18 ديسمبر، 2024 6:20 م

“معسكر الرشيد ” من أيقونة عسكرية عالمية الى خرائب و” حواسم ” واستفحال للجريمة والانحراف

“معسكر الرشيد ” من أيقونة عسكرية عالمية الى خرائب و” حواسم ” واستفحال للجريمة والانحراف

معسكر الرشيد القديم يتحول من ايقونة عسكرية عالمية ورمز مهيب لوحدات الجيش العراقي السابق بكل صنوفه , حيث تدرب خيرة رجال العراق وخدموا العلم على ارضه , وكان المعسكر يحتوي على ملعب كبير مثيل يستخدمه نادي الجيش الرياضي في تدريباته ومباريات الدوري , كما كانت على ارضه اكبر مستشفيات الشرق الاوسط العسكرية بمختلف الاطباء العسكريين ذوي الاختصاصات المختلفة , وقد تعرض هذا المستشفى الكبير هو الآخر للتدمير بعد عام 2003، وأهمل وألغي من قبل الدولة العراقية “مجلس الحكم ” آنذاك ، رغم مساحته الشاسعة التي بقيت متروكة دون أي إعمار او إنشاء مشاريع جديدة لحد الآن ، وبقيت الخطط الخاصة به قيد الورق، ومن بينها انشاء مستشفى حديث ومجمعات سكنية عصرية، لكن لم ينفذ أي منها, على اساس المبدأ السائد ” كلام الليل يمحوه النهار ” ,,يضم المعسكر بين جنباته لحد الآن القاعدة الجوية التي ما زالت تعمل ولم تتعرض للنهب او التخريب مثلما تعرضت ممتلكات المعسكر بكامل اثاثه ومحتوياته الى النهب والسلب , حتى وصل التخريب الى باطن الارض وسرقة حتى انابيب المياه والارضيات والسقوف ولم يسلم من هؤلاء السراق حتى الحجر والشجر , تحول المعسكر بعد عمليات النهب والسلب والتهديم الى خرائب وأطلال يندى لها جبين الانسانية وهو موقع مهم يعتبر “سنتر ” العاصمة بغداد لو أستغل وأستثمر لكان يضاهي دبي وابو ظبي , فضلاً عن وجود منشآت تابعة لوزارتي الصناعة والدفاع, ويمكن طرحه منذ سنوات خلت للاستثمار كأمر واقع خارج نطاق تلك المنشآت الثابتة التي تكون في اطرافه ولن تؤثر على عملية الاستثمار في بقية حدوده الممتدة من بغداد الجديدة الى الزعفرانية والكرادة والجادرية , وتفصله عن مناطق عرب الجبور والبو عيثا سوى نهر دجلة , إذ يكون رابطا بين الكرخ والرصافة ويخفف الاختناقات المرورية الحاصلة في الزعفرانية وجسر ديالى ومحافظات الجنوب , عند اكمال الجسر الذي يربط الكرخ بالرصافة ويدخل مدخل الاربع شوارع في الزعفرانية الجديدة, ولكن بقينا على مبدأ الوعيد “ثوف وسوف وثوف ” حيث تحولت السين الى ثاء لكثرة تداولها .

” المعسكر” سكنته آلاف العوائل التي جاءت من اطراف بغداد والمحافظات الوسطى والجنوبية وسكنت على هذه المساحة المتروكة التي استغلت من قبل تلك ” العوائل ” لبناء منازل متجاوزة على أراضي الدولة، تعرف محليا باسم “الحواسم” وتتطلع تلك العوائل الى تعويضات مالية من الدولة رغم ان اكثر الساكنين فيها هم من الميسورين ويمتلكون سيارات حديثة خاصة وسيارات حمل كبيرة و “مكائن ثقيلة ” من الجرافات و ” التريلات ” ، كل تلك الامنيات جعل تلك العوائل الى تكوين منطقة عشوائية، ضمت في طياتها الكثير من العائلات المفككة وبعض افراد عصابات الاختصاص , حيث تؤشر الاحصائيات الرسمية بوجود نحو 2000 أُسرة متجاوزة، ويبدو من الامر من خلال تقرير لجمعيتنا “جمعية الصحفيين الاستقصائيين ” التي اشرف انا شخصياً على ادارتها , أن “الهياكل داخل معسكر الرشيد تضم أسلحة لجهات وعناصر غير معروفة، و أن “الشرطة وباقي الاجهزة الامنية لا تتدخل في فض النزاعات والمشاكل داخل الاحياء العشوائية في المعسكر رغم تقديم الشكوى احيانا لهم , لكن وللأسف الشديد يتحول معسكر الرشيد من مشاريع إسكان واعدة الى عشوائيات حاضنة للجريمة والانحراف الجنسي, اضافة الى انها تضم اشخاص مطلوبين للقضاء بجرائم جنائية، وهذه المناطق تشبه الى حد كبير التركيبة الجديدة التي خلقتها “العشوائيات” في معسكر الرشيد , الذي أصبح بؤرة للعصابات والمتسولين وموقعا آمنا لاغتصاب الاطفال، وذبح المواشي والخيول النافقة بل وحتى الحمير احياناً , أضافة الى توفير المكان الملائم لإطلاق صواريخ الكاتيوشا، إنه ” أرض معسكر الرشيد ” …أفتونا يا حكومتنا الرشيدة ويا هيئة الاستثمار يرحمكم الله ..!؟