21 ديسمبر، 2024 1:46 م

1 – افقٌ آخرُ                                                   

دعْها / تسترخِ ِفي حُضني/ دعْها / تترجلْ عن برجها /  تبغ ِ شأناً آخر/ تبلغْ شأواً أعلى / فأنا / جسدٌ أمحلني عُريي / وسوّاني / طيفاً يهمي / في براري التيه / دعْها ترحلْ / فالمدياتُ / تعبقُ بخلائق اخرَى / دعْها تتنسمْ /
ذاكرةَ أفق أبعد / تستفْ / رحيق دروب الطيش / فمملكتي مُنغلقة ٌ/ على فُسح عمياء / يَنفقُ فيها الأملُ / دعْها
/ تخبّ في متع الجنون / مع الجِنة / تخُضْ / مجاهلَ عدمية / فأنا / فردٌ بلا موهبة / لا اُخرجُ من ردني/ يماماً  / ولا ارانبَ / وفواكهَ / وأواني الشاي / جرمٌ / محصورٌ طيَّ عُزلته / وحدتي تلدي وخزيني / دعْها / تدبجْ سطورَ فرحٍ / تحسُ قهوة الصبح / تزدردْ حبات ِ زيتون / جبناً / وارغفة خبز / دعْها / تُمجّدُ حسناتي / ولا تتركني / طيّ نصال الذاكرة / أتمزق إرَباً / دعْها معي / ارِها دمعي / ولو عن بُعد /

2 – صقعٌ آخرُ

كنا طيّ المجهول / خللَ تجوال عشوائي / لا شأنَ لنا بأحدٍ / هم أطيافٌ عاتمة / في سُدم الرؤية / وكلانا / يقهرُ دابرَ الوقت / في الثرثرة / كانت مخيّلتُه / تجولُ به بعيداً / وأنا قريبٌ منه / يُلامسُ / معطفَه معطفي / وضحكتَه ضحكتي/ يا للزمن؛؛ / اين كنتَ / قبل أن تجمعَنا الغربة ُ / دعْنا / ننسَ عماك يا صادق / فأنت تراني بالقلب / 
وأراك بمحبتي/ دعْنا نهمْ /  في سوح الشطط / نرمِ / زلالَ صحبتنا /على الخلق / في هذا الافق / يا صادقُ / لمَ تتمادى في الحمق ؟ / فهذي الدنيا / لا تعرفُ / معنى الصدق / دعْنا نتوارَ / خلف شقاوتنا / ونعدْ طفلين / نبتديءْ
أولَ نهار عمرينا / دعْنا / نحتطبْ / في ظلمة اللاجدوى / نُفِقْ في أرجاء اخرى / غير هذا المخبأ الخطر / …

3 – زمن ٌ آخرُ

كتبٌ كتبٌ / حتى فوضى الحلم / لا يخلو من الكتب / كتبٌ لم أقرأها / ما استطعتُ شراءها / بل / تأتيني طواعية ً / لكنْ / زمنُ الحلم رمشة ُ عين / مَنْ يقرأ في رمشة عين كتاباً ؟ / حتى العنوانُ  / يضلُّ طريقَه في الذاكرة / كتبٌ راقدة ٌ / على الأرفف والطاولات / يا لحماقتي ؛؛ / كيف يُمكنُ / شراءُ كتابٍ في مملكة الحلم / أحمله الى مملكة العلم ؟ / دعني ، اذن ، أتمرأ َ الأغلفة والعناوين / أحملها بيدي اعدْها  الى مرقدها / فأنا عابرٌ مُستثنى /  لا شأنَ لي بشراء أو بيع / خالي الوفاض جئتُ / وعدتُ / لا أحملُ من السفرالّا النظر / غيرَ ما تبَقّى لديّ من الصور / يا صادق / ما أسعدَ عَماك / فأنتَ لا تقرأ ولا تكتبُ / بل تتذكّرُ / تُعيدُ ما تسمعُه /  وما تلمسُه / خذْ جرعة نبيذ /    تُنسِكَ سياط الغمّ / كنْ حذراً / فمُقلُ الخلق تتقرّى ما يُغلقُ على البصر / يا صديقي / كلانا وحيدٌ هنا /  فحوالينا عيونٌ تترصّدُنا / ترسُمنا على الشاشات / توسّعُ هذا الشطط الطفلي / حدّثني همساً / لسنا وحدَنا في هذا الكون /  
فأرى رؤوساً تُلفقُ تقاريرَ عنّا / وأكاذيب / وتعرفُ أني وأنّك لا نؤذي أحداً / دعْنا نستغرقْ في الحلم / نهربْ من الرقباء / من غيظ الأقلام الملعونة / دعْ وداعتنا تعُدْ الينا / دعْها تأخذْنا الى زمن آخر / ….

