18 ديسمبر، 2024 7:58 م

مع السفير البريطاني في الفضائية ” الشرقية ” !

مع السفير البريطاني في الفضائية ” الشرقية ” !

إذ شاهد الكثيرون حديث السفير البريطاني السيد ” ستيفن هيكي ” عبر قناة الشرقية في الأول من امس , وربما لم يتعمّق البعض في دواخل تلك المقابلة او ذلك الحوار المتلفز وأبعاده .
وسبق أن ظَهر في مرّاتٍ متلفزةٍ سابقاً , وهو يجيد اللغة العربية ويتمتّع بحُسن الإلقاء وسرعة اطلاق المفردات والكلمات , ولعلّه ليس عبثاً أن يكون هو وسلفه السفير السابق السيد ” جون ويليكس ” يتحدثان العربية . وقد شَغِلَ السفيرعدة مناصب دبلوماسية مختلفة في دولٍ عربية وغربية .
هنالك بضعة نقاطٍ خاصّة تتعلّق بتلك المقابلة التي اجرتها ” الشرقية ” , ولعلّ اولى تلكُنّ الملاحظات التي لم تنتبه اليها ادارة القناة , هي عرض المقابلة ضمن برنامج ” لعبة الكراسي ” , فهل يتناسب عنوان البرنامج مع منصب سفير دولة عظمى .! , والغريب أنّ هذا البرنامج يتناوبون عليه 3 من مقدّمي البرامج , وبطريقة تبدو غير متسلسلة .! ولا ندري ما العبرة في ذلك , كما من الملفت للنظر أنّ برنامج ” لعبة الكراسي ” يتبنّى او يتخذ وضعاً خاصاً في الإخراج والإعداد بأنْ يجلس مقدّم البرنامج خلف طاولة ” وكأنه مسؤولٌ رفيع ” بينما يجلس الضيف المستضاف على أحد المقاعد او الكراسي القريبة منه وكأنه أقلّ مرتبةً منه , وكانت احدى اللقاءات ” بهذه الطريقة المبتكرة ! ” مع السيد الفريق د. ياسين الياسري – وزير الداخلية السابق منذ نحو شهرٍ ونيف , بينما جرى استناء المقابلة مع السفير البريطاني بهذا الإخراج , لأنها جرت داخل السفارة البريطانية في المنطقة الخضراء , علماً أن ّ ” لعبة الكراسي ” وسواها من برامجٍ أخريات يجري تصويرها في ” فندق بابل ” في منطقة الجادرية .!
قبلَ التطرّق الى حديث سفير المملكة المتحدة ” اضطراراً ” , فنشير ايضاً وبما يلفت النظر أنّ أحد مقدّمي هذا البرنامج الذي اجرى الحوار مع السفير , وهو السيد هشام علي , كان واضحاً افتقاده للكفاءة والمهارة الإعلامية المطلوبة في هكذا لقاءات رفيعة المستوى , كما كانت الأسئلة التي عرضها هو او غيره , تقليدية للغاية اذا لم تكن اقلّ من ذلك .! بينما كان الجمهور المتلقي يتوقع اكثر من ذلك بكثير .! , كما لوحظ على السيد هشام استراقه النظر” بخلسةً ” مكشوفة ! ” للنظر الى ورقة الأسئلة المكتوبة , وهذا ممنوعٌ في الإعلام , كما لوحظَ بما هو اكثر اهميةً من ذلك , أنّ السيد الذي اجرى الحوار لم يعقّب او يعلّق على ايٍ من اجوبة السفير وكأنه استسلم لها جميعاً .! , وهنا لابدّ لنا من اختزال هذه الكتابة ” المطوّلة او المُمِلّة ” على هذا البرنامج ومَن اجرى الحوار الأخير , لننتقل الى ملاحظات اخرى من حديث واجوبة السفير , فرغم لباقته الدبلوماسية وسرعة انتقائه للمفردات العربية , فقد كرّرَ استخدام عبارة < انّه يتمنى ذلك > تجاه عددٍ من الأسئلة التي ليس بمقدوره الجزم والحسم فيها او إعطاء اجوبةٍ مسبقة لتطورات الأحداث < كالإتفاق النووي مع ايران او العلاقة بين الولايات المتحدة وطهران , وما الى ذلك > , كما كانَ جواباً ذكيّاً منه في ردٍ على الحاح مقدّم البرنامج او الذي اجرى الحوار ” حول مساعدات بريطانيا للعراق في ضائقته المالية الحالية والقروض التي يحتاجها ” حيث ردَّ سعادته ! بأنّ للملكة المتحدة دوراً وتأثيراً كبيراً على البنك الدولي في منح القروضٍ المشروطة ” عادةً ” الى العراق , بالأضافة الى ما ذكره بالأرقام عن المساعدات المالية التي قدمتها بريطانيا الى العراق طوال السنين الماضية , بجانب دورها الحيوي والعسكري ضمن التحالف الدولي في الحرب على داعش خلال السنوات التي احتلت فيها اجزاءً من العراق , والى غاية الآن .
ابرز نقطتينِ وردتا في حديثه هما مديات قلق الحكومة البريطانية لما عرضه السفير على عادل عبد المهدي وعلى السيد الكاظمي في إظهار نتائج التحقيقات حول الذين مارسوا عمليات القتل والقنص على المتظاهرين منذ انطلاق التظاهرات في شهر تشرين من السنة الماضية , وثمّ الإعراب عن القلق الشديد من احتمالات ” التصعيد العسكري ” اذا ما جرت او حدثت هجماتٌ صاروخيةٌ اخرى للفصائل المسلحة , وقدّ تعمّد السفير البريطاني عن قصد عن عدم ذِكر او الإشارة الى الجهة التي ستقوم بمثل هذا التصعيد العسكري , هل هي حكومة الكاظمي او الولايات المتحدة .!؟
اخيراً كنّا وما برحنا نودّ ونتمنّى أنْ يتولّون الإعداد وتهيئة الأسئلة ” مع السفراء والمسؤولين الأجانب ” من المختصين في شؤون الإعلام والعلوم السياسية من الأكاديميين وذوي الخبرة .