بدأت معركة الحسم ، قد يستغرب البعض لماذا أصف معركة الأنبار بالمعركة الحاسمة ولماذا الانبار وليس منطقة أخرى ، فأجابتي ستكون بان الانبار برمزيتها العشائرية وصبغتها السنية تمثل رمزا تاريخيا وعسكريا تمرد مررا وتكرارا على الدولة العراقية الجديدة منذ 2003 وكان تمردها مختلفا مرة بالاعتصامات ومرة باعلام الدواعش السوداء ..
لكن الاهم والاكثر قلقا والذي يجب على الحكومة ان تنتبه له هو ان الانبار تبقى البوابة الغربية لبغداد ، وبعد هذه الجيوش والحشود العسكرية من حشد وجيش رسمي وغير رسمي ومجموعة من الصحوات ، تصور حكومة بغداد للجميع بان اعادة الانبار قريبا جدا … لحد هذه اللحظة ليس هناك من نتائج ملموسة لهذه الدعاية العسكرية للحرب التي تخوضها هناك ، وكل القنوات تهلل للقوات الامنية ولحشدها (المقدس) آملة في صفحات الفيس بوك بنصر قريب وساحق .. وهذا النصر بالفعل إذا ما تحقق تحت رايات (يا حسين) وباعلام العصائب سيكون حاسما طبعا فسيجد تنظيم الدولة نفسه محصورا ومطوقا وفاقدا لأهم واقدس معاقله وهي الفلوجة والانبار القريبة من بغداد وذات الامتداد الصحراوي مع دولته في سوريا …
لكن لا احد منا يفكر _ ونحن جميعا نغني ونبارك للحشد (المقدس) – بالاحتمال الاخر ، وهو فشل هجوم الحكومة والحشد على الانبار وانسحابه ، فكثيرا ما نرى اخبارا تظهر لنا على قنوات عدة بان داعش لا زالت تخطط وتهجم وتملك زمام المبادرة ، رغم محاصرتها وقطع امدادها كما تقول الحكومة دوما ..
إذا ما وجدت داعش نفسها حرة في الانبار ومنتصرة على الجهود الايرانية الكبيرة وحشد الآلاف المؤلفة من المدججين بالسلاح …. حينها بكل تأكيد ستطرق ابواب (ابو غريب) هناك حيث مطار بغداد …. وبغداد .. فليلتفت ذوو الامر لهذا الاحتمال الثاني وعليهم ان يتذكروا وان
يقروا ويعترفوا بان لداعش مع كل الاسف المقدرة على استثمارات انتصاراتها بطرق نفسية افضل من اعلام قناة افاق والعراقية …