19 ديسمبر، 2024 2:06 ص

معرض بغداد للكتاب حلبة الكتب والكتّاب

معرض بغداد للكتاب حلبة الكتب والكتّاب

اغلب ان لم يكن كل دورات معرض الكتاب الذي يقام في بغداد حضرتها اضافة الى المعارض التي تقام في المدن المقدسة ، والفرق بينهما شاسع فالكتّاب عندما يلعبون على ارضهم وبين جمهورهم في المدن المقدسة تكاد تكون كتبهم هي التي تسرح وتمرح في الحلبة وذلك اما لعزوف دور نشر الراي الاخر من الحضور لعدة اسباب او لربما منع بعض كتبها ، اما في بغداد فالراي الاخر هو السائد مع انطواء او انعزال شبه تام للمؤسسات الدينية .

في معرض بغداد الذي يقام حاليا يحتوي على عدة اصناف من دور النشر منها الادب والسياسة والعلمية والاطفال والقانونية والدينية والعلمانية والحداثة ، فالاجنحة الخاصة بالرواية والعلمانية هي التي لاقت حضورا مميزا اما المؤسسات الدينية فانها للاسف الشديد لم تكن بالمستوى الذي يمكنها من مقارعة الراي الاخر ، والسبب ليس لضعف خطابهم بل لقلة خبرتهم في عرض افكارهم وانتقاء مواضيع مهمة للكتابة عنها وعرضها باسلوب يجذب القارئ ، وللاسف الشديد فان كلاهما صرف اموال طائلة على مطبوعاتهم فالعلمانية تبيع كتبها باسعار باهضة بينما الدينية تكون مدعومة والنتيجة الاقبال على العلمانية اكثر من الدينية .

نعم الوضع العام للسياسيين الاسلاميين في ادارة البلد وفشلهم في بعض مؤسسات الدولة جعلت الشباب او القراء يبتعد عن قراءة الخطاب الاسلامي ولكن هل هذا يمنع ان يكون هنالك كتّاب على مستوى عال من الحذاقة في صياغة الخطاب الاسلامي باسلوب يلفت عقول القراء؟ ، اما البقاء على كتب التفاسير والحديث وتفسير الاحلام والمعاجز فانها تجعل القارئ ينفر منها بينما نرى البقية يستعرضون عضلاتهم وسط الحلبة وهم ينادون هل من مبارز ؟

الكلاسيكية في التاليف والطباعة والعرض للكتب الدينية لم ولن تتغير الى هذه اللحظة ، اضافة الى كتب الاطراء على الشخصيات الدينية دون طرح الافكار التي تواجه الفكر الاخر وكاننا نستانس على اطلال الاثار في الزمن الغابر لنقنع انفسنا بان الاخر ليس لديه هكذا اطلال ، وهذه المصيبة بعينها التي ساهمت وساعدت الاخر من احتواء الخطاب الاسلامي .

رايت القراء بكثافة حول اجنحة الادب والروايات والحداثة بينما بشكل متوسط على اجنحة الاطفال والعلمية ، وبشكل يؤسف له بالنسبة للاجنحة الدينية ، واغلب عناوينهم مكررة .

البعض يحاول ان يعول على الرقابة في منع الكتب التي تمس الثوابت الاسلامية ، بالرغم من ان هذا الاسلوب اي المساس بالثوابت ليس من الخلق والادب ولكن هذا تيار اصبح لابد منه ونحن نعيش تقنية القرن الواحد والعشرين حيث لا يوجد ممنوع ابدا فاكثر من وسيلة يستطيع القارئ ان يصل الى الراي الاخر بل تصبح لديه الرغبة والفضول لقراءة كتب الراي الاخر عندما تمنع من التداول .

هل ستقوم المؤسسات الدينية بعقد دراسة بصراحة وتقييم مشاركتها بمعارض الكتاب ومعرفة مدى الجدوى من المشاركة وهل ما يتحقق يتناسب والصرف المادي والجهدي ؟ واياكم ان تقولوا لان يهتدي واحد افضل من حمر النعم ، فالراي الاخر يقول اعطنا الـ 99 وخذ الواحد .

أحدث المقالات

أحدث المقالات