18 ديسمبر، 2024 3:52 م

مغادرة قائد فاغنر الى بيلاروسيا من زاويةٍ اخرى

مغادرة قائد فاغنر الى بيلاروسيا من زاويةٍ اخرى

(< قي آخر واحدث تصريحٍ له بعد قيامه بعملية التمرّد , ذكرَ ” يفغيني بريغموجين ” في رسالةٍ صوتيةٍ استمرّت لِ 11 دقيقة , أنّ تمرّده كان يهدف الى انقاذ مجموعته المسلحة وليس الى الإطاحة بالنظام الروسي >) …!
على الرغم من تضارب المعلومات وتباين بعض التقارير الصحفية , مع تقاطعات وتلاقي تحليلاتٍ اعلاميةٍ على مستوى الصحافة العالمية , بشأن عملية التمرد وانتهائها وكأنها بسرعة الصوت , ممّا لم يترك ايّ مساحاتٍ او مجالاتٍ لبناء او محاولة بناء موقفٍ واضحٍ وراسخ ” للرأي العام على الأقل ” بغية الوقوف على حقيقة الموقف , وبحقيقةٍ وبُعدٍ أبعد فلم تنفع محاولات اللجوء الى ” الذكاء الإصطناعي ” للتعرّف على باطن العملية التي جرت بين الكرملين وقائد فاغنر عبر رئيس دولة روسيا البيضاء , وكأنّ الإبهام الملفوف بخيوط الغموض هو احدى اهداف العملية الموجّهة الى عالم الغرب , او الناتو والأمريكان , ودونما ايّ حسابٍ للرئاسة الأوكرانية .!
لم تتمكّن كبريات وسائل الإعلام الغربية وشبكاتها من محاولة معرفة او تقدير حجم القوات المدرعة والأسلحة الثقيلة الأخرى التي رافقت زعيم فاغنر في رحلته الى روسيا البيضاء , ودونما ايّ اشارةٍ ايضاُ من اعلام هذه الدولة ولا حتى من موسكو , وعلى الرغم من بعض التقارير الصحفية التي تشير وتكشف تقديرياً أنّ نحو 5 000 عنصرا من المشاة الآلي لقوات بريغموجين كانوا برفقته , إلاّ أنّ الأهم من ذلك هو محاولة فكّ رموزٍ مفترضة اذا ما ستفتح حكومة الرئيس لوكا شنكو جبهةً عسكريةٍ جديدة ضد اوكرانيا .! , كما هل ستتاح حرية الحركة او العودة الى زعيم فاغنر للرجوع الى مواقعه السابقة على الجبهة الروسية – الأوكرانية .!
خطاب الرئيس بوتين الأخير قُبيل ساعاتٍ كأنّه زاد من درجة الضبابية التي سادت الموقف منذ بدايته , رغم انّ مجمل الخطاب تمحور حول رصّ الصفوف في الجبهة الداخلية الروسية .
لا شكّ أنّ ثمة افرازاتٍ جديدة تعكس الأبعاد القريبة والمتوسطة لما حدث خلال الأيام القليلة الماضية , لكنّه وفق استقراء سياسة الكرملين ” في هذا الظرف الحساس ” فلا يمكن من ترجمةٍ عمليّةٍ دقيقة لتلكم الإفرازات , إلاّ بتغييراتٍ جوهريّةٍ – نوعيةٍ ما في ساحة المعركة .! والخاسر الأكبر والأعظم هو زيلينسكي وقيادته والشعب الأوكراني المسكين ؟