17 نوفمبر، 2024 9:49 م
Search
Close this search box.

معركة المغانم يقتلعها التغيير القادم

معركة المغانم يقتلعها التغيير القادم

لا نعرف بالضبط كم هو العمر السياسي للبعض؛ حتى يتحكم بمصير شعب كامل، ولماذا يستخدمون الخطاب المتشنج ضد أيّ صوت يحاول أيجاد مخارج للواقع المتردي، وتوجه البنادق ضد من يختلف بالرأي، يحاولون جعل المجتمع معسكرات متقاتلة، بإصرارهم على تحويل أزمات سوء الإدارة، الى أزمة بين مكونات الشعب العراقي.
يعتقد البعض إن الشطارة؛ هي إستغفال الشعوب، والبكاء على المظلومية، أيسر الطرق للوصول الى الغايات الضيقة على حساب وحدة الوطن، ومعناة مواطن.
إعترض البعض على كتابتي مقال سابق، تحدثت على أن الساسة ليسوا وحدهم من يتحمل فشل إدارة الدولة، ويتقاسم معهم من اعطاهم مقاليد الحكم، معتقداً ذلك إتهام الشعب بالسذاجة وعدم النضوج، والحقيقة إن مرارة الدكتاتورية، جعلت الشعب يبحث عن أي مخرج، والطيبة التي يحملها المواطن العراقي هي من دفعته لتصديق الشعارات والوعود، ولم يعتقد بمن كان يتقاسمة رغيف الخبز أن يخلى من المباديء وينكر الجميل، ولا أن يتحول المظلوم الى ظالم ويخون الأمانة، ويحكم المصير حفنة من السراق.
كنا نتأمل الديموقراطية تنعم علينا بخيراتها، ودولة المواطن والسلطة والمسؤول بإرادته، لا أن تأتي طبقة سياسية ترتهن العقلية المجتمعيةبالخطابات، وترفع شعار القانون في بلد لا يأمن مواطن على حياته في بيته.
إمتهن القانون وأحتقرت عقول الشعب، بالدفاع عن سلطة تجر البلد الى منحدر أسود وسوء خدمة ومستقبل مجهول؛ مظلومة وكل ما يحدث إستهداف لأشخاص، ويغمض العين عن الجثث اليومية وهدر الأموال وتسلط العوائل، ويشير الى خدعة كبرى بالدفاع عن الطوائف، وتمتع القابضين على السلطة بالإمتايازات والصلاحيات حتى لعوائلهم وأصدقائهم، وديمومة السلطة الاّ بالتهديد والوعيد وإيهام الناس بالدفاع عن طائفتهم، يتناسون كم ضحية ذهبت نتيجة سياسة الطائفية والفساد.
سياسيوا الصدفة بطشوا في العباد وعاثوا فساداً في الأرض، وخطر سوء الإدارة أكبر من الإرهاب نفسه، فتح المنافذ لتغلغله الى مدن لم نتوقع إن داعش تصل لها، فقد سرقت الاحلام وثروات البلد وأمنه، وماذا يعني البذخ والإسراف، على حساب فقر الملايين؟!
المعركة ليست بين الطوائف المجتمعية، بقدر ما هي على مغانم وخطف للوطن من مواطنيه، ولا تبنى دولة بشعارات طائفية وحزبية عائلية، يستغلون معناة الناس لمنافعهم الشخصية.
الإنتخابات هي السبيل الوحيد لإيجاد حكومة وبرلمان بشكل محايد، يقف من الجميع بمسافة واحدة، يفكر بالمواطن ماذا يريد، لا تفرض عليه أرادات السياسين، ويبحث عن الكفاءة والنزاهة بغض النظر عن الإنتماءات الفرعية، ولا سبيل الاّ المشاركة بكثافة لأجل اختيار الأفضل، والسعي الحثيث للتغيير، كما يقوله العقل وتصرح به القوى الوطنية والمرجعيات الدينية. الفشل ثمانية سنوات مرض عضال ومعدي في نفس الوقت، لا يعالج ألاّ بالإستئصال من الجذور، وطيبة قلوب العراقيين لابد ان تترجم كقوة لأنتشالهم من الإنتهازيين.

أحدث المقالات