22 ديسمبر، 2024 2:53 م

معركة الموصل العراقية… مهر مختوم بالدم للعجوز الأمريكية!!

معركة الموصل العراقية… مهر مختوم بالدم للعجوز الأمريكية!!

انطلقت يوم السابع عشر من اكتوبر لهذا العام ساعة الصفر معلنة بدء معارك ما يسمى بتحرير الموصل العراقية  ومن عدة محاور والمثير للسخرية ان من يرابط اليوم على اسوارها حاملين رايات التحرير وبكل صفاقة هم نفس الوجوه من القيادات الطائفية التي مارست الخيانة الكبرى يوم ان سلمت مقادير تلك المدينة وفرت مذعرورة ذليلة تاركة ورائها معداتها بل حتى رتبها العسكرية ونايشينها يوم ان سلمتها لبضع مئات من عناصر تنظيم الدولة الاسلامية  وبموجب صفقة حقيرة وضيعة .
معركة الموصل تختلف كليا عن كل تلك المعارك التي وقعت على ارض العراق بعد احتلاله لما لهذه المدينة العريقة من اهمية جغرافية وتاريخية وهي تمثل اكبر محافظة عراقية بعد العاصمة بغداد حيث يقطنها مع اقضيتها ونواحيها مايربو عن ثلاثة ملايين ونصف المليون نسمة يمثل  المكون العربي السني فيها الثقل الاكبر .
وليس من باب المصادفة ان يتم اختيارها لتكون عاصمة الخلافة لذلك التنظيم.
كذلك ليس مصادفة ان تنطلق وفي هذا التوقيت وبعد سنتين من الخراب والدمار الذي  لحق بها وبسكانها تلك المعركة المريبة وبقيادة وتغطية جوية امريكية وزحف ايراني مليشياوي  بري.!!
ولما تمثله هذه المدينة من اهمية  فقد تحركت القوات الدولية  والبوارج والاساطيل والمليشيات محيطة بها من كل حدب وصوب والجميع زحف اليها وهو يغني على ليلاه فلقد تقاطروا عليها من اقطاب الدنيا  ليس حبا في المدينة العريقة  وآثارها المدمرة واهلها البؤساء وتخليصهم من ظلم داعش , فأين هم من سنتين وهي تئن وسكانها في رمقهم الاخير وقد اشرفوا على الهلاك؟؟
فلكل دولة مشروعها واجندتها في العراق والذي سينطلق بعد  اقتحامها وطرد داعش من ثناياها.
فالفرنسيون قدموا ببارجتهم ديغول وصرحوا انهم قدموا للاشراف على انشاء محافظة للمسيحين في سهل نينوى وحمايتها!!
والايرانيون قد رفعوا رايات الثأر بحشدهم ومليشياتهم ينتظرون الفرصة الذهبية للانقضاض على المدينة واستباحتها لانها بزعم معمميهم احد ضيعات يزيد وهي تمثل العقبة الكئداء لمشروعهم التوسعي في العراق  ولهم ثأر معها من ايام نادر شاه  الذي اندحر على اسوارها ،ولتكون حلقة وصل وممرا مريحا لمليشياتها الى سوريا كذلك للتسارع في بسط نفوذها على قضاء  تلعفر واعلانه محافظة شيعية ليكون عامل ضغط وشوكة في خاصرة المكون السني  فيما لو فكروا لاحقا  باعلان اقليمهم  .
اما الاكراد فهذا هو يومهم الموعود لبسط نفوذهم مع كل ارض يتم طرد تنظيم داعش منها من قبل قوات البيشمركة  ليرتفع العلم الكردي ولتكون ضمن حدود الاقليم استحقاقا بمنطق القوة  وهو ما عجزت عنه  قياداتهم طوال13 عاما في انتزاع الاراضي المتنازع عليها بموجب الفقرة 140 من الدستور العراقي الملغوم.
اما الاتراك فلهم اجندتهم ايضا فما اصرار تركيا وزعيمها اردوغان في الاشتراك في تلك المعركة المفصلية الا كحال باقي القوى فهي تريد اولا وبفوجها المرابط في بعشيقة  التقدم لحماية التركمان وربما السعي لاقامة محافظة لهم كذلك لحفظ حدودها من تسلل فلول داعش وكذلك لمراقبة ايران وحشدها تحسبا لكل طارئ ..ماخلا  العرب  فكالعادة ليس لهم اي وجود او مشروع في  الموصل العربية العريقة!!!   
