة عن إرتباط ضباط وقيادات عسكرية سابقة بداعش ظلما وعدوانا!!
فقبل أيام عرضت قناة العراقية الفضائية المعروفة بترديدها لنغمات الطائفية المقيتة برنامجا حواريا حضره سياسيون واكاديميون بينهم الدكتور هاشم حسن عميد كلية الاعلام جامعة بغداد وآخرون، سرد فيه السياسي العراقي المعروف بولاءاته المتعددة لجهات دولية واقليمية موفق الربيعي ، جملة مغالطات ، عن ضباط كثيرين في الجيش العراقي بضمنهم قيادات عسكرية، حاول فيها الإشارة على ان أغلب قيادات هذا الجيش قد انتمت لداعش وهي من سلمت نينوى والانبار حسبما يزعم الى داعش!!
وللتاريخ نقول ان ليس كل ضباط الجيش العراقي السابق هم من القيادات ( البعثية ) ، وللتدليل أكثر فأن أغلب قيادات هذا الجيش المعروف بمآثرها الخالدة لم تكن قد انتمت اصلا الى أي حزب سياسي ومنها حزب البعث نفسه، ولا يشكل الضباط البعثيون الحقيقيون الا نسبة 20 % في حدهم الاعلى ، اما درجات ارتباط اؤلئك الضباط فلا تتعدى درجة المؤيد والنصير في اغلب الاحيان، وهم لايمارسون العمل الحزبي لامن قريب او بعيد ، وقد اضطر البعض منهم الانتماء ليس برغبتهم ولكن لان المهمة تتطلب ان يكون انتماءه ربما شرطا لوجوده في هذه المهمة او تلك!!
ويعرف القاصي والداني ان حزب البعث داخل تشكيلات الجيش العراقي السابق ليس له الا وجود شكلي، في الأغلب ولا يمارس اية اجتماعات كون اغلب حياته قضاها في المعارك، ولا وقت لديه للاجتماعات والاطلاع على مسيرة الحزب الا ما وجد منها في الكتب المدرسية، وهو ما يعرفه كل ابناء العراق في السبعينات والثمانينات وحتى التسعينات، بل ويعرفها حتى الائمة ورجال الدين واعضاء في الاحزاب الاخرى ومنها الاحزاب الدينية، وليس هناك خلاف بشأنها الا ما ندر!!
حاول موفق الربيعي صب جام غضبه على حقد حزب البعث وضباطه على الشيعة وهو يعلم علم اليقين ان قيادات البعث الاولى هم من الشيعة اصلا، والدكتور سعدون حمادي هو اول بعثي شيعي من كربلاء، وكانت محافظة ذي قار ( الناصرية ) من اكثر محافظات العراق من انطلقت من ارضها قيادات حزب البعث ، وكان عبد الخالق الركابي احد تلك القيادات وآخرين كثيرين ، وكانت تتصدر قيادات قيادة قطر العراق ومجلس قيادة الثورة ومجلس الوزراء أسماء لامعة لقيادات شيعية وطنية ، وقد  انتشر البعث في بقية المحافظات الشيعية منذ الخمسينات وما بعدها، ولا يزيد انتماء المكون السني على 35 % بالمائة من قيادات الحزب واجهزة الدولة المنتمية الى البعث!!
أما ان يعد الربيعي الحاقد على اهل العراق العروبيون الأصلاء ان كل (ضابط بعثي) هو ( عدو للشيعة ) كما يزعم  فهو المقاربة المبكية المضحة ، كما يقال، ولنستمع الى ماقاله الشاعر الشعبي عدنان جيجان عندما سئل مرة كم نسبة الشعراء الشعبيين في العراق من السنة في اتحاد الشعراء الشعبيين فأجاب الرجل ان نسبتهم أقل من 1 % لأن المكون السني لم يعرف الشعر الشعبي أصلا الا ماندر..وسألوه كم من هم تغنوا من الشعراء الشعببين والفصحى بصدام فقال : ان مائة بالمائة من الشعراء الذين تغنوا به هم من الشعراء الشعبيين الشيعة، لكون السنة لايفقهون شيئا عن الشعر الشعبي ، ووجودهم لايعد في هذا الميدان ، اذن كم من اغنية وعمل فني اقيم لصدام انذاك فكله من اصل شيعي!!
اما الشيوخ الذين قدموا ولاءاتهم لصدام فهم من أهل الوسط والجنوب في الأغلب، وربما كان شيوخ المحافظات المحسوبة حاليا على المكون السني لايتعدى 30 بالمائة من عدد شيوخ العراق، وكان شيوخ الشيعة هم الاكثر ولاءا وقربا من صدام، وكان هناك معهم رجل دين من الشيعة قدموا من الولاءات مالم يقدمها اهل السنة له من حيث ماقدم له من ولاءات أخرى، ومن كان يصفق لصدام ويهزج الاهازيج له غير ابناء الوسط والجنوب ، لان مشايخ السنة لايعرفون الأهزوجة مثلما يعرفها المختصون بها من أهل الجنوب..وبالمناسبة فأن لا أحد يشكك بوطنية اهل الوسط والجنوب وبمشايخهم ولا ولاءاتهم الوطنية وهم صادقون فيمن بايعوه او قدموا له من القرابين لكثرة اهتمامه بهم ولحبهم للعراق في مواجهة الارهاب الايراني ، وهذا مفخرة ان يعلن أي عراقي حربه على ايران وعلى ارهابها ضد الشعب العراقي، فهو اول دولة رعت الارهاب على ارض العراق منذ عقود طويلة من السنين، بل ان حقدها يمتد الى عصر الاسلام في انطلاقته الاولى!!
