22 ديسمبر، 2024 3:38 م

 معرفة اجيالنا لحضارة العراق 

 معرفة اجيالنا لحضارة العراق 

ماذا يعرف ناشئتنا   عن كنوز العراق وحضاراته عبر التاريخ . ماذا يعرفون عن اوريدو وحضارة العبيد .. وتلفارة واور ولارسا وآيسن واوما ولكش ونمرود وكالح .. ماذا يعرفون عن سنطرق والحضر ونينوى وآشور وانبياء الله  في ارضها ، بل ماذا يعرف اعلامنا  عن الالهة .. ايا ، و إنليل، وتموز، وأنكيدو، وأتونابشتم، وسرجون، وآشور بانيبال، وأورنمو، وسنحاريب، وأسرحدون، وجلجامش، ونسروخ، وسميراميس ، وشولكي ، وموآبي ،  ولوكال زاكيزي، واتوحيكال  والملك الراهب كوديه .. ماذا يعرفون عن الطقوس العبادية والتهاليل والتسابيح والترانيم السومرية  ومجالس الشيوخ والبرلمان والديمقراطية والشورى .. وعن الاكتشافات الاولى للعجلة والنظام العشري والارقام وحساب الوقت والنجوم والكواكب  والعلاقة مع الله .. ماذا يعرفون عن كلكامش ونوح  الطوفان وعن حمورابي وابراهيم الخليل اللذان هما في حقبة واحدة وربما هما شخصا واحدا كلاهما كان يدعوا الى توحيد الالهة باله واحد ..  ماذا يعرف اعلامنا عن القوانين الاولى لاوركاجينا واورنمو ولبث عشتار وقوانين حمورابي التي لم تزل  قائمة لحد الان  .. كيف يقرأون الادب السومري والملاحم الشعرية والاغاني  والقصائد والعلاقات الانسانية الحميمية .. ايعرفون لماذا غضبت الالهة على الانسان واحدثت الطوفان  وندمت على ذلك وكيف ان عشتار علقت قوس حربها على السماء ليذكرها بعدم قتال اهل الارضثانية و الذي يسمونه قوس قزح ..؟ ايعرف ناشئتنا قصة الخليقة السومرية ..؟ او قصة الخليقة البابلية .. ؟ ايستطيع باحثنا ومفكرنا من ان يفرق بين تراثنا الاصيل ومادسته الاسرائيليات بين طيات حضارتنا ..؟  كل هذا وذاك هو مسؤولية الجامعات والمثقفين والباحثين لانه آن الوقت لكي يعلم العراقيون حضارتهم بعد ان وضعوا اقدامهم في ركاب مسيرة حضارة العالم .  في حين ان الذي يدرس في مدارسنا هو حضارة اوربا .. ومغامرات نابليون  وجوزوفين .. وايفان الرهيب  وهنري الرابع ولويس السادس عشروماري اطوانيت  .. 
واذا سألت شابا عراقيا  ماذا تعرف عن امس العراق الغابر .. ربما ستكون اجابته لاشيء .. عدا خلافات بني امية مع ال البيت .. وتنكر بني العباس للعلويين ابان سقوط الدولة الاموية  . والعزف على هذه الاسطوانات المزعجة التي ادت بنا الى الكوارث التي نعيشها ..  والى تخريب شعبنا المتآلف المتحاب بعد تكريس الطائفية والعشائرية بين صفوفه . وما سبق ذلك من تمجيد القومية على حساب الوطن حتى ان احدنا كان يستحي ان ينتمي الى العراق دون ان يذكر انه ينتمي الى اكبر من العراق … فضاع العراق … وضاعت معه القيم الوطنية والحضارية ..  وبما ان العراق محط اطماع دول العالم ودول  الجوار بشكل خاص لغزارة ثرواته ووفرة مياهه وارجحية عقل مواطنه ، تعرض للغزو والاحتلال منذ بدء الخليقة ولم يزل .. بل ان اوربا كرست جهودا كبيرة بالبحث عن اثار العراق  وحضاراته السابقة وبتمويل من الصهيونية العالمية المتمثلة بالاكاديمية النمساوية سيئة الصيت .. التي كانت تمول رجال المخابرات على هيئة آثاريين وكذلك البعثات التبشيرية التي تعاون معها ضد العران الذين نعرفهم  لتكون سباقة لتزييف اللقى والوثائق والالواح والرقم الطينية او استبدالها باخرى طمرت في ارض العراق في غفلة من الزمن تمجد الصهيونية وترسم حدود دولتها على امد العودة لاستخراجها مجددا على انها لقى عراقية قديمه ولكن هيهات  .. وكذلك تزييف التاريخ لصالح الصهيونية والتعتيم على قراءة الحرف العراقي القديم الا بما يتناسب مع توجهاتهم العنصرية .. وتحت مسمع وانظار اهل العراق .. لانهم كانوا في سبات هيمنة الدولة العثمانية الغاشمة …  والتي قطعتهم طرائق قددا ،وعطلت عقولهم الفذة ، وشغلتهم بحروب وتناقضات لاناقة لهم فيها ولا جمل .  وزرعت بين ابناء البلد الواحد نعرات لانزال نعاني منها الى اليوم .. 
عبر سياسة فرق تسد ،  التي كان ينفذها ولاة غاية في التخلف همهم فقط نهب ثروات العراق والايفاء بالتزاماته امام الباب العالي والصدر الاعظم الذي نسبه سيفا مسلطا على رقاب العراقيين واقتصادهم ، واذلال الانسان وخاصة الفلاح البائس ، من خلال تنمية طبقة من خدم الوالي تحت اسم الاقطاعي او الشيخ او السركال .. لكي تضمن الضريبة والكودة الودي .. وكذلك  عزف على اوتارها المحتل الانكليزي في الفترة اللاحقة ، ويعزف عليها الاميركان والصهاينة الان بل ويراهنون عليها  … والان بعد ان امتلكنا الجرأة وقلنا للعالم اننا العراقيون وهذه جذورنا  وهذه انجازاتنا ، ونحن اصحاب اول حرف خط على الارض ، وارضنا مهبط الانبياء وموئل الرسالات  وبلاد العلم والعلماء بما حبا الله انسانها من عقلية راجحة وخيرات وفيرة .. ينبغي ان نضع البرامج ، ويتنبه اعلامنا وجامعاتنا بكل تفاصيلها وهيئاتنا ومؤسساتنا الثقافية والاعلاميية وحتى الرسمية منها الى ان تضع برامج تثبت للعالم ان العراقيين فعلا اصحاب حضارة من خلال تسويق ماضيهم وحاضرهم وانجازاتهم والالتفات الى اعادة البنى التحتية للاثار واستثمار المعالم السياحية والمزارات الدينية ومراقد الاولياء والصالحين والانبياء بالشكل الامثل ..  لكي تكون نفطا ظائما يصب في خزينة العراق احادية الريع .. والحمد لله رب العالمين .