يوما بعد يوم تزداد الأجراآت العقابية على الأقليم ويزداد معه ألم الخناق على رقبة مسعود سواء من بغداد أو أنقرة وطهران وآخرها الأنذار الذي وجهه له العبادي بالأنسحاب من الأراضي التي أغتصبها بعد عام ألفين وثلاثة وأيضا دعوة روحاني وأردوغان في مؤتمرهما الصحفي الأخير بالتراجع عن الأستفتاء وأعتباره باطلا.مسعود بات يعلم قبل غيره أنه في حكم المغلوب على أمره ولن يستطيع أيا من حلفائه أنقاذه من حبل الحصار الذي سينتهي بسحق رقبته ان لم يسرع ويستعيد زمام المبادرة لأن الوقت لم يعد بصالحه كما كان قبل الأستفتاء فالأحتفالات وقرع الطبول والدبكات أنتهت سريعا وتطايرت أوراق الزينة والأبواب بدأت تغلق والوفود الغربيين والمشجعين سارعوا بمغادرة أربيل منذ أن أعلنت بغداد غلقها للمجال الجوي وبقي مسعود وحده في الصالة منكسا رأسه,وعاد ليجتر ما قاله أمام الملأ …نعم أنها مجازفة ونحن نجازف..وسنجازف..ثم قال معاتبا نفسه والهم يعتصره….بل قل مغامرة خطرة…كيف ستخرج منها يا مسعود؟والذئاب حولي من أهلي وعشيرتي يتصيدون رعشة أصبع أو ربع أشارة ضعف أو تردي ليهجموا علي ويقطعونني أربا.هل أرضخ لما تطلبه مني بغداد وأتراجع وألغي الأستفتاء اللعين فاعرض نفسي للمهانة أولا والأقصاء ثانيا وليت هذا فحسب وأنما كيف سأنجو من هذه الذئاب التي ترتدي الحلل الغربية الأنيقة والسراويل الكردية المزركشة؟هل سألتجئ لأمريكا أم لأسرائيل ؟وهل سيعطوني سمة دخول وهم الذين رفضوها على شاه أيران وكان أرفع مني شئنا وقدرا.لا لن يكون هذا والأفضل أن أأجله كحل أخير ان فشلت كل الحلول.والآن مذا لو قلبت الطاولة وصعدت أنا أيضا وتحديت كل هؤلاء, بغداد ,أنقرة وطهران ,نعم سأستفزهم في كركوك وأجعلهم يدخلون حربا شعواء وقودها جيشي البطل الذي أقسم أن يضحي بأرواح شبابه من أجلي وكذلك سيفعل شعبي الطيب وكيف لا وأنا من حقق لهم حلمهم بالأستقلال وفوضوني لأكون رئيسا أبديا لكردستان العظمى .نعم هذا هو الحل ففي نهاية الأمر وفي كلا الحالين سواء خسرت أم ربحت الحرب سأبقى زعيما أوحدا ورقما صعبا ذلك أن أعدائي ان دخلوا الحرب وطالت مدتها ودمرت وأحرقت ظهرت بمظهر الضعيف المجني عليه فيسارع حلفائي لأطفائها ويساعدوني ويقفوا لجانبي لصد العدوان الغاشم وسيعترفون بي رئيسا محررا ,أما اذا أنتصرت أنا على غرمائي بمباغتتهم وأستطعت أن أشل حركة أحدهم في أحدى أضعف قطعاته على طريقة عنتر أبن شداد بضرب الضعيف لترهيب القوي فسيتشجع حلفائي ويسارعوا لمساعدتي بالمال والسلاح والعتاد وربما الجيوش,حينها سأتوج فرعونا على كل الشرق الأوسط…….نعم هذا ماسأفعله …وأن فشلت في كل ذلك حينها فقط سألجأ للخطة باء ورقتي الأخيرة , فأنزل عن بغلتي وأذهب لبغداد حافيا صاغرا ..ألم أفعلها من قبل …ألم يعتبرها قومي نوعا من الدهاء والحنكة السياسية,سأذهب ثم أرجع لهم بخفي حنين هدية من بغداد