أما اكثر المتآمرين على صدام فهم من السنة اصلا وبينهم ضباط كبار معروفون، ومنهم الطيار محمد مظلوم والطيار صطام الكعود وبقية ابناء عشيرة البونمر  ، والجبور من السنة الذين شن ضدهم صدام حربا لاهوادة فيها طرد من ضباطهم وحتى قياداتهم المدنية الكثير لانهم تآمروا عليه في فترات خلت، كما ان قيادات من الدليم وعشائر اخرى كان لها نصيب من عداء صدام لها لأنه ربما اتهمهما بالتآمر عليه ، ومن يتآمر عليه لايسكت عنه ولو كان ابنه او أخاه او ابن عمه، ومحاولات صدام في هذا الشأن كثيرة وهي معروفة ، وهو صاحب مقولة ” لو ان احدا من ابنائي أراد ان ينازعني على كرسي الحكم لقلعت عينه “!!
أما الصاق التهمة بان كل ضباط وقيادات الجيش السابق من الضباط هم الان من ينتمون الى داعش فهذه اكذوبة لن يصدقها حتى الطفل الصغير، لكن المشكلة ان لا أحد من الحاضرين وهم شهود على ماذكرناه ان أشار له ان كلامه هذا مردود عليه، لان ربط كل ضباط الجيش السابق بل اغلبهم كما يقول، والمزاعم التي عرضها عن ( ضباط ) قال انهم انتموا الى داعش فان هؤلاء هم من احزاب دينية يعرفها الكثيرون واغلبهم من الاخوان المسلمين وجماعات دينية اخرى كانت تنتمي سرا الى تجمعات واحزاب دينية حال انتماء البعض لقيادات المجلس الاعلى وحزب الدعوة في زمن صدام، لكن الصاق التهم جزافا بالمكون السني وبخاصة ضباط الجيش العراقي فهي جريمة بحق الشعب العراقي وتشويها لسمعة الكثيرين ممن دافعوا عن العراق بوجه الفرس وطغيانهم واستهتارهم بمقدرات العراقيين وقد لقنوهم الدرس الذي يستحقونه ، واستطاعوا تركيع اكبر امبراطورية ايرانية يوم اضطر خميني لتجرع السم كما قال هو لقبول الموافقة على انهاء الحرب والقبول بشروط الامر الواقع التي فرضت انذاك وخرج العراق منها منتصرا مرفوع  الرأس، ويعرف بطولات هؤلاء الضباط الغيارى القاصي والداني، بل العدو قبل الصديق ، وفي الوقت نفسه يعرف كثير من العراقيين ومنهم الشيعة أنفسهم  من هو موفق الربيعي وبمن يرتبط وكم خدم دولا واجندات ، وارتبط بأجهزة مخابرات امريكية وايرانية وغيرها وحصل منها على مناصب رفيعة!!
نقول في ختام هذا الاستعراض ان اكاذيب وخزعبلات موفق الربيعي سوف لن تنطلي على العراقيين وهم لايثقون بكلامه ولا بماعرضته قتاة العراقية الفضائية من اشخاص جرى ارغامهم ظلما على الاعتراف بانهم ينتمون الى البعث أو داعش، لالصاق التهم جزافا بهم، وبعضهم قد يكون انتمى لداعش لكنهم لم يكونوا من قيادات البعث اصلا وليسوا من الموالين لصدام أبدا، لكن الربيعي الغارق حتى  أذنيه بالعمالة لدول واجندات غربية وايرانية، يحاول تسويق طروحاته هذه عله يجد ضالته فيمن يصدقها، لكن آمال الربيعي لابد ان تصاب بالخيبة والخذلان والانتكاسات ، وسيبقى ضباط الجيش العراقي الوطنيون الشرفاء هم سيوفه المشرعة بوجه كل ارهاب من أين أتى من داعش او من ايران او من غيرها، وهم قيادات وطنية لاغبار عليها، أما محاولات تقليل هيبة الجيش العراقي وتشويه سمعته والحط من قدر قياداته ، فهي مهمة اغلب الاحزاب الدينية التي ارتمت باحضان ايران، وتجد في طروحات الربيعي متنفسها وفرصتها للانتقام من المكون الآخر وتشويه سمعة قياداته وأفراده والحط من قدرهم كلما كان ذلك ممكنا، وقناة العراقية الفضائية تبقى السباقة في هذا الجهد غير المشرف!!

أحدث المقالات