بشكلٍ شبه مفاجئ , ودونما سابق انذار ضجّت وعجّت ” الى حدٍ غير قليل ” اخبار ” السبتايتل ” تحديدا , لعدد من القنوات الفضائية < مستبقةً ورود او قدوم التفاصيل > لتنقل خبراً بأن سيجري سحب ونقل السيدة جينين بلاسخارت من العراق وإنهاء مهمتها.
وممّا زاد الأمر ابهاماً أنّ كل تلكم الفضائيات عرضت ونشرت الخبر نقلاً عن مصادر دبلوماسية اوربية لمْ تحددها .! ولم يرد ذكر اسم المنظمة الدولية فيها ولا حتى الولايات المتحدة , وكأنّ ذلك متعمّداً .! بالرغم من اعتقادنا بعكس ذلك .
بتجاوزٍ لتلك المقدمات او الممهدات , مهما اتّسمت بعدم الدقّة الإعلامية في انشاء ونشر الخبر , فالفحوى أنّ مندوبة الأمين العام بلاسخارت في صدد مغادرة العراق بشكلٍ جادّ , وهذه المغادرة او الترحيل لها اكثر من معنى وقابلة لأكثر من تفسير, وحتى هذا الإبهام في طريقة نشر الخبر قد يغدو له مبرراته المفترضة .! , فلعلّ العراق مقبل على مرحلة جديدة ” افتراضاً ” لا يُراد ان يكون للمنظمة الدولية ايّ حضورٍ فيه ” وهذه نقطة قابلة للمضغ والإستيعاب ” . ثُمّ أنّ الوضع الأقليمي المتأزّم والتضادات الدولية لم تعد تتحمّل لدولةٍ عربيةٍ كالعراق ان تُدار من طهران وتلقي بظلالها وانعكاساتها على المحيط العربي وما يواجهه من تحدياتٍ اقليمية .!
من زاويةٍ ضيّقة , فمن غير المستبعد استبدال السيدة بلاسخارت ببديلٍ آخرٍ من الأمم المتحدة , وبستراتيجية جديدةٍ مرسومة مسبقاً , يتصدّرها عدم لقاء ومقابلة قادة وزعماء الميليشيات والفصائل المسلحة في العراق , وان يقتصر دوره عبر القنوات الدبلوماسية العراقية .
هنالك زوايا نظرٍ أخريات , والأمر قابل للتوسّع وهنالك احداثٌ مرتقبة اخرى , ولم يظهر موقفٌ او تعليق من قيادة اقليم كردستان بعد , بهذا الشأن .!
