23 ديسمبر، 2024 12:10 ص

معطيات العبادة تبلور شخصية القائد/ القسم الثاني

معطيات العبادة تبلور شخصية القائد/ القسم الثاني

أن الشريعة الإسلامية تتكون من أنظمة متعددة قد تختلف طريقة تقسيمها باختلاف الاعتبارات، فمثلاً تقسّم الشريعة من حيث مدخلية نية القربة شرطاً أساسياً لصحة العمل إلى :
أ ) نظام العبادات
ب ) نظام المعاملات
ونفس المعاملات تنقسم من حيث المجالات إلى أنظمة اقتصادية واجتماعية ومالية …….الخ
وهذه التقسيمات لا تعني أن كل نظام منفصل ومستقل عن الآخر ولا تعني عدم وجود التفاعل بين هذه الأنظم .
أن نظام العبادات يكتسب الأهمية في الشريعة الإسلامية وحيث أن الشريعة هي متفرعة عن العقيدة الإسلامية و لذلك تسمى العقيدة (بأصول الدين )

والشريعة تسمى ( بفروع الدين )….

وقد صرّح القرآن مراراً متعددة بهذا العنوان الإيمان والعمل الصالح، الإيمان بالله والنبيين والكتاب والملائكة والعمل الصالح .
فالعقيدة أو أصول الدين هي موضوع الإيمان والاعتقاد…
والشريعة وحتى فروع الدين الأخرى هي موضوع للعمل والتطبيق .
نظام العبادات هو من الأنظمة المهمة في الشريعة وهو يتركب من مكونين مهمين :
الأول : النية المخلصة وهي نية القربة لله أو الامتثال لله سبحانه وهذا المكون ضروري وأساسي والإخلال به يبطل العمل العبادي فمثلاً النية غير مخلصة المشوبة بقصد الرياء تبطل العمل العبادي وإذا كانت النية أو نية القربة يدخل فيها قصد العجب فهو مبطل للثواب فلابد من إيجاد النية المخلصة .
الثاني : العمل وهو مجموعة الأفعال والأقوال والسلوكيات التي يتألف منها العمل العبادي فلابد أن يكون موافقاً لأوامر الله سبحانه وتعالى كالصلاة والصوم والزكاة والجهاد …… الخ، فكلها عبادات تتألف من الأفعال والأقوال التي تسمى بالأجزاء على حد تعبير الفقهاء….

و قد يكون الإخلال ببعض الشرائط والأجزاء مبطلاً للعمل العبادي حتى إذا كانت النية المخلصة متحققة كما في الصلاة فإذا تعمد الفرد في عدم إتيان تكبيرة الإحرام بطلت الصلاة وكذلك زيادة تكبيرة الإحرام أو نقيصتها سهواً أو عمداً فهو مبطل للصلاة وكذلك الحكم بالنسبة لأركان الصلاة الأخرى، ولو أتى الفرد بالعمل العبادي من صلاة أو صوم طبقاً للشروط والأجزاء ولكنه أخل في النية أو عمل هذا العمل بدون نية أو بنية الرياء كان العمل العبادي باطل وغير مجزئ وأن كان طبقاً للشروط والأجزاء التي تتعلق بالعمل .
فالعمل العبادي لا يكون صحيحاً إلا بوجود المكونين النية والعمل….

ونلاحظ أن النية في نظام العبادات هي الفرق الواضح بين نظام العبادات والأنظمة الأخرى في الشريعة
و من هنا تكتسب العبادة أهمية بسبب هذا الفرق الذي لا يمكن التسامح فيه بل أن العمل العبادي متقوّم بالنية ، فنظام العبادات يستحق منا التفكر والتدبر فيه من أجل الالتفات إلى رسالته وهدفه وروحه ومعناه.

وللحديث بقية اذا بقيت الحياة ويليه القسم الثالث…