23 ديسمبر، 2024 9:37 ص

معركة غصن الزيتون في سنجار

معركة غصن الزيتون في سنجار

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، عن إنطلاق معركة غصن الزيتون في سنجار ، بعد أن إنتهت معركة غصن الزيتون في عفرين ،وتم السيطرة عليها بشكل كامل ،من قبل الجيش التركي والجيش السوري الحر بعد هزيمة وإنسحاب القوات التابعة لحزب العمال والوحدات السورية وبقية الفصائل منها ،وأضاف أردوغان أن المعارك ستتجه أيضا الى منبج وإدلب السوريتين ،ولكن الأنظار يتجه ألآن الى مدينة سنجار العراقية ،التي يتواجد فيها بكثافة حزب العمال والميليشيات الايزيدية التابعة له،والتي جعلها له قاعدة عسكرية إستراتيجية متقدمة، للإنطلاق الى داخل العمقين التركي والسوري والعراقي أيضا ،ولهذا السبب جعلها الرئيس أردوغان الهدف العسكري الثاني له بعد الإنتهاء من معركة عفرين، ولهذا ايضا اعلن ناطق بإسم حزب العمال إنسحابهم من سنجار،وكذّب الخبر قائمقام سنجار، ولكن سارعت حكومة بغداد بإرسال قوات عراقية الى سنجار لتطويق الازمة، وإفشال مهمة غصن الزيتون في سنجار،بعد بيانات ومناشدات وتهديدات من أحزاب السلطة،لرئيس الوزراء بالتدخل وعدم السماح للجيش التركي ،بعبور الحدود العراقية ،فماذا بعد نية اردوغان دخول سنجار، وإرسال بغداد قوت عسكرية ودخولها سنجار، وبين موقف حزب العمال الكردستاني الذي رد على نداء مجلس نينوى الذي طالبه بالخروج من سنجار قبل إسبوع( بأن قوات البككا لن تخرج من سنجار الى الابد) ، إذن نحن أمام مشهد خطير ومعقد جدا ،يشي بمعركة هناك، فماذا بعد سنجار ومعركتها المرتقبة، وما موقف أمريكا والدول الغربية ودول الجوار العراقي، حيث ظهرت تصريحات إقليمية ودولية تدين تدخل تركيا في الاراضي السوريةة والاراضي العراقية ، ورأى البعض ان الاستراتيجية العسكرية التركية، أبعد مما هو مكشوف الآن ، وهو الاستحواذ على مدن داخل سوريا والعراق لتوسيع رقعة ( الامبراطورية التركية واعادة مجد الدولة العثمانية ) كما زعموا في تقارير المانية وامريكية ، في إشارة الى تسابق في التوسع الايراني –التركي على حساب الاراضي العراقية والسورية والهيمنة عليها ، ومن بين المطالبات (إعادة الموصل ) و(إدلب وجميع مدن الشريط الحدودي التركي –السوري ، منبج وعفرين وكلكس والقامشلي وتل ابيض وباب الهوى وإعزاز وغيرها ، وكل هذه الاقاويل هي أحلام يقظة ،وشيطنة النظام في تركيا ، وتغويل أهدافه المعلنة وهي محاربة الارهاب (وخاصة حزب العمال الكردستاني وتنظيم داعش والنصرة)، وإبعاد خطرهم عن الاراضي التركية، وإفشال (الحلم الكردي) ،في إقامة كيان ودولة كردية ،على حدود تركيا في كل من العراق وسوريا، نحن نرى معركة سنجار وما بعدها (شرّ ) لابد منه ، بالنسبة لتركيا ، وهو يدخل في إستراتيجيتها في عزم تركيا على إنهاء خطر حزب العمال الكردستاني وداعش في العراق وسوريا،المتصاعد الان بعد معارك الرقة والموصل تحديداً، ولهذا أرسل أردوغان الجيش والدبابات ،ليدخل مسافة 15 كيلو متر داخل العمق العراقي في( قضاء سيدكان)، لتطويق حزب العمال المتمركزفي (قنديل) معقله الرئيسي ،ومنطلق أعماله العسكرية، بإتجاه الشريط الحدودي نحو أقضية ونواحي وقرى أربيل ودهوك والموصل ، وقد اللواء طالب جبار ياور قائد البشمركة، من الحكومة العراقية إيقاف ومنع ودخول الجيش التركي للاراضي العراقية والاقليم ،لأول مرة يطلب من بغداد مثل هكذا طلب ، لشعوره بخطر وتداعيات التدخل والدخول التركي للاراضي العراقية في شمال العراق، وهو ما يؤشر عمق القلق الكردي ،من إنعكاسات هذا العمل العسكري على مستقبل الأقليم، مستغلاً الصراع بينه، وبين حكومة المركزحول العديد من الملفات ، منها المناطق المتنازع عليها وقضية كركوك والمادة (140) وغيرها، في ظل تفاهمات تركية –عراقية على كثير من الملفات