23 ديسمبر، 2024 5:48 ص

معايير اللجوء للغرب ، وحقوق الإنسان

معايير اللجوء للغرب ، وحقوق الإنسان

جرى ما جرى على وادي الرافدين ، هكذا تمنى أكثرنا اللجوء للغرب ، هروبا من الفساد والإرهاب والفوضى والتخلف وغياب القانون وفرص العمل ، والظروف الأقتصادية السيئة ، ونحن نرى ثرواتنا التي تحولت إلى لعنة ، نهبا لكل من هب ودب ، بعد أن ضاقت بنا وخنقتنا أرض الرافدين ، ودفنتنا أحياء ، ومعنا أمنياتنا وآمالنا ، ولم يعد هنالك من بصيص أمل يلوح في الأفق ، أكثرنا حلم بحياة أينما كانت ، لأنها أفضل بالتأكيد ، وهذا من أبسط حقوق الإنسان ، والله تعالى قال (إن أرضي واسعة) ، من هنا نعرف أن للإرهاب ضرورة كبرى لهذه الدول ، كونه المبرر الكبير للتنصل من شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان بإعتبارها نتاجا للتحضر ، لكنها تحولت إلى مأزق إزاء التعصب والعنصرية والعجرفة والمعايير المزدوجة ، خصوصا وأن الأرهاب “إصطبغ” بصبغة “إسلامية” ! والعالم الحر بمنظماته الاممية منها والمستقلة ومنابره “الإنسانية” ، وقفت كلها مكتوفة الأيدي ومتفرجة على أهوال المآسي بدلا من توفير طرق وآليات نظامية محترمة تحفظ كرامة طالب اللجوء ، تُهدّئ من روعه وتخفف من مصيبته وتمنحه بعض الأمل ، ليقول في نفسه : إن العالم يقف معي .

وبدلا من ذلك ، سأضع لائحة تعكس الواقع الفعلي المعمول به ، هي عبارة عن شروط أو بالأحرى “مطبات” فضلا عن كونها حقوق ، ربما ستتيح الفرصة لطالب اللجوء “لينعم” بإقامته في بلد جديد ، هي :

1. أن يكون اللاجئ ممن صارع الموت وواجهه حرفيا بل ونجا منه بأعجوبة في طرق وبحار الموت ، ومَن تحمّل الغربة والجوع والمسير الطويل والتخفي من السلطات وكأنه مجرم ومَن تعرّض لشتى أنواع الإهانات ، ومَن ساوم المهربين ومًن نجا من تجار الأعضاء البشرية الكامنين له في الطرق المنقطعة كالذئاب ، ورغم هذه المهمة الإنتحارية ، لا توجد ضمانات بقبول لجوءه ! .

2. أن يكون ممن تحمّل مماطلة واستخفاف منظمات الأمم المتحدة ، وهذه الأخيرة هي التي تختار له بلد اللجوء ، كما أنها لا تفتح مراكزها في المناطق الساخنة أو المبتلية بالإرهاب ، وعوضا عن ذلك ، تفتح مراكزها في دول أخرى ، مضيفة عبئا جديدا من الأموال وتحمل الغربة على طالب اللجوء ، مع عدم توفر ضمانات منها هي الأخرى ! .

3. أن لا يكون مسلما ، وهذا مُتَوَقع ، فالكثير من اللاجئين المسلمين الأوغاد ، إستغلوا أجواء الحرية في البلدان الغربية ولعبوا (بذيولهم) لإلحاق الضرر بالمجتمع الذي إحتضنه ، رغم أن أصول الإرهاب مريبة جدا ، وكأنها دائرة مغلقة ! .

4. أن يكون ملحدا ، تشهد بآرائه سيرته الذاتية ، وله مشاركات وآراء خصوصا على مواقع الأنترنيت ، وكلما كان يقذع بالكفر والتشكيك ومهاجمة الأديان ، كانت فرصته أفضل ! .

5. إذا كان مثليا جنسيا ، وهذه اسرع الطرق للحصول على موافقة اللجوء على الإطلاق ، وبضمانات أكيدة ! ، بشكل دفع الكثير من الأسوياء بإدّعاء الشذوذ ، لكنهم فشلوا في “الإختبار” ! .

6. إذا كان من أصحاب الملايين ، فبإمكانه “شراء” تأشيرة الدخول لأي دولة في العالم وحتى طلب الجنسية بإيداع مبلغ كبير في المصارف كضمانة .

وتبقى الغالبية العظمى من اللاجئين المستحقين ممن لا تتوفر فيهم هذه “الشروط” ، أما الكفاآت الأخرى فآخر ما يفكر بها الغرب على عكس ما هو شائع ولو بلغ طول السيرة الذاتية 3 أمتار ! ، يكفي ان نعرف أن مئات العلماء العراقيين قد أختفوا من على وجه الأرض في بداية الإحتلال ، إما على يد (الموساد) ، أو المُحتل ، أو على يد ميليشيات مسلحة مختصة بإفراغ البلد من كفائاته ! ، هذا بعد أن وعدت قوات الإحتلال هؤلاء المساكين بنقلهم مع عوائلهم إلى جهات آمنة ، لكني أقول ، لو سهّلت المؤسسات الأممية أو الدولية إجراآت اللجوء ، لفرغ البلد من مواطنيه ، ولم يبق منه ، إلا طبقة النبلاء لكن بلا نُبل ، إنها الطبقة السياسية !