23 ديسمبر، 2024 4:29 ص

مع النظام الايراني ظالما أو مظلوما

مع النظام الايراني ظالما أو مظلوما

ماهو الضمان لإستتباب الامن والاستقرار في المنطقة؟ هل هو بإبقاء الحبل على الغارب للمنظمات والاجهزة المشبوهة لتبقى تمارس نشاطاتها الارهابية؟ إن إنه جعل التدخلات السافرة في الشٶون الداخلية لبلدان المنطقة مع إنتهاکات سياداتها الوطنية، على حالها؟ وإلا فماهو المراد والمطلوب بالبيان المقتضب لوزارة الخارجية العراقية والذي تم التأکيد فيه على إن”قرار الولايات المتحدة الأخير بشأن الحرس الثوري لا يأتي بسياق استقرار المنطقة”، ذلك إن معظم الاعمال المرتبطة بالتدخلات في بلدان المنطقة ولاسيما العراق ولبنان واليمن وسوريا وکذلك بتصدير التطرف والارهاب، کانت ولازالت من شأن وإختصاص الحرس الثوري وإن ماقام ويقوم به الارهابي قاسم سليماني خير مثال حي على ذلك!
وزارة الخارجية العراقية، التي صارت ومنذ أن صار العراق خاضعا لنفوذ وهيمنة النظام الايراني، بادرت وتبادر دائما الى إصدار بيانات ومواقف تدافع دائما عن النظام الايراني من کل النواحي ولم نسمع من هذه الوزارة موقفا ولو خجولا يسير بسياق رفض أي دور أو موقف سلبي للنظام الايراني، بل کانت دائما سباقة للإعراب عن تإييد هذا النظام ظالما أو مظلوما، وفي الوقت الذي رحبت فيه العديد من بلدان المنطقة بقرار الولايات المتحدة الامريکية بإدراج الحرس الثوري الايراني ضمن قائمة الارهاب لکون البلدان العربية من أشد المتضررين بالنشاطات المسىوهة له، فإن وزارة الخارجية تقف موقف نشازا وترفض القرار وکأنها تمثل النظام الايراني وليس العراق!
الحرس الثوري الذي يعتبر يد النظام الايراني للعبث بأمن وإستقرار بلدان المنطقة والتدخل في شٶونها والمسير والموجه للميليشيات المسلحة فيها بما يخدم مصالح ونهج النظام الايراني، هو في الحقيقة يمثل أکبر خطر على السلام والامن والاستقرار في المنطقة وإن أي تحرك دولي ضد هذا الجهاز يخدم مصالح بلدان وشعوب المنطقة بل والانکى من ذلك بکثير، هو إن الشعب الايراني بحد ذاته قد تنفس الصعداء لصدور هذا القرار ورحب به کما جاء في الموقف الذي أعلنته زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، فإن وزارة الخارجية العراقية تصر على تسير بإتجاه مناقض ومشبوه لايخدم أحدا کما يخدم النظام الايراني لوحده، وهو أمر من الضروري الانتباه له وأخذه بنظر الاعتبار.
لم يعد مناسبا بل وليس من المناسب أبدا أن يبقى العراق مرتبطا بأية صورة غير عادية مع النظام الايراني إذ إن هذا النظام کما هو معروف عنه مثير للفتن والمشاکل ويعتبر أکبر داعم للإرهاب في العالم، وستثبت الايام أو بالاحرى ستجبر هذه الوزارة والحکومة العراقية نفسها أن تغير مواقفها المشبوهة من النظام جذريا.