23 ديسمبر، 2024 5:28 ص

معضلة التغيير والأمل السجين

معضلة التغيير والأمل السجين

على هامش اجتماع الإطار “الترقيعي” يوم أمس.
*معضلة التغيير والأمل السجين* .
في حالة من الهلع
التي وصل إليها العراق بين لغط قانون الاحوال الشخصيه وانباء نكبات سرقات القرن المتواتره وتهافت رئيس هيئة النزاهة المشهود والذي يعول عليه في التصدي للفاسدين باعتباره العصا الغليضة في وجوههم يخرج علينا ما يسمى (الإطار الترقيعي) بعد اجتماعه يوم امس لبحث هذا الوضع المتفاقم بقرار أقل ما يوصف به بانه “اوهن من بيت العنكبوت”.
وردنا عليهم؛ اجتمعوا يا قادة الإطار ورقعوا ما شئتم من الفتوق ان ترقعوا والتي اخذت تتكاثر فضائحها ببركات وجودكم يوما بعد يوم وبطريقتكم التي ترونها ولكنها ستبقى حلول واهيه لا ترقى لتغطية الفتوق الكبرى وقد اثبتم عجزكم الواضح يوما بعد يوم وكأني بحال صبر الشعب يشير إليكم بقوله تعالى (انما نملي لهم ليزدادوا اثما).
فمما يمكن قراءته خلف سطور موقفكم هذا مايلي من احتمالات:
١- اما انكم تعلمون علم اليقين كيف حصلت هذه السرقات من الفها حتى يائها “وهذا هو المحروز” والذي لايمكنكم المفر منه فلو قلتم انكم لاتعلمون فأنتم تعترفون بعجزكم وعدم كفائتكم لإدارة البلد وهو امر واقعي ( ان كنت لاتدري فتلك مصيبة ) وان قلتم بأنكم تعلمون ولكن لاحول ولا قوة لكم ، نقول (وان كنت تدري فالمصيبة اعظم).
٢- لم تستطيعوا الاتيان ولو على سبيل الاقتراح باي حلول يمكنها اقناع ولو جزء من الشارع العراقي او ان يلتمس فيها المراقب السياسي ولو بصيصا من النور في نهاية نفقكم المظلم ولن تستطيعون لأنكم فاسدون فاشلون .
٣- عجزكم هذا وفشلكم يقودنا مجبرين كوننا لانريد قذف الآخرين بسوء نية والعياذ بالله بأن ما يمكن قراءته بين سطور قراركم هذا انكم ماضون في نفس النهج ولكن ستحاولون مستقبلا عدم الوقوع في هكذا مطبات لكي لاتنكشف هذه المصائب للشعب العراقي كما انكشفت عبر المدعو جوحي وكذلك عبر زهير وستحاولون حبك اللعبه بحنكتكم المثلومه وسيوفكم المشحوذه واقلامكم المأجوره الداعمه لمنهجكم الذي خبرناه في انتفاضة تشرين وكأن خلاصة اجتماعكم هذا يقول (سوف نعمل مستقبلا على ان لا يكشف سوءاتنا احد).
٤- من الواضح انه لا فائدة من اتباع الأسلوب الديمقراطي بعد تمكنكم من شرائح واسعه من الشعب العراقي للحد الذي يمكن لكم استمرار وجودكم عبر اقوى برنامج انتخابي على وجه الأرض باستخدام وسائلكم المتعدده المعروفه بالترغيب تارة وبالترهيب تارة اخرى وقد خبرتم خلال العقدين الماضيين من الزمن من أين تؤكل الكتف وتمكنتم من مفاتيح السيطره على هذا الشعب وتخطيكم حتى قوة تاثير مرجعية السيد السيستاني وكيفية ضمان ما يسمى (مجلس النواب) حتى اننا شهدنا تجربة اخرى خرقان غاية في تطبيق مذهب الغاية تبرر الوسيله للسيطره على الحكم والعظ باسنانكم على تلابيب السلطه فاقصيتم من له الاغلبيه في هذا البرلمان الأعرج لمجرد انهم طالبوا بالتخلص من أقذر نجاسة داهمت الوسط السياسي العراقي وهي ( المحاصصه العفنه ) وأصبح “الثلث المعطل” هو الثلث المسيطر.
بقي على المراقب الواعي المخلص ان يتسائل، كيف السبيل للخلاص من هذا الطوق الحديدي الذي التف على رقاب شعب جريح مسكين لاحول له ولا قوة بعد أن كان بالأمس القريب يتوسم الخلاص على يد هذه الثلة لتنجيهم من طاغوت بعثي عبثي اذاقهم الذلة والهوان؟!!!.
فالديمقراطية لم تأت اؤكلها، والتظاهرات تقمع، ومقولة المجرب لا يجرب لم تعد تنفع، وقد أصبحنا واقعا في “حيص بيص” ومحنة لا يعلمها إلا الله والراسخون في العلم. ولكن :
– هل تحقق الإصلاح يوما دون ثمن ؟.
– هل اكتسبت الشعوب حرياتها دون دفع الثمن ؟.
– هل استطاع شعب التخلص من خونته دون ثمن ؟.
– هل استطاع بلد نيل سيادته المسلوبة دون ثمن ؟.
– هل وهل وهل….وكم من هل على هذه الشاكله التي اثبت الدهر انها لا تتحقق دون ثمن شئنا ام أبينا، فمن ابى فاليقعد ومن نوى فاليقدم .
وطرق الخلاص المحتمله على ما أرى واضحة لذي عينين ومنها او ربما كلها ؛
– تدخل المرجعيه الحاسم بفتوى وليس كما هو حاصل وهو اقوى احتمال واقصرها ولكن هذا بعيد.
– تدخل خارجي اما ايراني او امريكي على طريقة تدخله السابقه. وكلاهما طريقان لا يؤديان لخدمة المصلحه العامه وهو امر مفهوم لكل من إلقى السمع وهو شهيد ولا مجال للاسهاب فيهما هنا.
– العسكر، فانقلاب عسكري محسوب القدرات والخطوات من شأنه اخلاق واقع جديد ولكن لايمكن التنبوء بما وراءه ونتائجه من جهه وربما عدم إمكانية نجاحه لقوة المكونات المسلحه في العراق والتي لا يمكن أن تتخلى عن ما حققته من مكاسب فئويه كدول داخل الدوله من جهة اخرى وقد اعدت هذه القوى المسلحه سلفا لهذا الاحتمال بشكل حريص واعي.
– القضاء، فلو كنا نملك قضاء قوي نزيه يمتلك التركيبه الصحيه بهيكلية قانونيه اكاديميه صحيحه تكفل له الاستقلاليه لما حدث كل هذا الفساد واتساعه، ولكن تخطى الزمن هذا الاحتمال الان بعد (خراب البصرة) كما يقال.
– اخيرا الشعب فهو المعول عليه اخيرا ولكن، لايمكن لشعب بمواصفات الشعب العراقي المتناقظه المعروفه للقاصي والداني والذي وصف بانه ينعق مع كل ناعق من جهة ومطبل لكل من هب ودب بما يخدم منافعه الشخصيه والفئويه وحتى العشائريه من جهة اخرى ان ينهض بهذا الواجب الجبار . ولا يخفى ما للحاله التعليميه المتخلفه التي يعاني منها هذا الشعب من أثر سلبي لتحقيق هذا المطلب العظيم، فالعراق بحاجه مؤكده ولحوحه لإصلاح قضائي وتعليمي والا فكل بناء على أساسه الواهي الحالي نهايته إلى هدم. والله تعالى من وراء القصد.