4 – عنوانٌ آخرُ

نهرٌفائضٌ / وقواربُ تشقُّ تيار الماء / غرينٌ على الطريق / ممرّاتٌ مائيّة / نعبرُها / أو نقفزُ فوقها / لا الماءُ يعرفنا / ولا الطريق ُ / غريبة ٌ خُطانا / فوق درب غريب /  شقّة ٌ كانت لنا / ثلاثة ٌ نُقيمُ فيها /  أنا بمعزل عنهما / هو له حبيبتُه / تُحدّثه في الهاتف المحمول / والآخرُ عبثيٌّ ماكر / لا أدري كيف جمعتنا المُصادفة ُ / لكنّي سأتركُ هذا الوجارَ / يحملني النهرُ الى افق آخرَ / افق لا يُنكر فيه صديقاً صديقُه / ليست فيه مطارقُ / وسنادينُ / افق خُصّصَ للحبّ الخالص /

5 – ترياقُ

المكانُ / ذاك المكان / ليس إياه في كلّ آن ٍ / المكانُ الذي بالأمس كان / هرمت ملامحُه / وغيرُه قام وبان /آناً تجفُّ أطرافُه / وتضمحلُ / وآناً يزهو /  يبينُ فيه زهرٌ وريحان / شجرٌ تزحمُ بأعشاش عصافيرها / تغتسلُ بالضوء والمطر / … مكانٌ يعودُ متنكراً / ناكراً ما مضى / كان برفقتنا في امسنا / ما زوّدنا بالمآرب ولا بالمعارف / كنتُ مضغة ً بين أضراسه / لا تلامسني بصيصُ هداية / ولا وميضُ عقل / اعرفُ : / أنْ ليس للسيئة أمٌّ أو أبٌ / وكلُّ غسق / سليلُ الشطط / ليس له طرفان / بدءٌ ونهاية / ومستقرُه خارج دائرة السقوط /
………………….
في مبتدأ الحوار هوتِ الجيرةُ / مثلَ الصخرة كان روعي / وسَط العاصفة / حيران / احتقنُ باليباس / لكنْ / حريراً كان الطريقُ اليك / الى ماضيك العبق بنغم الحكايا /
غسقٌ يتسربلُ بالخطيئة / وبالذبول / … وقتٌ يصرخُ / صراخٌ يحزّ الوقت / هنا الكتابُ سلمُ الجدل والجذب والحيل / والمُختلفون هم الحطبُ / لمرجل الثقافة /

6 – حكايةُ النمش

فوضى الكلام / احتضارُ حرف / ماءٌ منافقٌ يدّعي الوجع / أهلٌ آهلون على عتبة الموجدة / منشغلون بالترهات / والتجارب المقيتة / الصنمُ يصدحُ ويُقاتلُ / والجدول يُشاكسُ حصواته / يحملُ طمياً وفضلات / الصدمةُ آيبة ٌ من  مهمهِ مُهمتها / تُفهمنا أنّ ثوبَ البلاغة رثٌّ خلِقٌ / الهدفُ يستقبلُ السهام الطائشة / واليدان عبثيتان ترميان بعشوائية / واللغة ُ تخونُ مضامينها /  لا للفضول يسفّ عن خوض احلامه / لا ، لكلّ ما تصلُ اليه يدُ القناعة / اعرفُ أنّ قدمَيّ تتمشيان في الدرب اللولبي / وراء عكاز او عربة / والعرباتُ تعرّسُ وتسيحُ /أنا لا خدينَ لي من عشيرة النكوص / لكنّي ، طلحُ الرطب والحلاوة والشهية / اروّضُ خطيئاتي على الصواب / الجُ جماحَ غلوائي / في الحقل قحلٌ حدّ اليباس / غبشٌ يتخاذلُ / نهارٌ يخلعُ معطفه وينامُ /  المنازلُ تُحصي سني جدرانها وسقوفها / قفْ قُبالتي وسلني عن النمش يتمشّى في الدم والشرايين / للدمعة وطنٌ على حاشية الرمش أو تحته/ هو المنزلُ نفسه يهمسُ الينا /  أنْ نُقيمَ للوقت وليمة ً / لكنّي لا اشتهي المشاركة / هاتِ كأسَ نبيذي اتلذذْ بطعم شقائي / الا ُلى هجروني صعقوني /  اطلقوا عليّ وغر الأتاوات / لعينيك أيّها الليلُ البليلُ بالحلم شغفي / وضلعي يتسعّرُ في لظى الجحيم / جمراتُ الحماقة تُزغردُ لسطوعي / المُنكفيء على الرماد / أيّها العابرون من شاطيء اليأس الى فضاء الأمل /  دعوا متاعكم يحترقْ / وخذوا الحكمة من بوّابات كلماتي /
أعِنّي يازمنُ على غشيان تطلعاتي / الليلُ القمري  / ينزفُ احلامه القزحية على الظامئين / الليلُ سؤالٌ أزليّ / وهو الجوابُ أيضاً / ……