19 ديسمبر، 2024 9:05 ص

معركة الاصلاح من معني بها براي الشيخ مهدي الكربلائي السيد العبادي ام الرئاسات الثلاث  ؟!

معركة الاصلاح من معني بها براي الشيخ مهدي الكربلائي السيد العبادي ام الرئاسات الثلاث  ؟!

اعتاد الشعب العراقي بمختلف اطيافه انتظار خطبة الجمعة من الصحن الحسيني الشريف بفارغ الصبر لان ما يطرح فيها هو الحل الاوحد لجميع المشكلات وهو البلسم الشافي لكل الجراحات ولازالت الخطبة الاولى التي طالبت السيد العبادي بالاصلاح وخاطبته بان يكون اكثر شجاعة وجراة ويضرب بيد من حديد على الفساد والفاسدين , لا زال صداها في الشارع وترددها حناجر القائمين بالتظاهرات فقد كان الخطاب موجه الى الحكومة بعنوان السيد العبادي الذي على اثرها فوضه الشعب ومجلس النواب بقيادة معركة الاصلاح …. بالامس فاجئنا الشيخ الكربلائي بتوجه خطابه بشان الاصلاح الى الرئاسات الثلاث بعد ان كان على مدى ست اسابيع يوجه خطابه الى السيد العبادي بالتحديد … فهل يعلم الشيخ الكربلائي ان رئيس الجمهورية لازال مصرا على مناصب نوابه رغم ان السيد العبادي اعلن قبل شهرين على الغاءها فورا ؟ بنفس الوقت نواب الرئيس سيلجاون الى المحكمة الاتحادية بشان قرار اعفاءهم , اليس هذا يفسر انهم متمسكون بمناصبهم ولازالوا محتفظين بحمايتهم ويستلمون رواتبهم ما عدا السيد المالكي؟ رغم ان قناة افاق الفضائية لازالت تعرفه بعنوان النائب الاول لرئيس الحمهورية …الم يعلم الشيخ الكربلائي ان رئيس الجمهورية لازال يماطل بشان المصادقة على احكام اعدام الارهابين منذ سنة ؟ وبالامس سمعنا من الرئيس معصوم بانه بعد العيد سيطلق مبادرة المصالحة الوطنية على الكتل السياسية , الم تكن رئاسة الجمهورية بهذا الوصف من الممانعين للاصلاح ؟ ونحن نقول كما قال زميلنا الكاتب احمد الشمري : على السيد معصوم ان يوقع على مراسيم اعدام الارهابين اولا وبعدها ليطلق مشروع مصالحته … نتصالح مع من ؟ ليس لدينا اي مشكلة لا مع السني الشريف ولا مع الاكراد ولامع المسيح الجميع ابناء وطننا واهلنا واخوتنا مشكلتنا مع الشراذم البعثية الاجرامية التكفيرية بعنوان الدواعش … مشروع مصالحة معصوم بعد بروز قوات الحشد الشعبي والمدني لاتقدم ولاتؤخر ، انتهى وقت اتفاق رؤساء الكتل والاتفاق على السرقات والحرمنة وتقاسم الغنائم والمناصب .
هل يتوقع الشيخ الكربلائي ان ياتي الاصلاح من السلطة القضائية التي لم نرى منها يوما ان تصدت لمافيات الفساد وحاسبتهم ؟ فلحد الان لم يصدر الحكم بمجرمي قاعدة سبياكر والان هم في سجون خمس نجوم حتى الانترنيت متوفر لهم وربما ينتظرون ان يهربوا او يهربون بمقايضة سياسية كما حصل سابقا …اما مجلس النواب فتناحر الكتل السياسية ساهمت بتعطيل تشريع القوانين التي تخدم المواطنين واتجهت الى تشريع قوانين هامشية اخرها القضاء على الضوضاء…. هل الاصلاح ياتي من وزارات عشعش فيها الارهاب بمكتب الوزير وحمايته كما في وزاراتي التربية والتجارة او وزارة اصبح الموظفين الكبار فيها من عائلة الوزيرة كما هو حال وزارة الصحة ؟ فهل حصل تغير في الستراتيجية والتخطيط في معركة الاصلاح ؟  …ان تغير وجهة المطالبة بالاصلاحات امر يتطلب الوقوف عنده والتساءل هنا هل سيبقى شخص العبادي هو المفوض بقيادة الاصلاح ام الرئاسات الثلاث ؟
