23 ديسمبر، 2024 1:44 م

حرّموا عبادة ألأصنام المعمولة من الحجر ليقعوا في شباك عبادة ألأصنام من البشر.
الخلفاء ,السلاطين , ألأمراء , الحكام والرؤساء الطغاة والى آخر قائمة النعوت والصفات ,هؤلاء جميعا بشر تحولوا إلى أصنام يعبدها العوّام كأن لسان حالهم يقول نحن خير امة أنتجت للناس هذا النوع من الأصنام على مدى أربعة عشر قرنا من الزمن .

حتى إذا يرحل أحد هذه الأصنام البشرية أو يزول لأي سبب كان تجد قطعانا من البشر يسارعون على عجل للبحث والتنقيب عن صنم بديل حتى لو كان البديل من ألد خصوم الأصيل وعلى هذا المنوال أضحت الأمة منذ ذلك التاريخ في دوامة كاريثية جالبة لأصناف شتى من ويلات لا تنتهي فيما قطعان أخرى تتمسك بثبات غير مسبوق بأصنامها الأصيلة .

صنم من دم ولحم يعبده القطيع وخصم يلعنه في السر أو العلن تلك هي الثنائية الأزلية الراسخة في تفكير العوّام .

أظنكم سمعتم بـ ( هبل) هذا الصنم الحجري الأكثر شهرة عند العرب والمسلمين.

من فضلكم أيها السادة دلوني على الفعل الشنيع أو الجناية التي قام به (هبل ) ؟ .

هبل هذا المسكين لم يرتكب أية حماقة في حياته أو خطيئة منذ أن ذاعت شهرته حتى ساعة الإطاحة برأسه لأنه باختصار لا سلطان له لكونه من حجر وإذا لا بد من لائمة فاللائمة هنا تقع على عاتق عباده وحدهم.

تعالوا معي إلى الأصنام البشرية ممن ماتوا حتى شبعوا من الموت أو أقرانهم ممن على قيد الحياة كي نرى ماذا فعلوا بالناس وماذا فعل عبادهم ؟.

أفعالهم دماء لا تنضب سالت وتسيل منذ ذلك التقويم أي منذ أن تخرجت الدفعة الأولى للأصنام البشرية على أيدي سلف هذه الأمة ،دماء ربما تعادل نهرا عظيما بحجم نهر الفرات ناهيك عن القهر ,الحزن , الفواجع , الجوع والتهجير .

كل هذه الموبقات والرذائل والجرائم لم يفعلها (هبل ) وظلت يديه غير ملطخة بالجرائم المخلة بالإنسان .

من جانبي أرى إن الوقت قد حان لتقديم اعتذاري له لأني كنت اكرهه يوما بغير حق في وقت كنت أغض الطرف عن أصنام بشرية لعنها ويلعنها التاريخ .