بدأت معركة الفلوجة صباح الاثنين بعد طول انتظار، وهي معركة ترنو الابصار الى نتيجتها لانها من المعارك الفاصلة لقرب المدينة من بغداد ولموقعها الاستراتيجي ورمزيتها بالنسبة الى الدواعش.
العناصر الارهابية في المدينة أرهقت من سنتين ولم يتبق فيها سوى بحدود الف ارهابي من بينهم مئتا اجنبي- أي انها ليست بالقوة الكبيرة امام الحشد الكبير والمتنوع الذي يحاصر المدينة من عدة جهات، فهو يضم القوات العسكرية من جيش وشرطة وقوات التحالف الدولي والحشد العشائري والشعبي الذي اوكل للاخير ان يقوم بتطهير محيط القضاء بعد ممانعة من بعض الاطراف في مقدمتها التحالف الدولي بدعوى ابعاد المنطقة عن عمليات الثأر والانتقام التي قد تحدث وتزيد من شقة الخلاف.
ان حديث الناس قبل بدء المعارك وما ان فتحت الصفحات الاولى يتوقعون ان المعركة ستنتهي سريعاً، بل ان ما يمسى بتنظيم الدولة الاسلامية يتداعى وينهار في كل البلاد، واهتزت بنية عناصره الداخلية الفكرية والسياسية ولم تعد اندفاعاتهم في القتال مثلما كان عليه الحال سابقاً، فهم يفرون من ساحات المعارك ما ان يشتد وطيسها، وليس ادل على ذلك من التصفيات والاعدامات التي تجري في صفوف التنظيم اللا اسلامي، وتراخي قبضتهم على المدنيين.
الدعم الذي تحضى به القوى المقاتلة على مختلف صنوفها لا يوجد له مثيل، وهو على غير ما يحدث في الجبهة السياسية بين الاحزاب الحاكمة من خلافات ومناكفات، وانما وحدة صلدة في تشخيص صحيح للمخاطر وللعدو ولعوامل النجاح في المجابهة. ان دحر ” داعش ” الارهابي والخلاص منه نهائياً يسهم بشكل فعال في تهيئة الاجواء المناسبة لعمليات الاصلاح المنشود، ويسحب البساط من تحت القوى المعارضة له التي تتعكز على تدهور الامن وسيطرة الارهاب والارهابيين على مناطق كبيرة من البلاد تعيق ممارسة السلطة الوطنية فيها. اندحار الارهابيين في الفلوجة سيسرع من الشروع بمعركة الموصل التي اكملت الاستعدادات لها، ويمكن الحكومة توجيه موارد اضافية بشرية ومادية، اليها، كما ان الانتصار سينعكس ايجاباً على معنويات القوات الوطنية وسلبياً على قوى التطرف والارهاب، ويربك حساباتهم ويحط من معنوياتهم ويدفعهم الى الفرار خارج الحدود.. القوات العسكرية المشاركة في المعركة ضد الارهاب ستكون امام مواجهه ايسر واسهل وبخسائر اقل وسنلحظ مشاركة ملموسة من اهالي نينوى مؤثرة وفعالة لانتزاع مدنهم وقراهم واعادتها الى حضيرة الدولة.