المهمة البالغة الاهمية بين الطرفين، لاسيما الملف الامني وخطر داعش وملف القضية الكردية ،وتواجد حزب العمال الكردستاني داخل الاراضي العراقي ،مهدّداً الامن القومي التركي، نرى هنا ان السيد أردوغان ماضٍ في تنفيذ حُلمه بالقضاء على حزب العمال البككا ،سواء وافقت الحكومة العراقية دخول الجيش التركي ،أم لم توافق الى سنجار وغيرها، مستنداً على موافقات سابقة مع حكومات العراق المتعاقبة آخرها العبادي نفسه، أو بغيرها ، لانّ كلام أردوغان كان واضحاً جدا ، بل ومنطقيا أيضا ، عندما خاطب حكومة بغداد قائلاً،( إذا لم تستطعوا مواجهة ومعالجة حزب العمال وطرده من الاراضي العراقي سوف نقوم نحن بالمهمة من جانبنا نيابة عنكم) ، وهذا حق نراه مشروعاً لتركيا ويصب في صالح العراق أيضا، لان حزب العمال الكردستاني التركي ، لم يهدد الامن القومي التركي فقط وانما يهدد الامن والاستقرار العراقي أيضا ، وهنا مغزى وأهمية معركة غصن الزيتون وضرورتها في سنجار وغيرها ، ودخول الجيش العراقي الآن لسنجار هو لنزع فتيل المعركة ، ولكن المعركة ماضية في طريقها وهدفها الاستراتيجي، ووجود الجيش العراقي هناك هو لترضية الاحزاب وأجنحة ايران في الحكومة ،والتي تدفع العبادي والعراق الى فتح جبهة وحرب مع تركيا ، ليس له قدرة على خوضها الآن ، ونرى أيضا أن دخول الجيش العراقي الى سنجار ،لايمنع الجيش التركي وأردوغان من تنفيذ الأستراتيجية التركية ،وإنهاء أي تواجد للبككا يهدّد أمنها القومي، ولكن إذا ما تجرأ وتوّرّط الجيش العراقي بالدخول في معركة مع الجيش التركي،أو حصل أي إشتباك محدود لإيقاف تقدّم الجيش التركي ،ومنعه من تحقيق هدفه ، سيكون الرّد التركي قاس جداً وسيخسر العراق أهمية الدور التركي في المنطقة كحليف إستراتيجي قوي يعتمد عليه ، في معركته الكبرى ضد الارهاب ،بكل أشكاله ،سواء كان البككا أو تنظيم داعش ، وعليه يجب على الحكومة العراقية، عدم التفريط بالدور التركي لصالح حزب العمال الكردستاني ، والدخول في تفاوضات مباشرة والالتقاء عند نقطة تفاهم ، تمنع تورّط الراق في حرب لايريدها العراقيون الآن مع تركيا ، لحساسية الظروف وخطر الارهاب القائم داخل وحول العراق، والذي مايزال يهدّد الامن والاستقرار ،بعد معارك تاريخية قاسية لطرده ، التخوف التركي في محله ، ويجب تفهمه والتعامل معه على اساس ان الخطر الذي يهدد تركيا نفسه الذي يهدد العراق ومستقبله ، ولنا تجربة طويلة ومرّة مع حزب العمال الكردستاني منذ اربعين سنة ،وهو يتواجد داخل الاراضي العراقية ، ويشكل وجوده خطراً إستراتيجيا في تقسيم العراق وتركيا لإهدافه القومية المعروفة ، وهذا هو مكمن التخوف التركي والايراني والسوري والعراقي، وما ردّة فعل الدول الاقليمية القوية ورفضها القاطع للإستفتاء في اقليم كردستان ،إلاّ دليل على ما نقول ،وما يقوم به أردوغان في كل من سوريا والعراق ، ليس لإقامة الإمبراطورية العثمانية ،كما تروّج الأصوات المعارضة، لشيطنة اردوغان ، وإنما هو لانهاء الحلم الكردي المتنامي في اقامة دولة كردستان في المنطقة على حساب الامن القومي التركي، حسب الاستراتيجية التركية التي ينفذها أردوغان الآن في كل من العراق وسوريا، بموافقة وتواطؤ أمريكي وروسي وايراني ، العمليات العسكرية التركية في الاراضي السورية مستمرة ، وقد أعلن عنها الرئيس أردوغان ،قائلا بأن الوجهة التالية ستكون ( تل رفعت ومنبج والقامشلي وادلب ) ،أما غصن الزيتون، فيلوّح الآن في سنجار ،لإعلان المعركة هناك رغم معارضة وتهديد العراق ،لأيّ تدخل تركي في أرض العراق ، فهل يفعلها العبادي وجيشه ،ويتورّط مع أردوغان، لمواجهة غصن زيتون اردوغان ، نحن هنا نحذّر الطرفين ،في الدخول بمواجهة عسكرية،يخسر فيها الطرفان، ويكون الرابح منها حزب العمال الكردستاني وتنظيم داعش الارهابي ..