22 ديسمبر، 2024 11:45 م

اتذكر يوما خلال تواجدي في مطار بغداد الدولي عام 2005 لعمل ما، حدث هناك انفجار قوي على الطريق السريع المؤدي الى ساحة وقوف وانتظار السيارات، واثناء ذلك رأيت جميع الجنود والضباط الامريكان في أهبةالاستعداد رغم ان مسافة الانفجار بعيدة جدا، ولكن هم كانوا يتوقعون ان يكون هذا الحادث رسالة لهم ويجب عليهم ان يكونوا في حال اليقظة، حدث هناك غلق للمنافذ وابواب الدخول والخروج وأجبروا جميع المتواجدين في الباحة الخارجية بعدم المغادرة او الخروج ومن ضمنهم انا ومن كان معي وكنت حينها على وشك المغادرة من ساحة وقوف السيارات، انتابني الفضول حينها ان اسأل الضابط المسؤول على أمن المطار والذي عرفته من قيافته ومن تعامل الجنود معه.. تقربت منه سائلا (لماذا تحدث هذه الهجمات والانفجارات) هل أنتم المقصودون ام الشعب ام المسؤولون الان، او ممن هم في مواقع القرار والحكم..!!
اندهش الضابط الامريكي لسؤالي وكأنه يقول داخل نفسه الجميع يسألني عن الانفجار الذي حصل والشخص الذي امامي يسأل عن فعل الأنفجار وأعراضه وأبعاده، هنا أجابني بإبتسامة خفيفة وقال لي لااعلم عن ماذا تتحدث .. انتظر قليلا وسيتم إخلاء سبيلكم وتخرجون بأمان بعد ان يتم حماية الشارع الخارجي.. هنا تكلمت مع احد الاشخاص الواقفين بجانبي وقلت له (هؤلاء الامريكان نظاميون الى حد انهم يخرسون ولايتكلمون اثناء الواجب)!! فما كان من الشخص هذا الذي تبين انه أحد المقاولين او صاحبي رؤوس الأموال العاملين مع الجيش الأمريكي (المحتل) ، ان يرد علي بالقول ان هؤلاء الذين تشاهدهم ضحكوا علينا وعلى الشعب ، قلت له كيف هذا.. قال شيئااثارني وقتها .. نحن في بلدنا واصبحنا غرباء وهم الاسياد، وقد طأطأنا الرؤوس وسنكون عبيدا لهم..!!
ولعل ما يحدث الان من تصفية حسابات بعض الشخوص التي كانت يوما ما داعمة للعملية السياسية وحاليا تحت قفص الاتهام ومن الممكن ان يزجوا في إحدى الزنزانات العراقية (الصلبة)..!!
وبعد دقائق معدودة تم فتح المنافذ وخرجنا وكأننا كنا في سجن رغم ان الوقت كان بسيطا جدا، ولكن الخوف والمصير المحتوم اثار حفيظتنا . وقتها عرفت ان العراق أمام مصير غامض ومشاكل ومعوقات قادمة ستعصف بجميع فئات الشعب. والدليل ان اميركا قادمة بمسرحية مفتعلة المراد منها اشغال الجميع بتلك الحرب العفنة التي حدثت وخلفت وستخلف العديد من البلاء والمصائب. والذي سيقع فيها أكيد المغلوب على امره وهو الفرد العراقي، الذي اراد ان يفرح بعد زوال حكم الدكتاتورية في العراق ولكن قدمت اليه المآسي والنكبات من كل جانب، والجاني والمجني عليه هم عراقيين يتحركون بالاجندة الخارجية والهدف هو خراب البلد والقضاء عليه. طيلة تلك الفترة السابقة المليئة بالاوجاع والذكريات الحزينة ولازلنا ندفع ضريبة اختيار الحاكم الفاسد والسكوت عليه.
فتح الخضراء ورفع الصبات وازالة السيطرات والنزول إلى الشارع (بدون ربطة عنق) .. هذه ليست انجازا ياحكومة ويابرلمان.. الانجاز هو بناء البلد وجعله كسائر البلدان المجاورة التي تطورت واصبح الفرق بيننا شاسع.. اية دولة هذه ولغاية الآن لايوجد استمرار في الطاقة الكهربائية واية دولة والعاطلون عن العمل أكتضت بهم الشوراع واية دولة هذه ومثقفوهاوعلماؤهانصفهم في محل النسيان والنصف الآخر في الغربة.. واية دولة والذي يحصل على شهادة يتظاهر ويفترش الارض يريد ان يحصل على تعيين .. واية دولة وايتامها واراملها في المنفى.. واية دولة هذه.. الشريف والأمين اصبح مكروها وليس له مكان في بلده.. والمجرم والمنافق والفاسد هو من يحكم.. واية دولة والشوارع والطرقات تملؤهاالتخسفات والتعرجات.. لاجسور بنيت ولاشوراع فتحت ولا بنايات عمرت ولازراعة ولاصناعة ولاسياحة.. من يحكم الان مهمته فقط ان يضحك على الشعب والجميع ينادي بالاصلاح ويحارب الفساد.. (اصحاب العمارات والمولات والقصور وجماعة الارصدة في البنوك) ، ياحفاة بلانا الله بكم وبالوجوه القذرة، خيرهم الان من يدعي الدين والتدين عليه ملفات فساد وتهم .. لو اراد ان يتوب ويبني البلد اخزوه وعيروه وايضا يطردوه..
لعل الشعب اصبح يعي ان السلطة ليست بيد جهة واحدة او فرد محدد.. فالرئيس في اي سلطة ، وظيفته تطبيق ما يملي عليه الأحزاب او مجموعة من السياسيين المتنفذين الذين اجتمعوا سوياعلى تقسيم العراق واغتنام ثروته والاستيلاء على ممتلكاته ، فتلك القرارات والقوانين التي نشاهدها او نسمع بها.. هي فقط لتصديع ادمغتنا وجعلنا في دوامة عيش حلزونية ليس لها بداية ولا نهاية.
الدعاء الوحيد لكم ياشعب ياصابر التوجه لله وحده ان يزيل هولاء كما ازال النظام السابق الذي بدأ الجميع يترحم عليه.. ولو الرحمة وصلة الأرحام اصبحت عملة نادرة في زمننا هذا.. وللحديث تتمه ولكن..!!