وسبق ان نوهنا وفي مقال نشرناه  قبل بضع اسابيع تحت عنوان (سيناريو الموصل بعد داعش) نشرته صحيفة الوطن البحرينية !!!(( ان الادارة الامريكية الحالية وبزعامة الحزب الديمقراطي سيعجلوا وقبل نهاية شهر اكتوبر في التحرك لاستعادة الموصل من يد التنظيم حتى لو كان ذلك جعجعة وتحرك اعلامي , ولن يغادروا البيت الابيض بسهولة وسيفعلوا كل ما بوسعهم للفوز لفترة انتخابية ثالثة وستكون معركة الموصل هي اكبر دعاية لهم قبل توجه الناخب  للصناديق الانتخابية وانها ستكون بمثابة مهرا مختوما بالدم للعجوز كلنتون لزفها الى اريكة البيت الابيض.))
(لكن السؤال الذي يراود الكثير هل ان امريكا جادة في التخلي عن  تنظيم داعش وقياداته ؟؟)
فالمتابع لمجريات الامور بعيدا عن الاعلام المضلل يستطيع ان يستنتج ان ذلك التنظيم لم ينجز بعد الكثير من المهام الملقاة على عاتقه ليس في العراق فحسب بل في الكثير من الدول العربية والاسلامية التي يخطط لها الكبار لزعزعتها  وليس في نية ساسة امريكا التخلص منه في الوقت المنظور نهائيا وقد بات معروف للقاصي والداني العلاقة المريبة بينهم ولا يوجد شي في السياسة الامريكية الحياء والاعتذار  بعد ان انكشفت الكثير من الاوراق مع الصراع الانتخابي …
فالسياسة على الارض ليست هي سياسة المنصات والمؤتمرات ومناشيتات الصفحات والتصريحات على الفضائيات…فلو عدنا الى المعارك التي وقعت في تكريت والانبار والفلوجة العراقية فقد  كان يشدد الخناق على تلك المدن من جميع محاورها ويترك لذلك التنظيم وبالذات قياداته  منفذا واحدا ليتسللوا منه تحت الحماية الجوية الامريكية الى جهة مرسومة لهم.
ثم يتم اقتحام تلك المدن من الجيش العراقي  والمليشيات العراقية وان حصل اي اعتراض تدخل تلك المليشيات وبعلم الامريكان لكن بزي القوات النظامية!!!  وتنتهي المعارك بدك وحرق تلك المدن واذلال اهلها  .ولم نشاهد قتيلا او اسيرا واحدا من ذلك التنظيم وكل الذي يعرض على شاشات الفضائيات من اشلاء وجثث متفحمة هم لرجال لايوجد دليل قاطع انهم من قيادات ذلك التنظيم.
ولا نتوقع ان امريكا ستغير من استراتيجيتها فهي ستضغط باخراج قيادات التنظيم خارج الموصل وبنفس الطريقة وربما ستطيح ببعض من رؤوسه الكبار وقد يكون البغدادي على راسهم كما حصل مع الزرقاوي ومن قبله بن لادن تمويها واستبدالا  للقيادات باخرى للتأسيس لمرحلة جديدة.
لكن المعضلة التي ستعترض الامريكان اليوم هي الوجهة التي سيتم تحريك القيادات التنظيم والقوة الضاربة اليها !!
فروسيا تراقب بحذر ما يجري وصرحت مرارا انها لن تسمح لفلول داعش الدخول الى الاراضي السورية. كذلك تركيا تراقب حدودها عن كثب!!
لذا فالخيار البديل هو اعادة نشرهم داخل الحدود العراقية وبالذات المحافظات السنية المتصلة بعضها ببعض وسيحصل اختراقات خطيرة كالتي وقعت في كركوك والرطبة  . وليس لنا الا الترقب وحبس الانفاس لمجريات قد تكون كارثية ليس على العراق فحسب بل ربما تجر المنطقة الى حروب طويلة قد تنزلق معها دولا في صراع طاحن يبداء فصوله بعد دك الموصل…حفظ الله العراق واهله من كيد الفجار…  وأملنا بالله ان يندحر وينحر  الارهاب على اسوار الموصل الحدباء  مدينة الانبياء والأولياء والاحرار…