تعيش الأمة الإسلامية حالة من الانقسام ،والتفكك ،والانهيار، والتشرذم لم تشهده طيلة فترات سابقة ،ولعلها أخطر المراحل خصوصاً وصول المرحلة إلى القتل ،والتفجير ، والانتحار ، وقطع الرؤوس كلها هذا يجري تحت مسمى وطائلة الإسلام ،والانتساب إلى هذه الطائفة أو تلك بعيداً عن النهج العلمي الأخلاقي الذي شهدته الحالة الإسلامية في زمن الرسول ( صلى الله عليه وآله) أو في زمن الخلافة ، فلم يكن هناك مبدأ التكفير والتفسيق والصراع الدموي كما يجري اليوم بإسم الانتساب إلى المهدي أو الانتساب إلى أم المؤمنين والدفاع عن الخلفاء ولا أعلم هذه الأفعال القبيحة والفاسدة ، والمنحرفة التي يصنعها المسلمون هل يقبل بها المهدي (عليه السلام) أو هل يقبل بها الخلفاء وأم المؤمنين ومنهجهم هو منهج الأخلاق ،والإنسانية،والأدب ،والفضيلة ،وقد أشار المرجع الصرخي الحسني إلى هذه الخصوصية في بحثه الموسوم (الدولة.. المارقة …في عصر الظهور …منذ عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ) قائلاً((يفسدون باسم النبي والصحابة وأمهات المؤمنين والمهديالمهدي قدوة حسنة، المهدي إنسانية، المهدي عدالة، المهدي رسالة، المهدي جنة، المهدي رحمة، المهدي عطاء، المهدي تقوى وإيثار وأخلاق، أمّا أرفع اسم المهدي وعنوان المهدي وأرتكب المحرمات والفساد وأفسد في الأرض، لا يفرق عن الذي يحمل اسم النبي واسم الخليفة الأول أو اسم الخليفة الثاني أو اسم الصحابة أو اسم أمهات المؤمنين ، فهذا يشوه صورة الإسلام وصورة الصحابة وأمهات المؤمنين والرسالة الإسلامية وذاك أيضًا يشوه صورة الإسلام وأهل البيت والرسالة الإسلامية، لا يوجد فرق بينهم ، هذا معول يهدم وهذا معول يهدم، هذا يخدم الشيطان وأولياء الشيطان والطاغوت وأولياء الطاغوت وذاك أيضًا يخدم الشيطان وأولياء الشيطان والطاغوت وأولياء الطاغوت))فما يفرح ويسر اليهود والكيان الصهيوني وهم يشاهدون هذا الصراع الدموي المخيف المخزي الذي يجري بأرض المسلمين ،وبدل أن تتوجه بنادق وصواريخ وطائرات المسلمين إلى قلب إسرائيل وأميركا ،ها هم اليوم يتنافسون ويقتلون بعضهم البعض بحجة التكفير والخروج عن الدين وساعدهم على ذلك الفرق المنحرفة الشاذة المارقة ،والمليشيات الاجرامية العميلة التي تعمل تحت غطاء الولي الفارسي الذي صنع ويصنع ما تمليه رغباته المنحرفة التي صنعت من أرض العراق والشام مأوى لتنفيذ الأجندات الخارجية .