لقد اوصى الشيخ الكربلائي في خطبة الجمعة بضرورة مقاتلة داعش بقوله : المعركة ضد داعش تمثل الاولوية الكبرى للعراقيين , وهذا كلام لا يختلف عليه اثنان , لكن الا يعلم الشيخ بان المنطقة الغربية بعشائرها وسياسيوها عزمت الامر وعقدت العزم على ان من يحررها هما الامريكان وليس الحشد الشعبي والحشد الشعبي يرفض وجودهم والامريكان لا يقبلون بالحشد الشعبي … الامريكان دربوا اكثر من 20 الف من ابناء العشائر لهذه المهمة فاصبح الامر في غاية الخطورة فقد ينشب قتال بين الحشد والامريكان وتنفتح جبهة جديدة ستكون نتائجها لصالح داعش ,وانهم عازمون على انشاء الاقليم السني بدعم اقليمي ورعاية امريكية … وليعلم الشيخ الكربلائي ان الحشد الشعبي بدء يتعرض الى الغدر والاستنزاف وهذا ما توقعت له منذ اشهر طويلة وكتبت مقالا تحت عنوان اصبحنا نخاف على الحشد الشعبي من الاستنزاف والغدر نشر على الرابط التالي http://www.kitabat.com/ar/page/14/04/2015/48927/%D8%A7%D8%B5%D8%A8%D8%AD%D9%86%D8%A7-%D9%86%D8%AE%D8%A7%D9%81-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B4%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%A8%D9%8A-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%86%D8%B2%D8%A7%D9%81-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%AF%D8%B1.html
وعليه فدماء ابناءنا الابطال من الحشد الشعبي ليست رخيصة علينا وان الحشد الشعبي ليس بندقية مخزونة للاحتياط خاضعة لمساومات السياسين فالحشد لازال البعض بدون رواتب وشهداءه بعضهم لم تصرف لهم مستحقاتهم التقاعدية …. وعليه يجب ان لا نفرط بالحشد الشعبي الذي هو الضمانة الوحيدة لامن مدننا ومقدستنا مستقبلا .
تطرق الشيخ الكربلائي في خطبته الثانية قائلا : ان الإصلاح ضرورة لا محيص منها وإذا خفت مظاهر المطالبة به هذه الأيام فانها ستعود في وقت آخر بشكل أقوى وأوسع… ونحن نقول متى تتحقق الاصلاحات المتعلقة بتقديم اسماء كبار الفاسدين الى النزاهة والمحاكم واسترجاع الاموال التي سرقوها وهي الى الان في عهدتهم ؟ لقد مر شهران على دعوة المرجعية بشان محاسبة رؤوس الفساد وكل اسبوع تتكرر المطالبة من كربلاء على لسان وكلاء المرجعية  , لكن لا اذن تسمع ولا يد تفعل وكانما الخطاب موجه الى اصحاب القبور فالاولى ان يكون الخطاب شديد اللهجة والمعنى … الشيخ الكربلائي توعد بان المطالبة بالاصلاح ستزداد بشكل اقوى واوسع , ولكن الم يعلم الشيخ ان التظاهرات بدءت تحتضر؟ بعد ان ضيق عليها الخناق واغتيل بعض قادتها في البصرة وبغداد والناصرية واختطف بعضهم وعذب واطلق سراحهم مقابل عدم التظاهر والبعض الاخر لازال مختطفا ومجهول المصير وهذا يعني ان الفاسدين لازالوا فاعلين ووجودهم مؤثر …لذا كان اولى بالشيخ الكربلائي التنديد بقتل واختطاق النشطاء المدنين الذين يدافعون عحقوق العراقيين جميعا .
ان الموقف الذي احزنني وادمى قلبي اغفال ماساة وفاجعة الحجاج في مشعر منى في خطبة الجمعة من قبل الشيخ الكربلائي فهل يمكن ان نتجاهل مقتل 717 حاجّا وأصابة 805 آخرين لسوء ادارة مناسك الحج من قبل النظام السعودي ان لم نقل بتخطيط مسبق لقتل اكبر عدد من الحجاج لاسباب طائفية كما اوضحه شهود عيان ليس عراقيين او ايرانين بل جزائرين ومصرين ومغربين بان الطرق سدت امام الحجاج الزاحفين الى مشعر منى وان القطار تاخر كثيرا وعندما ياتي ويزدحم بالحجاج تغلق الابواب ويبقى واقفا فيحدث الاختناق … شيخنا الكربلائي كثير من الذين لقوا مصرعهم من الحجاج هم مقلدون للسيد السيستاني فهل يصح ان لا تقولوا فيهم قولا ولا تستنكروا  لما حصل لهم ؟ في حين السيد الخامنئي ادان السعودية وطلب من المؤتمر الاسلامي تشكيل لجنة تحقيقية تكون الدول المتضررة طرفا فيها حتى ان ايران اعلنت الحداد الرسمي ثلاثة والمصيبة هزت الشعور الانساني في العالم حتى ان الفاتيكان وهو في سفر الى امريكا اكد على قربه من الأخوات والأخوة المسلمين إزاء المأساة التي حلت بذويهم في مدينة مكة”… اخيرا ان ما كتبته في هذه المقالة ينطلق من حرصي على خطاب المرجعية الدينية التي اعتدت ان اكتب مقالا داعما لها في كل جمعة , فكل الحب والتقدير والاحترام للسيد السيستاني دام ظله الذي يحظى باعتزاز كل العراقيين الشرفاء والذي بفضل دعواته وخطاباته حفظ العراق ارضا وعرضا ومقدسات .

أحدث المقالات

أحدث المقالات