مع الإقتراب من حسم معركة الموصل لصالح الجيش العراقي،تتصاعد حمى معركة أخرى لترتيب مستقبل المدينة،ووفقا لتقارير بالغة السرية رفعت الى القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي،رصدت المخابرات العراقية تحركات تركية،انتقلت من الغرف السرية الى العلن.
وتؤكد هذه التقارير ان تركيا جندت قوى عراقية ودفعتها للحصول على موطيء قدم في الموصل بمجرد انتهاء العمليات العسكرية وحتى قبلها،ويصنف تقرير تلك القوى بأنها تعمل تحت أغطية سياسية أوتحت مظلة منظمات مجتمع مدني لها ذراع أعلامي وأخرعسكري يرابط قريبا من الموصل ويتلقى أوامره بشكل مباشر من تركيا.
ويقول المراقبون ان تركيا تعمل على تنفيذ أجنداتها بإسلوب مخابراتي بعد ان عجزت عن تنفيذهاعسكريا وهي بذلك تنازع العراق على أرضه بشكل سافرومستفز.
ويصف ذات التقرير التحركات التركية حول الموصل بأنها تهدف الى سرقة النصر العراقي الكبير، لافتا الى أن هنالك اعلاما يشن حملة وصفها بالقذرة تتناغم مع تلك التحركات المشبوهة، ويفسرمقربون الى مصدر القرار العراقي مايحدث بانه صراع لإعادة عقارب الساعة الى الوراء وإعادة رسم خارطة الموصل وفق مايشتهي السيد العثماني،تحت ذات الذرائع الطائفية التي قادت الى احتلال الموصل وتشريد وتعذيب أهلها.
وهنا ينبري سؤال مهم: ترى كيف تواجه القيادة والجيش العراقي ماينتظرهما من معركة تفرضها الأطماع التركية السافرة،ويأتي الجواب من أعلى مستويات عراقية،كيف لمن يعطي الدم ان يتخلى عن الأرض المعفرة بدمهالتي يراد لها ان تنتزع من العراق بحيل السياسة والمكر والغدر،وما الفرق إذن بين احتلال “داعشي” واحتلال تركي وان كان بمظلة عراقية الألسن عثمانية الهوى والفكر والتبعية؟!.
من مفارقات القدر ان تركيا التي هاجمت بريطانيا لانها “أعطت الموصل للعراقيين” تنظم مؤتمرا يروج له عراقيون هدفه الحفاظ على عراقية الموصل،ترى كيف يمكن الاقتناع بمؤتمر يستبعد المضحين، اولئك الذين يواجهون أعتى تنظيم ارهابي ويخوضون اقوى معارك المدن التي لم يشهد لها العالم مثيلا عن رسم مستقبل العراق في الموصل؟!.
ان تركيا المجاورة لـ”داعش” والتي تتباهى بقوتها العسكرية لم تواجه التنظيم بإطلاقة واحدة على مدى عامين من احتلاله وجرائمه،لابل ان دورها في تسهيل هذا الاحتلال ليس خافيا على اي مطلع على حقيقة ماجرى.
وتؤكد التقارير ان القيادة العراقية تلقت تحذيرات من المخابرات العراقية من أي اجراء لسحب القطعات العسكرية بعد انجاز التحرير،وأشارت مصادر الى ان قوات من جهاز مكافحة الارهاب سترابط حول المدينة لمواجهة أية تحركات تقوم بها تركيا بواسطة قوى جندتها داخل الموصل،وان القوات المحررة لاينبغي ان تتخلى عن نصرها وتضحياتها وتتركها لدولة لا تخفي اطماعها في الموصل أن تنتزعها من حضن العراق وتجعلها مدينة عراقية الاسم تركية الهوى.