15 نوفمبر، 2024 5:13 ص
Search
Close this search box.

مع الأولاد والأحفاد ذكريات لا تنسى…

مع الأولاد والأحفاد ذكريات لا تنسى…

الذكريات الجميلة كثيرة وكل واحدة منها له طعم خاص .كل فترة زمنية نتعامل مع أبناءنا حسب مرحلة أعمارهم .فمرحلة الطفولة نستخدم فيها العقاب القاسي لهم احيانا ودلال غير محدود أحياناً أخرى وحتى تبقى الأسرة قوية ومتماسكة تجد أن العقاب للطفل يصدر من جميع الاشخاص الكبار في العائلة على اعتبار ان المسؤولية تقع على عاتق الجميع وتجد العقاب احيانا  في نمط ومقياس واحد مثل التأنيب او التوجيه الحاد بالنصيحة…
يكبر الابناء وتكثر طلباتهم فمرحلة الدراسة المتوسطة والإعدادية فيها فوارق كثيرة عن مرحلة الابتدائية وتكون فيها اعمار الابناء قريبة على سن البلوغ ولذلك تكون المتابعة من قبل الأهل مطلوبة جداً ..ويقع على الاب هنا واجب اضافي وهو معرفة اصدقاء أبناءه في المنطقة السكنية أو المدرسة إضافة لمتابعته دراستهم وتواصله المستمر مع إدارة مدارسهم .فمتابعة ومعرفة الاصدقاء ضروري من باب كما يقول المثل الشعبي:-
(( ان الصاحب ساحب)) ..
ومتابعته متى ينام وماهي هواياته وميولاته  واتجاهاته الفكرية….
أما متابعة إدارة مدارسهم فالمدرسة تعتبر البيت الثاني للطالب وأغلب إدارات المدارس يعرفون تصرفات طلابهم السلبية والإيجابية ..
بعدها ينتقل الابناء اذا حالفهم الحظ بالنجاح الى الجامعة ومن لم يحالفه الحظ سوف يبقى يبحث عن عمل يعوض فيه مراحل الدراسة وهنا يتحول الأمر فجأة إلى عالم ذو ابعاد اخرى ويصبح الابن صديق لوالده بكل شيء وتكون طلباته عقلانية ويكون الاب مستشار يستشير به ابنه فقط .وأغلب العوائل تتعامل مع مرحلة الجامعة كمرحلة نضوج ينفتح بعدها المستقبل لاستقلالية عائلة جديدة. لان الخريج وربما بالامس القريب كان يصدر أمر تعيينه في نفس سنة تخرجه بدون تأخير عكس ما موجود في يومنا هذا تبدد احلامه بخصوص التعيين بطول الانتظار وللأسف الشديد.
كان الشاب يطمح بعد تخرجه ببناء أسرة واستلام وظيفة جديدة ويزيل كاهل مصروفه عن أهله …
اما غير الخريجين والذين يبلغون سن الرشد والذي تم تحديده بمن يتجاوز الثامنة عشر من عمره فلقد كانوا بالامس القريب يتم الحاقهم بالخدمة العسكرية او ما تسمى خدمة العلم وهنا يبدأ الاب والام بالدعاء لابنهم وانتظاره من اجازة شهرية الى اخرى. اما اليوم فالشباب الذين لم يحالفهم الحظ في النجاح في الدراسة البحث عن اي فرصة عمل تناسبهم وتساعدهم على توفير مصروفات عوائلهم الخاصة.. ورغم ان قسم منهم قد رافقه الفشل في كل مجريات حياته وهذا سببه الاول والاخير انقسام الآراء ضمن العائلة بتوجيه النصائح له وتشجيعه لعمل الايجابيات حتى لا يقع ضحية لسلبيات العصرنة الحديثة..
تنتهي مراحل تربية الابناء ورسم مستقبلهم
لتبدأ بعدها  مرحلة الأحفاد ويكون الأجداد ضيوف في بيوت أبناءهم وهذه هي سنة الله في خلقه .ولكي تستمر عجلة الحياة ويستمر التكوين الأسري ومن باب العطف والاحترام وكما يقولون في أمثالنا الشعبية:-
(( ما اعز من الولد الا ولد الولد ))..
تستمر عجلة الحياة وتسير السنين وكأنها لحظات تبقى ذكرياتها اطول وقتاً منها..
حفظ الله الأجداد والابناء والأحفاد ..
ودمتم سالمين

أحدث المقالات

أحدث المقالات