23 ديسمبر، 2024 8:06 ص

معركة النجف الثانية ( الكبرى )

معركة النجف الثانية ( الكبرى )

نعيش هذه الأيام المباركة ذكرى معركة النجف الثانية ( الكبرى ) التي حصلت بين جيش الإمام المهدي (ع) بقيادة السيد مقتدى الصدر (أيده الله) وبين الإحتلال الأمريكي الغاشم ومن معه من العملاء ( عملاء الشيعة !! ) سنة 1425 هج / 2004 م ، فقد بدأت يوم الخميس 18 جمادي الثاني ، وانتهت يوم 9 رجب الأصب ، هذه المعركة هي معركة في غاية الأهمية والخطورة ، بحيث أستطيع أن أقول وأنا مطمئن القلب – وأنا أتحمل مسئولية هذه الكلمة : أنها معركة لم ولن يحصل مثلها في التاريخ الإنساني أبداً ، ولهذا أطلقت عليها ( الكبرى ) ، وذلك لعدة أسباب ، منها :
1- أنها حدثت بين أطغى وأعتى قوى الشر في تاريخ الإنسانية ( الشيطان الأكبر والدجال الأعور -أمريكا – ) من جهة ، وبين فئة مؤمنة بسيطة في العدد والعدّة . وهذه الفئة تنتمي للمذهب الحق .
2- إنّ هذه المعركة حصلت في أقدس بقعة من الأرض ( النجف الأشرف ) .
3- إنّ هذه المعركة قد أخبر عنها أمير المؤمنين (ع) فقال : ( العجب كل العجب بين جمادي ورجب ، فقام رجل فقال : يا أمير المؤمنين .. ما هذا العجب الذي لا تزال تعجب منه ؟ ، فقال (ع) : ثكلتك أمك ؛ وأي عجب أعجب من أموات يضربون كل عدو لله ولرسوله ولأهل بيته !! ، وذلك تأويل هذه الآية { يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوماً غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور * }
ولعمري : إنه لو لم يكن هناك دليل على حقانية هذا الرجل ( المقتدى ) سوى هذا الحديث لكفى ، لأنّ الأمير (ع) قد مدح المعركة ، فقائدها ممدوح أكيداً
 حتى وإن لم يقل السيد الشهيد (قدس) [ قيادة لا تمثل التقليد ] ، وكذلك الحديث عنهم (ص) أنه يحدث تخريق في أزقة الكوفة ، ولعله إشارة إلى تلك المعركة ، والملفت في هذه الرواية ( العجب العجب ) أمور :
أ/ أنها حددت الوقت ( بين جمادي ورجب ) ، وهو ما حصل فعلاً في معركة النجف ضد الإحتلال وعملائه !! .
ب/ إنها حددت المكان ، وهو حصولها عند مقبرة ، وذلك من خلال قوله (ع) [ .. أموات يضربون ..] ، ومن الآية التي تلاها الأمير (ع) { .. من أصحاب القبور } وهو ما حصل فعلاً في معركة النجف بقيادة مقتدى الحق .
ج/ إنّ الجهة التي تقاتل الموجودين في المقابر هي جهة الباطل ، بل هم أعداء الله ورسوله (ص) وأهل بيته (ص) . والقائمين بجهادهم هم أولياء الله ورسوله (ص) وأهل بيته (ص) أكيداً ، وبدليل دعم الأموات لهم ضد عدوهم ، والأموات لا يقومون إلا بأمر الله سبحانه والله سبحانه لا يدعم الباطل !!
د/ إنّ الأمير (ع) يريد أن يحذر الناس في ذلك الزمن من عدم الوقوف مع أعداء الله والتولّي لهم ، وذلك بتلاوته للآية الكريمة { يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوماً غضب الله عليهم … } فإذن : الذين يقفون مع هؤلاء الأعداء ( اعداء الله ورسوله وآله -ص- ) هم أعداء الله ورسوله وآله (ص) أيضاً بكل تأكيد !! وهم عملاء لهؤلاء الأعداء – بلغة اليوم – .
هاء/ إنّ هؤلاء الكفار وعملاءهم كانوا يائسين من أهل القبور – بنص الآية الكريمة – ولكنهم يتفاجئون بأن هؤلاء الأموات ينهضون بإذن الله لقتالهم ولعون إخوانهم المؤمنين الأحياء المستضعفين ، وهذا ما أكده بعض ضباط الجيش الأمريكي بقولهم ( إننا نقاتل أشباحاً !! ) ، وما رآه بعض المجاهدين من أن الأسلحة ترمي من غير رام ٍ، ولكن الحقيقة هي أنّ الأموات هم كانوا يستخدمون تلك الأسلحة ( لا لحاجتهم لها ، ولكن ليدخلوا الرعب في قلوب الأعداء ، وليدخلوا العزم والإيمان في قلوب الأولياء المجاهدين ) .
و/ إنّ هذه المعركة استمرت 21 يوماً ، في حين أنّ أمريكا قد دخلت العراق من جنوبه إلى شماله بحوالي 19 يوماً !! ، وقد خرج منها المقتدى منتصراً ، لأنّ أمريكا وعملاءها لم يحققا أهداف المعركة ، ولأنّ السيد (نصره الله) حقق أهدافه منها ، ومنها ( رفع تهمة العمالة عن الشيعة !! ، وإعداد المؤمنين لنصرة إمامهم (ع) )
ز / هناك أسرار وخفايا في هذه المعركة المقدسة ، أتركها لفطنة القارئ اللبيب ..
حيى الله كل المجاهدين في هذه المعركة المقدسة الثابتين مع المقتدى ، حيى الله الجرحى فيها ، وحيى الله كل إنسان تعاطف مع المقتدى وأنصاره فيها في مشارق الأرض ومغاربها .. وفرّج الله عن معتقلينا بفرجه القريب ..
وتغمّد الله شهداء جيش الإمام المهدي (ع) بواسع رحمته وحشرهم مع أسيادهم ، محمد وآل محمد (ص) ، واللعن والخزي الدائمين على على أمريكا وعملائها من الشيعة وغيرهم ، وعلى كل من نصب العداوة والبغض لهذا الرجل العظيم ، الذي مدحه الأمير (ع) في هذه المعركة ، وأيده الله فيها بجنود لم يروهم !!
اللهم ثبتنا على طاعتك وطاعة وليك المقتدى بحق محمد وآل محمد (ص) .