لا توجد أية قيمة ومعنى للفتوى أن كانت في غير محلها ,فسبب الآلام الإسلام والنظرة المليئة بالدم الملصقة به ,هي مشكلة الانحراف الفكري عن الدين الإسلامي الصحيح ,لأن الدين فسر حسب ما تشتهي الأهواء والأمزجة وليس حسب ما يقتضيه الدين نفسه من مصلحة لحماية الناس وصون حرماتهم ومقدراتهم ,الدين الإسلامي الذي جاء رحمة للعالمين لينقذهم من الفوضى والجهل الذي عاشوا فيها,حياة تسودها الغلبة للقوي لا مكان للضعيف بينهم ,قيم وثوابت لا تمت بصلة للإنسانية ,جاء الرسول منقذ البشرية وجاءت معه الرحمة التي نثرها على أمته وهو يوصيهم بها ,وكيف لا والله تبارك وتعالى ارحم من قلب الأم على ولدها ,ننظر للفتوى بعين الوقار والاقتدار والترقب عند صدورها من عالم أفنى حياته بين القراءة والدراسة ,فيها مصائر الشعوب الإسلامية ,لقد جاءت فتوى الجهاد الكفائي من السيد السيستاني في الدفاع عن البلد ومقدساته فالعرض مقدس والدم مقدس والوطن وأرضه مقدسة من ندنس الوحوش التي تدعي الدين والدين براء منهم ,لقد قلبت موازين العالم والمجتمع الدولي الفتوى وأوقفت مد الإرهاب الداعشي في منطقة الشرق الاوسط ,لو كان العراق لا سامح الله بيد داعش ,لكانت المنطقة برمتها الان تحت رحمة من ينتزعون الأعراض وينتهكوهن و يسلبوهن من العذارى,ويستبيحون الدماء ,ويهدمون المساجد والجوامع والكنائس والأديرة وكل هذا تحت اسم الدين والفتاوى ترتب وتكتب وفق الحالة المعنية وضرورتها ضرورة التدمير والخراب فتوى لا تعرف شيء اسمه الستر والرحمة .
فتوى الكفائي بعد معركة فكرية خاضتها المرجعية للبعد الأبوي الذي تتمتع به ,لها دلالاتها وأبعادها ورؤاها المستقبلية على العراق والأمة الإسلامية,جاءت وجاء معها النصر وحفظت وصانت الأعراض ليس للشيعة فحسب بل لكل العراقيين وبكل انتماءاتهم ,وهو يقول السيد السيستاني (غايتي ان أرى العراقيين سعداء فيما بينهم ),وعندما بدأت معركة تحرير تكريت (لبيك يا رسول الله ) اصدر جملة من التوجيهات والتعليمات لمقاتلي الحشد الشعبي والقوات المسلحة والأمنية ولكل العشائر المشاركة في هذا القتال ,تذكرننا بوصايا الرسول لسرايا المسلمين في غزواتهم ,بأن لا تقتلوا شيخاً فانياً ولا صغيراً ولا امرأة ولا تجهزوا على جريح
ومدبر,فتوى يريد منها أن يكون للعراق سلام مقدس ,سلام تنعم به أمي وأمهاتكم وأختي وأخواتكم وأولادي وأولادكم من إرهاب يقوده أقوام ممسوخة بفكرهم وبفتاواهم التي ليس لها علاقة بحياة يعيش عليها الانسان وإنما خصصت لشريعة الغابة والحيوان ,الجميع اقتنع ان داعش هي لا تمت بصلة للإسلام وخصوصاً بعد حادثة الطيار الأردني الشهيد معاذ الكساسبة وكيف احرق بطريقة بشعة ومقززة في قفص وهو يجود بنفسه بين القضبان ,وتلتها قتل المصريين الأقباط ال (21) على ساحل ليبيا ذبحاً من الوريد الى الوريد ,انتفض الازهر الذي ننظر له بعين الرمزية التي تمثل الوسطية والاعتدال ضد التطرف والانحراف عن الدين واخذ يصدح بصوته بأن مقاتلة داعش واجب مقدس وعلى الأمة ان تكرس جميع إمكانياتها لهذا المرض والسرطان الخطير ,وقلت مع نفسي انه الشيخ الدكتور احمد الطيب العالم الجليل الذي لا تأخذه في قول الحق لومة لائم ,ويريد للأمة التقارب الفكري ليجنبها فتاوى الضلال التي يطلقها من لايفقه من الدين اي شيء سوى حلال اخذ النساء غنائم حرب ,وأي مقتنيات تجدونها حلال عليكم علماء السوء,لقد أصبت بصدمة كبيرة وكأنها صاعقة ضربة أم رأسي من أعلاه الى أخمس قدمي ,وإذا به يتحدث بحديث غير لائق ولا يليق بتاريخ الأزهر الذي وقف منذ نشأته ضد ممارسات الطغاة والمستبدين الذي أرادوا منه الفتوى لديمومة بقاء سلطان جبروتهم ,وهو يصف الحشد الشعبي بأنها ميليشيات تقتل السنة وتستبيح دماؤهم ,ما هكذا تصاغ الفتاوى ايها العالم العارف بأمور الله وحلاله وحرامه ,الحشد الذي يقاتل في مناطق غير مناطقه ’يقاتل لأنه ينتمي للعراق ويجد ان كل العراقيات هن خواته وأمهاته ,فالعرض واحد أينما كان في الجنوب او في تكريت او الانبار او الموصل ,كان من الأجدر أيها الشيخ الذي لم يبقى من العمر سوى رحمة الله ان تنتفض بنفس الثورة التي انفجر بها بركان حميتك ومروءتك وتدعم حشدنا وجيشنا وقواتنا الباسلة ,لا ان تضع العصي في عجلة التحرير,الم تشاهد في القنوات الفضائية كيف استقبلوا أهل تكريت الحشد والجيش بالأهازيج والأحضان وبفناجين القهوة العربية وهم يقولون لهم بتعبيرنا (هلة بعكلنة …هلة بشرفنة …هلة بتاج راسنة ,وهناك نساء يهتفن هلة بيك هلة وبجيتك هلة ) شيخنا الفاضل هذه لغة أهل تكريت وليست لغة أهل الجنوب ,وأنت حليم وتعرف معنى كلامي ,نحن لا نقتل ولا نسلب الأعراض ,لأن اي خلل من هذا القبيل هو خلل في علاقتنا برسول الله وأهل بيته الأطهار الذي جاءوا رحمة للعالمين وحاشا ان يكون هنالك خلل ,في هذه العلاقة المقدسة ,وتراجع الشيخ الطيب
عن آراؤه وفتواه وصار يمدح الحشد والقوات المسلحة ,اي فتاوى هذه تبدل بين ليلة وضحاها ,وتؤتى بغيرها حسب ما تشتهي السفن .