22 ديسمبر، 2024 5:14 ص

معَ : الرئيس جو بايدن

معَ : الرئيس جو بايدن

سبق ولوحظت بعض علائم ومؤشراتٍ من الإبهام ” على صعيد السياسة الخارجية ” للسيد جو بايدن منذ كان نائباً للرئيس السابق باراك اوباما للفترة من 2009 – 2017 , وخصوصاً حول نظرته للأوضاع السياسية في الشرق الأوسط , والى العراق بخصوصيةٍ اكثر , ولسنا هنا بصدد اعادة ما ذكره بايدن سابقاً او في تلك الحقبة حول تقسيم العراق الى ثلاثة دول .

ولعلّ الفرصة الحالية قد اتاحت لبايدن لترجمة رؤاه على صعيد المنطقة بشكلٍ اوسع من ذلك الأبهام الذي اتّسم به , بالرغم من أنّ الأمر ما برح في نقطة البداية او لم يمضِ شهران على ولايته الجديدة .

هنالك تركيزٌ ما على المملكة العربية السعودية ممّا قد يجسّد بعض الغموض في سياسة الرئيس الأمريكي , فمنذ ايامه الأولى في البيت الأبيض اعلن بايدن انه قام بتجميد صفقتي اسلحة الى السعودية , ثم بادر بعدها الى رفع أسم الحوثيين من قائمة الإرهاب , وبدأ ما يكاد يسمى بحملة دبلوماسية لإيقاف الحوثيين عن الأستمرار في الحرب في اليمن والسعودية .! وهو يدرك أنّ هذه الحرب محالٌ ايقافها بأرسال مبعوثين او اطلاق تصريحاتٍ مشددة لضرورة وقف هذه الحرب , ولا نقول ولا ندّعي بأنها من متطلبات اللعبة ! , وأنّ حركة او تحريك الحوثيين لا يتم إلاّ بقرارٍ ايرانيٍ صعبٍ وباهظ .. وتعزيزاً لما يضمره الرئيس الأمريكي فقد اعلن مؤخراً بأنّ ادارته سوف توقف تصدير الأسلحة الهجومية الى السعودية , وتكتفي وتقتصر على تصدير الأسلحة الدفاعية .! < رغم تأكيداته على التزام واشنطن في حفظ الأمن الدفاعي للملكة > وأقلّ ما يعنيه ذلك عسكرياً هو ادامة قصف الحوثيين للسعودية بالصواريخ والمسيّرات المحمّلة بالقنابل , وما على العسكر السعوديين سوى التصدي لهذه الهجمات المسلحة بأسلحة الدفاع الأمريكية سواءً بصواريخ ارض – جو وغيرها من الوسائل الدفاعية , وهو يعني ايضاً حرمان طائرات F 16 , F 15 السعودية من صواريخها وقذائفها ومعداتها الفنية الأخرى لضرب معاقل الحوثيين , وعدا متطلبات المدفعية وذخيرتها وما يتبع ذلك .! علماً أنّ استغلال مقتل خاشقجي هو احدى السبل لولوج المشكلة والتحكّم بمقدراتها , فماذا يرنو السيد بايدن من وراء ذلك على كلا المديين المتوسط والبعيد .؟

ثمّ , الى ذلك وبأبعد منه , يهدف الرئيس الأمريكي الى ازاحة وليّ العهد السعودي من موقعه , وسيّما لو فرضت الأقدار لتولّيه عرش المملكة في وقتٍ قريبٍ ما ومفترض , وقد اعلن بايدن انه لن يتحادث مع الأمير السعودي واجرى مكالمةً هاتفية مع العاهل الملك سلمان بشكلٍ مباشر , ومن المفارقات المدروسة أنّ وزير الدفاع الأمريكي الجنرال ” اويد اوستن ” قام بأتصالٍ هاتفي مع وليّ العهد محمد بن سلمان بعدَ نحو اسبوعٍ من مكالمة الرئيس الأمريكي مع الملك .!

سياسة الأدارة الأمريكية لم تتضح معالمها غير المرئية تجاه المنطقة العربية بعد وبشكلٍ كافٍ او مبكّر , وهنالك ايماءات وايحاءات تتطلّب استقراءاً بطيئاً لمرحلة المفاوضات وربما المساومة مع طهران , وخصوصاً بعد انتخابات رئاسة الجمهورية في ايران , وقد تضاف لها انتخابات الرئاسة في سوريا كذلك , وكلاهما ستجري في نحو منتصف هذا العام .! و

تبقى مسألة التطمينات الأمريكية لأسرائيل حول الملف النووي الأيراني بحاجةٍ الى وقتٍ اطول , وكأنّ الوضع العربي مرتهن لذلك .!