تعتبر الانتخابات من أهم وسائل التعبير عن إرادة الشعوب وأحد اهم أعمدة الديمقراطية التي تُمكّن المواطن من المشاركة الفاعلة في صنع القرار. لكنها في الكثير من دول المنطقة ومن بينها العراق لا تزال تراوح بين أمل التغيير وواقع العوائق المستمرة التي تعترض طريق تحقيق تمثيل حقيقي يعكس تطلعات الشعوب.
ففي العراق مثلا هنالك العديد من الخروقات في الحملات الدعائية
كاستخدام موارد الدولة وهذا مايشاع بكثرة اثناء الحملات الانتخابية او بالتصاريح والنعرات الطائفية او من خلال استخدام السلطة لكسب جمهور ما .
الانتخابات ليست مجرد عملية تصويت أو تغيير حكومات بل هي مرآة حقيقية تعكس مستوى التطور السياسي ومدى استقلالية المؤسسات في السياقات التي تُعاني من ضعف الثقة بين الحكومات والمواطنين .
حيث تصبح الانتخابات اختباراً لمدى قدرة المنظومة السياسية على إعادة بناء الثقة التي انهارت بفعل سنوات من التوترات الفساد والتميز الطائفي.
للأسف، كثيراً ما تتحول الانتخابات إلى مسرحية صورية تُدار فيه الأوراق مسبقاً، فتفقد معناها كآلية حقيقية للتحول السياسي. يصبح التنافس شكلياً، وتغيب المعايير الحقيقة التي تضمن تمثيلاً عادلاً يعكس التنوع السياسي والاجتماعي. وهذا ما يفرغ العملية الانتخابية من جوهرها، ويزيد من استياء المواطن، فتزداد فجوة الانفصال بين السلطة والشعب .
العراق اليوم امام لمحة تاريخية فصوت الناخب هو الأمل الأسمى في كل تجربة ديمقراطية وان المشاركة ان كانت كبيرة سنشهد قوى وتحركات جديدة مغايرة عن الواقع وسنرى دافعًا نحو إعادة توزيع القوى وكسر احتكار الأحزابالتقليدية التي استاء منها المواطن طيلة السنوات الماضية.
إن الانتخابات الناجحة لا تُقاس بعدد المرشحين أو الأحزاب المشاركة بل بمدى قدرة هذه العملية على إعادة إحياء الحوار الوطني وبناء قواسم مشتركة تخرج بالبلد من دوامة الصراعات وبناء ماهدمه الاخرون .
وفي النهاية يجب أن تكون هناك مراقبة وطنية ودولية مستقلة تضمن نزاهة العملية الانتخابية وتمنع التزوير والتلاعب لتقنع المواطن بأن صوته يُحدث فرقاً حقيقياً فحتى في اغلب الأنظمة تحدياً تبرز قوة إرادة الشعوب التي تصر على المشاركة والتعبير ساعية إلى تجاوز العقبات للهدف المنشود وهوه التغير نحو الافضل .
فعندما تُدار الانتخابات بحكمة تصبح نقطة انطلاق نحو بناء مستقبل ديمقراطي يقوم على الشراكة الحقيقية بين الدولة والشعب .