بالامس واثناء تجوالي في شارع فلسطين شاهدت منظرا مؤلما جدا الى درجة اني لم احتمل الموقف فاطلقت لدموعي العنان لعلي اطفي نار الالم الذي تسبب لي ,شاهدت امراة في العقد الخمسيني تتكا على عصا بسيطة واقفة بجانب احدى صور مرشحي الانتخابات البرلمانية القادمة وهي تتمتم بكلمات لاافهمها لبعدي عنها وتؤشر بيدها كثيرا فزادني الفضول واقتربت منها لاسمع ماتقول فسمعتها تعاتب صاحب الصورة وتقول له (تكدرون اتحلون مشكلتي لو ابقى نايمة بالشارع وهذا العكال على راسك تكدر تنطيه حقه لو لا ترة اني راحولي اثنين ولد ضد داعش وتركوا نسوانهم وايتام ومااكدر اراجع على تقاعدهم وماعندي احد الجا اله واني على الله وعليكم )ثم اجهشت بالبكاء وجلست على الارض رافعة يدها للسماء بدعاء الثكالى ,فسالتها عن حاجتها فاجابت بنفس كلامها الاول وقالت لم يساعدني احد في الجيش ولم يسهل لي احد المعاملة التقاعدية وانا مريضة لااستطيع على كثرة المراجعات وانا اخاطب اصحاب الصور حتى يضعوا لنا حل ونستطيع العيش بكرامة .
سؤال اتوجه به لكل السياسيين كم من النساء والعوائل التي ثكلت بابناءها نتيجة العمليات الارهابية ولم تستطع الحصول على حقوقها المنصوص عليها في القوانين النافذة ذات الاختصاص ؟ وهل ستكون الدورة البرلمانية القادمة كسابقاتها من حيث اهمال المواطنين وبالاخص المتضررين من العمليات الارهابية ؟انا متاكد ان الاجابة ستكون بكلمة سوف وسوف مع المفردات الكبيرة في المعنى والتي لاتنفذ نتيجة ارادات تعصبية متشنجة يدفع الشعب ثمنها الغالي من دمه وراحته واستقراره .
ان هذه الماساة المؤلمة وغيرها من مآسي العراق (ومااكثرها )يفترض بها ان تحرك الاحساس الديني والغيرة الوطنية والاخلاق فينا وان تجعلنا نسعى جادين لحل مشاكل الناس وبحسب الاختصاصات ضاربين عرض الحائط كل المصالح الشخصية والتعصب العرقي والطائفي والديني وان نكون وطنيين قبل كل شيء لان ماعاناه العراق ليس بقليل ولايمكن لاي امة في الوجود ان تتحمله وتواجهه وتخرج منه سالمة ,اليس نحن من نقول اننا اصحاب تاريخ وحضارة ودين وكل القية الاجتماعية الطيبة الاخرى ام اننا سنحتاج الى اناس من خارج العراق يحكموننا لاننا بلا غيرة ولاشرف ام كيف تكون المعادلة التي ارقتنا واصبحنا لانجد الجواب الشاقي لها ,ان الوجوه السياسية المؤمل ان تصل الى سدة الحكم والتشريع مطالبة اكثر من غيرها ان تلغي فشل السنوات السابقة ودورات المحاصصة المقيتة وان تكون خادمة لابناء شعبها قولا وفعلا وان تصبح الراعي المسؤول امام الله عن شعبها وتحاسب عليه في الاخرة وان لاتاخذها العزة بالجنس واللون والطائفة والعرق وغيرها من مفردات التجزئة الجديدة .
ان هول التحديات كبير والاعداء اعدادهم كثيرة ودول الاقليم تتربص بنا لاسقاطنا والاستفادة من خيراتنا وان حجم العدة لواجهة هذه التحديات قليل فالتشرذم والتجزئة وعدم الاتفاق على شيء هي صورة النظام السياسي الجديد والذي مع الاسف لم تنفعه التجربة الشمولية لنظام البعث البائد بل استمر باجزاء كثيرة منه بالعمل بنفس سياسة النظام المقبور وكان لسان حال العراقيين يقول (بدلنا عليوي بعلاوي)ولم يختلف شيء,لقد تعودنا الوعود الكاذبة المليئة بالعسل وسئمنا قائليها واذا كان هناك عاقل من السياسيين عليه ان ينتبه ويعمل بضوء الفشل السابق لعله ينجح وان يجعل من كرسي البرلمان دعاية له للمراحل القادمة لاالملصقات تنفع ولاكثرة الصور تفيد بل معالجة هموم الناس امثال هذه المراة وغيرها هو السبيل للبناء والنجاح .