19 ديسمبر، 2024 3:24 ص

معلومة استخباراتية لِمن يعنيه الأمر

معلومة استخباراتية لِمن يعنيه الأمر

احياء مدينة الموصل القديمة (باب البيض،باب لَكَشْ، شارع الفاروق ، دكَّة بَرَكه ، المكَّاوي، حضيرة السادة ، المشاهدة،النبي جرجيس ، الميدان ، السَّرجخانة) هذه المناطق التي تشهد هذه الايام عمليات عسكرية لتحريرها لتطوى على الاقل من الناحية العسكرية صفحة داعش من بعدها.
معلوم لدى العارفين بالمجتمع الموصلي ان هذه الاحياء السكنية لايقطنها سوى الموصليين القدماء (الاقحاح) من ابناء المدينة ومنذ عشرات السنين،وهؤلاء يحتفظون بلهجة مدينة الموصل المميزة ، صافية ونقية من اي مفردة قروية دوناً عن بقية سكان بقية مناطق المدينة والمحافظة .
على سبيل المثال،هم يقلبون اثناء حديثهم حرف ( الرّاء الى غ) كما في كلمة (رَاحْ) حيث يلفظونها (غَاَحْ) وكلمة (قَمَر) يلفظونها (قَمَغْ) ، وكلمة (أقرَب) يلفظونها (اقْغَبْ) ، ايضا يقلبون حرف (ك) الى (ق) مثلا كلمة (سُوُك) تلفظ (سُوُقْ) وكلمة ( كال) تلفظ (قَال) كما تلفظ باللغة العربية الفصحى .
ولهذا ما انْ تجدوا بين صفوف النازحين الخارجين من هذه المناطق شخصا يتحدث امام عدسات الكامرات بلهجة غير هذه اللهجة التي لايتقن الغرباء لفظها،فاعلموا انه شخص مُشتبه به هذا إنْ لمْ يكن عنصرا داعشيا جاء من الاطراف البعيدة عن مركز المدينة ليقاتل في هذه الاحياء السكنية مع الدواعش ويحاول الآن الهروب بجلده وجرائمه مُتسللاً بين النازحين .
فإلى ذلك نسترعي انتباه الجهات الأمنية الحكومية العراقية التي تحقق مع النازحين بأن تأخذ الحيطة والحذر وهي ترصد خروجهم من هذه المناطق التي تجمع فيها آخر ماتبقى من الارهابين الدواعش(معظمهم من الاجانب وابناء القرى والارياف مع عدد قليل من ابناء المدينة ) وهم يخوضون اخر معاركهم قبل ان يلفظوا انفاسهم الاخيرة ،هذا إنْ لم يفلحوا في الهروب مع النازحين.
ولهذا يُفضل أنْ يتم الاستعانة بشخص موصلي(قح)حتى يرافق الاجهزة الامنية العراقية اثناء تحقيقها مع النازحين لفرز سكان هذه الاحياء (الاصليين) عن الآخرين الغرباء الذين وفدوا اليها من الاقضية والنواحي التابعة لمحافظة نينوى اثناء معركة تحريرها،وكثير من هؤلاء(الدواعش)كان قد هرَب من مناطق سكناه في القرى والارياف بعد ان تحررت من قبل الجيش العراقي،خاصة بعد أن توعَّد اهلها بالقصاص من كل الذين كانوا في صفوف تنظيم الخلافة وهذا مااقدم عليه ابناء قضاء البعاج والشرقاط،لانهم ذاقوا مر العذاب تحت سلطة داعش وبسببهم،ولذلك امست بيوت الموصليين داخل الاحياء السكنية غير المحررة والتي تقع في مركز المدينة ملاذا للدواعش الهاربين من القرى بعد ان غادرها سكانها الاصليين الى المناطق المحررة في الجانب الايسر من المدينة .
اسوق هذا الكلام لانني انتبهت خلال هذه الايام وانا اتابع التقارير والاخبار التي تنقل عمليات انقاذ واخلاء النازحين الى ان هناك اشخاصا بين النازحين من الاحياء القديمة لايعرفون اسم المنطقة التي كانوا يقيمون فيها قبل ان يحررهم الجيش،وقد اتضح ذلك عندما كان يسألهم مراسل قناة الموصلية سؤاله التقليدي(من اي منطقة جئتم ؟ ) فكان التلعثم والارتباك واضحا على هؤلاء الى ان ياتيهم الانقاذ من شخص عابر ليقول انهم جاءوا من الحي الفلاني .

أحدث المقالات

أحدث المقالات