في الوطن السجن هل يجوز محاسبة الذي كان يتودد للسجّان؟!!
سؤال موضوعي وإنساني يتعلق بالسلوك البشري في أي مكان , عندما تتشابه الظروف , فلماذا في ديارنا الزنزانية الذي كان مع يكون ضدا؟!!
أزلام النظام السابق وأعوانه ومؤيدوه وغيرها من التوصيفات القاضية بالنيل منهم والقضاء عليهم , ونتناسى أنهم أبناء الوطن الذي تسيّدنا عليه.
الوطن فيه مواطنون ذوي مشارب ورؤى وتوجهات , ولا يجوز مآخذتهم على ما يرونه ويتصرفون بموجبه , أما الذين إرتكبوا جرائم وهناك أدلة وبراهين لإدانتهم , فالقانون القضائي يحاسبهم ويصدر أحكامه بحقهم.
أما الإتهامات الإعلامية والدعائية والإنفعالية , فهي من أدوات الثبور والتدهور والقصور.
“أيها الناس كلكم لآدم وآدم من تراب”!!
“كلنا للوطن…للعلى للعَلم”!!
الوطن ليس ملكا لشخص , إنه مُلك الجميع , والمواطنة حق مُصان في جميع البلدان , ولا شيئ يعلو عليها ويخل بمقامها , وواجباتها.
علينا أن نحترم قيمة الإنسان , ونعلي من شأنه , ونحافظ على عزته وكرامته , ونوفر له ما يستحقه من أسباب الحباة المعاصرة.
إن النسبة العظمى من أبناء البلدان الزنزانية يضطرون للقيام بما يساهم في بقائهم , ويُجبرون أنفسهم على ما لا يرغبونه ولا يؤمنون به , فعلينا أن نكون منصفين , لا منفعلين , ومنتقمين.
إنها أركان ثابتة واضحة تساهم في بناء المجتمعات الحرة القوية السعيدة.
و”الوطنية تعمل ولا تتكلم”!!
د-صادق السامرائي