7 أبريل، 2024 7:41 ص
Search
Close this search box.

معرض كربلاء للكتاب وتكرار الفشل

Facebook
Twitter
LinkedIn

تكرر فشل معرض كربلاء للكتاب الدولي مرات عديدة خلافا لمعارض أخرى متزامنة معه أقيمت في بغداد والنجف الأشرف وغيرهما ، وقد لاحظ ذلك عدد غير قليل من المعنيين والزائرين عامة ، وكتبوا عنه ، ولكن للأسف الشديد لم يأخذ المشرفون على هذا المعرض ما أثير حوله من أمور بعين الجد والاعتبار ، بل أهملوها ولم يتجنبوا تكراراها في الدورات اللاحقة فظلت ملتصقة بهم .
كانت لي زيارة لهذا المعرض وهو بدورته الرابعة عشرة صباح يوم الجمعة 20 نيسان 2018م ، فوجدت كل ما قرأته من سلبيات في هذا المعرض خلال السنوات السابقة باقية على حالها بل وأضيفت لها سلبيات جديدة تؤكد سوء الإدارة والتنظيم والتعامل !!
اعتاد هذا المعرض كما غيره من المعارض أن يفتح أبوابه أمام الزائرين في الساعة التاسعة صباحا ، لكنه أبقى أبوابه مقفلة على الرغم من مرور الموعد المحدد ، وعند الاستفسار عن السبب ، قال القائمون عنه إن هناك افتتاحا رسميا له سيكون في الساعة العاشرة !! ما هذا الافتتاح ؟!! والمعرض كان قد افتتح قبل أيام وبالتحديد في 15 نيسان !! فقالوا لدينا ضيوف وسنكرر الافتتاح ، ولن يفتح باب المعرض حتى يأتوا بـ (سلامتهم) !!
مثل هذه الأقوال المتهافتة تحمل الكثير من علامات الاستفهام المؤلمة ، وتدلل على عدم احترام المشرفين على المعرض للكتاب والثقافة وللجمهور الذي قصد المعرض منذ الصباح الباكر أملا في استغلال الوقت واستثماره للاطلاع على محتويات المعرض لأن اليوم يوم جمعة وهناك صلاة خاصة بها فضلا عن تزامنها مع ذكرى مولد الإمام الحسين عليه السلام وما يصاحبه من ازدحام شديد ؛ ثم إن كان لدى المشرفين مثل هذه الفكرة (العبقرية) في تكرار حفل الافتتاح بلا مبرر ؛ لماذا لم يعلنوا عنها عبر صفحتهم في الفيسبوك ليعرف الجمهور ذلك ، ويرتب حاله ووقته ، أم إنه لا قيمة للجمهور المثقف عندهم ولا لوقته الثمين !! وبالمناسبة فإن صفحة المعرض في الفيسبوك صفحة بائسة جدا ، ولا تنفع من يطلع عليها أبدا ، لأنها لا تضم سوى صور مدير المعرض واستقبالاته الشخصية بشكل صامت ، ومن دون كلمة تعريف ولو صغيرة بمن استقبل !! كما لا تجيب على أي سؤال يوجه لها !!
بعد جولة على أجنحة المعرض وكلها تكاد تكون ذات طابع ديني محض التقيت بمجموعة من الأصدقاء الأدباء والباحثين والمعنيين بموضوعة الكتاب وتناقشنا حول الحال السيئ للمعرض ، فكان الإجماع على فشل دورات معرض كربلاء للكتاب بدوراته كافة ، وعزوف الكثير من دور النشر على المشاركة فيه بسبب سوء إدارته وإصرارها على تكرار الفشل ، ولعل السبب في ذلك كونها غير متخصصة في هذا المجال ، فهي لا تمتلك العلمية ولا الخبرة الضرورتين في مثل هذه الأعمال ، وحبذا لو أوفدوا للإطلاع فنيا على معارض الكتب في القاهرة وبيروت وطهران والرياض وغيرها من معارض الكتب الناجحة في تلك الحواضر ، أو تم استبدالهم وهو الأفضل بآخرين يقدرون قيمة الثقافة والكتاب ، ويعرفون كيفية اجتذاب دور النشر الرصينة ، ويحرصون على احترام الزوار القراء وتقديم كل التسهيلات لهم .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب