ما زالت الحقيقة على الارض في علمية تحرير الموصل ، والتي تشير بوضوح أن هناك رؤيتين :1) الرؤية التي تؤكد ان الاوضاع تسير نحو التصعيد ، وأن المنطقة سائرة نحو التقسيم ، والتي ستكون على أنقاض لوزان .
2) الرؤية التي تتحدث أن ما يجري الآن ما هو الا مخاض لوضع جديد سيسود في المنطقة ، وان اللاعبين الاساسيين هم أنفسهم المدعوين الى مؤتمر لوزان ، والذي كان قد عقد في 1923 ، واليوم بعد مرور 100 عام ، يعقد مؤتمر لوزان من جديد لإعادة النظر ، والتوافق على ما تم الاتفاق عليه في لوزان الماضي .
كما ان اللاعبين الاساسيين ( روسيا ، أمريكا ، ايران ، تركيا ) واضحين الرؤية والهدف ، وهم يمثلون ابطال اللعبة الاساسية على الساحة العربية والاسلامية ، واما من الجانب العربي فقد مثل دخول ( السعودية ، قطر ، العراق ، مصر ) الى ساحة الصراع يمثل حلقة جديدة في الصراع الدائر .
لهذا فان انعقاد مؤتمر لوزان في هذا الوقت يمثل الخطوط الاولى في ترسيم الحدود للمنقطة العربية عموماً ، وسوريا خصوصاً ، والذي يبدو ان الاخيرة ستكون البداية والنهاية ، واذا ما تم تقسيم سوريا فأن المنطقة ستحذو حذوها في عملية الترسيم الجديد للحدود .
أعتقد وكما يرى الكثير من المحللين أن الامور تسير نحو التهدئة ، وأن المحصلة النهائية لهذا المخاض هو التهدئة ، وأن التغييرات لن تطال الجغرافية ، ولن يحصل فيها أي تغيير ، وربما سيتم ترسيم حدود جديدة في داخل الترسيم السابق وليس تقسيم له . هناك من يعتقد لحد الآن ان ساعة الصفر ما زالت بعيدة ، وانه ما يجرب من تحرك عسكري ، ما هو الا تمويه وتسريب وذلك من اجل السماح بخروج عصابات داعش من داخل الموصل ، وان سفر السيد العبادي الى كركوك ما هو الا وضع اللمسات الأخيرة لانطلاق عملية التحرير ، وان ما يحصل الآن من انشقاقات وتمرد داخلي في الموصل ، وهذا ما لاحظناه في الانبار هو اثبات ان معركة الموصل لن تكون طويلة ، كما ان داعش تعمل على تصفية أفرادها المتذبذبين ومن عليه علامات استفهام ، قبل هروبها من أي منطقة كانت تسيطر عليها ، وان هناك دوراً تركياً واضحاً في دعم داعش لوجستياً ، وان التحركات التركية مبنية على نظريتها التي تؤكد على ان المنطقة سائرة نحو التقسيم ، وان يجب ان يكون لها دور في هذا التقسيم ، وموطأ قدم ونفوذ على الارض ، كما ان الموقف التركي يمثل موقفاً همجياً ومستفزاً ، إذ كان من المفترض أن يكون للدبلوماسية دوراً في الحوار ، لهذا تركيا الآن تعيش العزلة السياسية ، وباتت سياسة أردوغان مرفوضة من المجتمع الدولي عموماً .